باتجاه الشرق تذهلك كورنشيات البحر الأحمر وشاليهاته العتيقة الفخيمة والباهرة، فما تنفك تُمسك بتلابيب دهشتك (المحلية) حتى تحفز وتغري أفئدة السياح والزوار (الأجانب). الولاية الشرقية التي ترقد على ساحل الأحمر كعروس أكملت زينتها تنتظر قدوم العريس بدت أكثر جاذبية بتناثر بائعي (المكتل السعفي) وعارضي ثمار (النبق) و(الدوم) وسط فضول ودهشة السواح الذين لا يملكون سوى أن يشتروا ما يعرض برضا وتهافت ظاهرين للعيان . مصنوع بإتقان قبل أن تطأ قدما الزائر أرض الثغر، تكتحل عيناه برؤية لوحات فنية وفلكورية صنعتها نساء الشرق الماهرات بأيدٍ مدربة وحاذقة فالمكتل، عبارة عن سلة (قفة) ذات شكل هرمي مزينة بجريد السعف عبر (نضمه) ونسجه بطريقة بطريقة بارعة تجعل الحصول عليها أمراً مغرياً حتى وإن لم تكن بصدد استخدامها فتضعها في بيتك على سبيل (اللوك) و(الشو)؛ هذا ماقاله لي محدثي الذي كان يقاسمني مقعد المركبة وكان بصدد شراء (المكتل) باعتباره اكسسواراً يزين بها جدران غرفته. محطات السفر في (هيا) وبعدها ميناء سواكن، وقبيل الولوج إلى بورت سودان يكاد مشهد باعة (المكاتل ) وعارضي منتوجات ثمار (الدوم) لا يُفارق ناظريك، إذ تعتبر ولايتا كسلاوالبحر الأحمر الأكثر مواءمة لنموه كونه يحتاج لدرجات حرارة مرتفعة وقليل الصقيع، وكذلك فإن ثمار(النبق) التي تنتجها أشجار السدر تنتشر في تلك المناطق بكثرة. شغف سيّاح في الصدد يقول العم (عبد الله) أحد باعة تلك الثمار في محطة هيا ل(اليوم التالي) إن تلك الثمار تتواجد أشجاره مناصفة بين البحر الأحمروكسلا، غير أن أغلب ما يجلب ويباع من هذه الثمار من ولاية كسلا، ويجد طلباً متزايداً من المسافرين والسياح القاصدين لولاية البحر الأحمر وعاصمتها بورتسودان في أيام مهرجانات السياحة وفي غيرها. تذكار عزيز وتجد ذات الثمار (النبق) و(الدوم) المعروضة في الطرقات، حسب إفادة الباعة ل (اليوم التالي)، لإقبال كبير من قبل السواح الأجانب التي يفضلونها ويتذوقون طعمها مفضلين إياها على كل ما يعرض في تلك المحطات. ويقول الشاب محمد أوكير إن سياح أوروبيين في أكثر من مرة يشترون من ثماره ومكتله (القفة ) ويحرصون على التقاط صور تذكارية معه وهو أمر يجعله جزلاً ومسوراً في كثير من الأحيان. اليوم التالي