كنت دائما اظن خيرا في وزارة التربية والتعليم ومازلت ارى وميض امل في منسوبيها ولا يعتريني ادنى شك ان هناك رجال ونساء في السلك التربوي والتعليمي لا تهزمهم عواصر الحياة ولا يخيفهم سواعد الفقر التى تعبث بهم ولا تغريهم موائد اللئام ؛ هم مثل الرواسي الشامخة وكالنسور التي لا ترضى الا بالقمم حتى ولو كانت جائعة ؛آملين بجهدهم ان يحدث معجزة التغيير الي الافضل من خلال طلابهم الذين يغرسون فيهم سبل الحياة وضروب العلم ومع هذه المسؤولية الثقيلة والامانة التي تأبى السموات والارض ان تتحملها ؛اندست العقول الخاوية المشبعة بالجهل وتسربت الايادي الاثمة والافواه المتطفلة لكي تعبث بوزارة التربية والتعليم في ولاية جنوب دارفور وتلحقها برصيفاتها التي ترفل في الفساد 0 بدلا ان تختار وزارة التربية والتعليم منسوبيها من المعلمين ان يقوموا بعلمية مراقبة الامتحانات وتصحيح الاوراق ؛ اتت ببعض العناصر التي لا تمد للتعليم صلة؛ اللهم الا انهم من اقرباء الوزير زيد او عبيد ؛ او من اصحاب المحسوبيات والمحاباة ؛ولو لم يكن لديك واسطة قوية لا تحظى بفرصة المراقبة نظرا لما فيها من فوائد مادية اي يدفع لكل مراقب الف وخمسمائة جنية حيث ان فترة الامتحانات لا تتجاوز اسبوع واحد ؛ هذا المبلغ اولى بالمعلم لانه صاحب المهنة ودراية وحق كفلتها له المهنة وكان من الضروري ان يكون حافز له تحتاج ؛ عجبا لهذه المؤسسة التربوية التي تستخسر ما يسد به رمق المعلم ؛ اين نقابة المعلمين وما دورها ؟ وهل قبضت عمولتها مقابل صمتها ؟ لم تكتفي ادارة التعليم بهذه المهزلة فقط بل اخذتها العزة بالاثم وجاءت ببعض المصححيين من خارج حقل التعليم ؛وهذه الظاهرة اصبحت تتكرر كل سنة في هذه الولاية بالرغم من احتجاجات بعض المعلمين على ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي ؛ بالله عليكم كيف يحلو لموظف من وزارة المالية او من مصلحة الاراضي او من امانة الحكومة بتصحيح مادة من مواد الصف الثامن واجزم لكم ان بعض هؤلاء المصححين الدخلاء لا يعرفون كم عدد المواد واسماء المواد التي تدرس في الصف الثامن ناهيك عن كونه يكون قد اطلع على المادة التي يراد تصحيحها ؛ لم نسمع من قبل في جميع مراحلنا الدارسية عن معلم الرياضيات يقوم بتصحيح مادة اللغة العربية او مدرس التاريخ يصحح مادة الفيزياء ؛ ايها العباقرة الافزاز تصحيح المادة الدارسية تحتاج الي معلم متخصص في مادته وذو خبرة لا يستهان بها وخاصة في مادة اللغة العربية ؛ هذه من ابسط الابجديات في التعليم ؛ من المضحكات التي حكيت لنا في امتحانات العام الماضي 2013م - 2014 م اختار مدير احدى الادارات التعليمية ابنته التي تدرس الهندسة في احدى الجامعات كمصححة لمادة اللغة العربية فكانت المحروسة كثيرة الرجوع الي نموذج الاجابة مما شد انتباه بعض ذوي الخبرة في لجنة التصحيح وعندما شعرت بان امرضعفها قد تكتشف اتخذت المغص ذريعة لترتاد الحمام ذهابا وايابا بغرض الاطلاع على نموذج الاجابة بعيد عن انظار الجميع ؛ وهل يحتاج متخصص المادة الي نموذج الاجابة ؛ هذه النماذج توضع من اجل حالات طارئة فقط وليس الا 0 كان من الاجدر لسعادة المدير ان يعطي ابنته الالفان جنية المقررة لكل مصحح ويريحنا من وجع الدماغ بدلا من وضع المهندسة في زاوية حرجة ؛ 0تسرب خبر ظاهرة المصححين من خارج المؤسسة التربوية الي اذهان التلاميذ مما ادى الي الشعور بالاستياء والاحباط وفقدان الثقة في ادارة التعليم. كيف لادارة التعليم ان تسمح لنفسها لمثل هذه الهرطقات والاباطيل وتتلاعب بمستقبل ابنائنا ؟ هذه الامتحانات ليست بمثابة رسوب ونجاح الطالب واحراز درجات كبيرة فقط ؛ ؛الهدف منها تكوين شخصية الطالب عقليا ووجدانيا وتهذيبه اخلاقيا حيث نشعره بانه انتقل الي مرحلة اكثر مسؤولية من سابقتها 0حتى يستعد لها ذهنيا 0ارجوكم يا سادة اوقفوا هذه المهازل وارحمونا 0 فاطمة زكريا