شهدت عدة مدن سورية الجمعة مظاهرات شارك فيها الالاف من المحتجين الذين طالبوا بالاصلاح ومكافحة الفساد واطلاق الحريات، وقتل خلالها العشرات وجرح المئات. واعلن مدير منظمة حقوقية ان 22 شخصا لقوا حتفهم الجمعة في سورية خلال تظاهرات احتجاجية جرت في درعا وحمص وحرستا (ريف دمشق). فيما اعلنت وزارة الداخلية مقتل 19 من قوات الامن. واعلن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي 'ان 22 شخصا لقوا حتفهم الجمعة في سورية خلال تظاهرات احتجاجية في درعا (جنوب) وحمص (وسط) وحرستا (ريف دمشق)'. واوضح قربي ان '17 شخصا لقوا حتفهم اثناء التظاهرات في درعا' وقدم لائحة باسماء القتلى ال 17. واشار الى 'الاستخدام الكثيف للرصاص الحي اضافة لاطلاق الغاز المسيل للدموع وغاز اخر يسبب الاغماء فورا لمجرد استنشاقه في درعا'. واضاف قربي ان 'الاجهزة الامنية والميليشيات التابعة لها قامت بقتل ثلاثة اشخاص من الذين شاركوا في تظاهرة جرت بعد صلاة الجمعة في حرستا' القريبة من دمشق. كما استخدمت قوات الامن السورية الجمعة مدافع مياه وقنابل دخان لتفريق احتجاج في مدينة حماة التي قتل فيها الالاف في حملة قمع عام 1982. وقال ناشطون معارضون إن 17 شخصا على الأقل قتلوا في مدينة درعا، جنوب البلاد، ونشرت أسماؤهم، وأظهرت تسجيلات مصورة بثها موقع 'شام' لمستشفى المسجد العمري في درعا عدداً من الجرحى الذين أصيبوا في الاشتباكات مع قوات الأمن، بينهم طفل. كما نشر شريط مصور يظهر أحد القتلى. واعلن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السورية مقتل 19 عنصرا وجرح 75 من قوات الشرطة والامن اثر اطلاق 'مجموعات مسلحة' النار عليهم في درعا التي تقع على بعد مئة كلم جنوب العاصمة السورية دمشق. ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن المصدر ان 'عدد الشهداء من قوات الشرطة والامن ارتفع الى تسعة عشر شهيدا وخمسة وسبعين جريحا باطلاق النار عليهم من مجموعات مسلحة في مدينة درعا (الجمعة)'. وقال ناشطون على صفحة 'الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011' على موقع 'فيسبوك' إن قوات الأمن انسحبت من مدينة درعا، حيث أحرق مقر لشعبة حزب البعث الحاكم وتمثال للرئيس بشار الأسد، فيما تم تحطيم تمثال لشقيق الرئيس السوري باسل الاسد. وفي حمص، قال ناشطون إن أنباءً وردت عن وقوع اشتباكات عنيفة في منطقة الحولة بين المتظاهرين وقوات الأمن، فيما أفادت انباء عن سقوط 5 قتلى، من دون ان يتسنى تأكيدها، بالإضافة إلى إحراق مقرّ لحزب البعث وآخر للبلدية. وأظهرت التسجيلات ترديد المتظاهرين شعارات تندد بماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري. وفي حي البياضة، في حمص، أفيد عن اعتقالات كثيرة في صفوف المعارضين، كما تم إطلاق النار في بلدة تلدو مع ورود أنباء عن مقتل شخص. وفي منطقة التلّ، في ريف دمشق، تظاهر العشرات وهم يرددون شعارات 'ما بدنا حرامية' و'يد واحدة'.كما ذكرت مواقع المعارضة السورية ان مدينة دوما، القريبة من دمشق، 'محاصرة' والاتصالات مقطوعة عنها. وفي إدلب، خرج متظاهرون يرددون شعارات 'بالروح بالدم نفديك يا شهيد' و'الله سورية حرية وبس'، فيما ردد المتظاهرون في داريا شعارات 'الله أكبر'. وفي اللاذقية، خرج المتظاهرون وهم يرددون شعارات 'لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله' وشعارات اخرى تطالب بالحرية. وفي بانياس، أظهر شريط مصور مظاهرة يوجه فيها خطيب تحية إلى 'اخوتنا الأكراد'، مشدداً على أن المتظاهرين ليسوا 'مندسين'، كما يصفهم الاعلام الرسمي، بل يطالبون بالحرية. وفي مدينة القامشلي، ذات الغالبية الكردية، خرج المتظاهرون وهم يحملون الأعلام السورية، ويطالبون بالحرية، ويرددون شعارات 'من القامشلي لحوران الشعب السوري ما بينهان'، ورفعوا لافتات كتب عليها 'لا لقانون الطوارئ نعم لتغيير الدستور' و'إعادة الجنسية لا تنهي معاناتنا' و'كورد وعرب اخوة وغير هيك ما منرضى'. وكان الرئيس السوري أصدر الخميس مرسوماً حمل الرقم 49 ويقضي بمنح الجنسية السورية للأكراد المسجلين كأجانب في سجلات محافظة الحسكة، شمال شرق سورية، والذين قُدر عددهم في مطلع الستينيات من القرن الماضي بأكثر من مئة الف شخص. القدس العربي سلاف فواخرجي: ما يحدث في سوريا "بلطجة".. لا ثورة شعبية وصفت الفنانة السورية سلاف فواخرجي التظاهرات التي تشهدها بلادها حاليًّا ب"البلطجة"، رافضةً اعتبارها ثورة شعبية كتلك التي شهدتها مصر وأطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. وقالت سلاف: "ما يحدث في سوريا ليس ثورة نظيفة محترمة كالتي حدثت في مصر، بل هي بلطجة ومجموعة من العصابات المسلحة لا هدف لها إلا سرقة الشعب السوري، وهي الآن بالفعل تخرب البلاد بحرق المحال التجارية وتكسير السيارات الخاصة في الشوارع". وأشارت إلى أنها قررت الخروج عن صمتها؛ "لأن الأمر لم يعد يتعلق بفنان أو مسؤول، بل يتعلق بأمن واستقرار سوريا، وعندما يتعلق الأمر ببلدي فكل شيء يهون". ونفت فواخرجي في الوقت نفسه أن تكون "فنانة النظام"، حسب صحيفة "الشروق" المصرية 8 إبريل/نيسان. وشددت الفنانة السورية في الوقت نفسه على أنها مع المطالب الشرعية الداعية إلى الإصلاحات السياسية وإطلاق حريات أكثر، خاصةً أن الشعب السوري يعاني، ويعوزه كثير من الحقوق هو بالفعل يستحقها، وعلى النظام أن يلبيها. وتابعت: "كنا نتمنَّى أن يأتيَ ذلك عبر ثورة نظيفة مثل التي اقتنص بها الشعب المصري حقوقه وحريته من نظامه السابق، وجاء ذلك بشكل رائع، كسبوا من ورائه احترام شعوب العالم. أما ما يحدث في سوريا للأسف فهو ليس بثورة". وعادت سلاف لتقول: "لا شك أن هناك مواطنين شرفاء كثيرين خرجوا إلى الشارع للمطالبة بالحريات وإصلاحات سياسية واقتصادية، لكن هؤلاء شُوِّهت صورتهم بانضمامهم إلى أحداث الشغب في بعض المناطق في سوريا". واعتبرت الفنانة السورية أن بلادها تتعرَّض لمؤامرة إعلامية شرسة، داعيةً الشعوب العربية إلى ألا تصدِّق ما يُبث على هذه القنوات، وأن يقارنوه بما يذاع على القنوات السورية؛ لأنها بالفعل تعرض الحقيقة كاملة دون تشويه أو تزييف كما حدث في مصر وتونس وليبيا. الإعلام السوري وأكدت سلاف أن الإعلام السوري الرسمي تعلَّم الدرس من الخطأ الذي وقع فيه الإعلام المصري في مواجهة الأزمة، وقرر أن يبث الحقيقة كما هي في الشارع، دون حذف أو إضافات. وكشفت الفنانة السورية أن الشعب السوري هذه الأيام استعان بتجربة الشعب المصري في تكوين لجان شعبية بالتعاون مع رجال الأمن في الشوارع الجانبية في العاصمة دمشق والمحافظات المختلفة؛ حتى يتصدَّوا لأعمال البلطجة والسرقة. ووصفت سلاف المواطنين السوريين الذين يخرجون على الفضائيات العربية ب"الخونة"، مؤكدةً في الوقت نفسه أنهم لا يعلمون شيئًا عن سوريا ولا عما يجري داخلها. وقالت: "الجميع يعلم أن الرئيس بشار الأسد محبوب جدًّا في سوريا، وأن هذه التظاهرات ليس لها علاقة بشخصه"، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن الأسد هو الرئيس الوحيد في العالم الذي اجتمع على حبه شعبه حكومةً ومعارضةً. وأضافت: "الدليل أنه عندما ذهب لصلاة الجمعة في أحد المساجد، أسرع كثير من المواطنين إلى تقديم بعض الطلبات الخاصة بهم في "خطابات". وللأسف الإعلام الموجَّه فسَّر ذلك بأنه هجوم على شخص الرئيس بشار".