لا تزال الأسئلة الحيرى لم تجد إجاباتها الشافية فيما إن كانت عضوية حزب المؤتمر الوطني التي تجاوزت5 ملايين أو 8 ملايين ، وفي رواية أخرى 10 ملايين، ابتلعها القرش أم هي غير موجودة أصلاً إلا على ألسن قيادات الحزب التي ما انفكت تتباهى بهذه الملايين. الذي كان لافتا خلال احتفال الحزب بفوز مرشحه عمر البشير الظهور الطاغي لأحزاب الاتحادي والأمة المنشقة عن أحزابها الكبيرة إضافة إلى أحزاب صغيرة تأتي عادةً لالتقاط الصور التذكارية في المناسبات الكبيرة،يقابل ذلك حضور أقرب إلى المتواضع لحزب المؤتمر الوطني صاحب الفرحة أو هكذا ينبغي، الملايين التي غابت هي ذات العضوية التي فاجأت قادة حزبها في صناديق الاقتراع ويبدو انها زهدت أن تشارك حتى في احتفال الفوز بمرشح الحزب.لكن الذي كان يضع أكثر من استفهام هو تقدم شقيق الرئيس اللواء عبد الله البشير في المشهد وهو ما جدد طرح أسئلة ظلت ساكنة حيث أن اللواء طبيب لم يحضر إلى قاعة الاحتفال إلا بصفة شقيق المرشح الرئاسي غير المستقل، ولو أن الرئيس البشير كان مرشحا مستقلاً لكان الوضع طبيعي وأكثر من ذلك، لكن الرئيس رشحه حزبه، فأين الحزب من هذا الاحتفال الرسمي والذي معنيا به أكثر من المرشح*الفائز، ولماذا يحل شقيق الرئيس محل الحزب ويتطوع بالرد على أسئلة الصحافة وهو لايحمل أي صفة بالحزب الحاكم، بل أن اللواء لم يتردد في أن يوجه سهام نقده للحزب الحاكم وطريقته في إدارة الانتخابات بل لم يجد حرجاً في أن يُقدم له جرعة نصائح لمقبل الأيام. رغم أن شقيق الرئيس نفى بشدة أي اتجاه لاستقالة الرئيس عن الحزب لكن الذي بدا واضحاً أن ما يربط رئيس الحزب بالحزب بات شئ لا يُذكر، والذي وضح أكثر أن الإدارة الحقيقية بدأت تخرج من الحزب إلى الديار الصغيرة حيث قالها شقيق الرئيس بوضوح في رده على الصحفيين بشأن استقالة شقيقه من رئاسة الحزب " لم يطرح هذا الأمر للنقاش إطلاقاً، وهذا الكلام غير وارد" دون ان يُشير إلى أين طُرحت هذه القضايا. حتى وإن كان هذا التفكير غير وارد كما قال شقيق الرئيس فإن العزوف عن الانتخابات بالمشاهد التي تابعها كل العالم والتي لخصتها دون شك نتيجة الانتخابات ربما يجعله وارداً أكثر من قبل. حضور شقيق الرئيس نيابة عن الحزب ليس فقط من باب التهنئة. [email protected]