** بعد إعلان تفويض الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل وجبهة الشرق الاتصال والاتصال برافضي الانضمام للحوار الوطني طرحت كثير من التساؤلات من قبل المراقبين للمشهد السياسي السوداني، كون الرجل يعد من أشد المنتقدين لبعض أحزاب المعارضة والحركات المسلحة، فكيف سيجري اتصالا بهم؟ فسر البعض التكليف بأنه دلالة على عدم جديه حزب المؤتمر الوطني في الحوار وأنه يريد التلاعب بالوقت، كما أن حزبه خرج من الحوار وعاد إليه دون شروط.. التقت (اليوم التالي) الطيب مصطفى وطرحت عليه التساؤلات الحاضرة في أذهان الكثيرين، بما فيها الخلافات التي نشبت مؤخرا حول تأجيل موعد الحوار إلى أكتوبر المقبل. لم نتوقف عند هذا الأمر بل تطرقنا للملفات المتعلقة بأزمات البلاد الحالية، ومفاوضات الحركة الشعبية قطاع الشمال والوضع في دولة جنوب السودان. * كثيرا ما تحدثت القوى الرافضة للحوار عن أنها تريده خارجيا بضمانات دولية.. هل تعتقد أنها يمكن أن تتنازل وتأتي إلى الداخل؟ _ أنا من حيث المبدأ أرى أن الأهداف الكبرى لا ينبغي أن تحول دونها أشياء صغيرة والأهداف الكبرى ينبغي أن يقدم الناس في سبيلها الكثير، كل الخيارات ينبغي أن تكون مفتوحة، أنا لا أفضل الحوار بالخارج لكن إذا كان الحوار تعذر إلا أن يحدث في الخارج ينبغي أن لا يحول ذلك دون إتمام تحقيق هذا الهدف . * الآن ألمانيا تلعب دورا لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية للانخراط في الحوار الوطني؟ _ الدولة عندما تكون ضعيفة تتيح للآخرين أن يتدخلوا في شؤونها والتدخلات الدولية الآن أصبحت مؤسسة على مستوى الأممالمتحدة، أمريكا من آلاف الأميال تضرب، وتدخلات الدول كلها سواء ألمانيا أو غيرها شيء متاح وتأكدي لا يمكن لدولة أن تبذل مجهودا دون أن يكون هناك هدف يحقق مصالحها في سبيل ذلك، السودان دولة غنية جدا في مواردها، كل هذه الدول وجدت في السودان سببا في تحقيق مصالحها وهم يعلمون عن مواردنا أكثر منا نحن لما لديهم من تقنيات لمعرفة ما يحدث في باطن الأرض. * تحدث الترابي عن توحيد الحركة الإسلامية.. هل ستكون جزءا من هذا التوحيد؟ ولماذا أطلق هذه التصريحات في هذا التوقيت؟ _ الترابي يريد تشتيت الكرة، الحركات المسلحة والقوى الديمقراطية والعلمانية لا توحي بالثقة كونهم يقفون مع السيسي خلاص القيم لا تقبل القسمة على اثنين، تقيف مع السيسي وهو يقتل عشرات الآلاف وتسانده كيف أثق فيك؟ هذه أحدثت أثرا في نفوسنا جميعا أنا أتحاور مع بعض العلمانيين في الواتساب شيء مؤسف كراهيتهم لمشروع الإسلاميين (تخليهم يقيفوا مع الشيطان ضدو) هذه ليست ديمقراطية إذا فشل المشروع الإسلامي في السودان يحاسب.. وهل يحاسب المشروع أم الفاشلون؟، الترابي شعر بالذعر من هؤلاء الذين يكيلون بميكالين ونحن أيضا نشعر بالذعر ولن نسمح لهم باستخدام هذه الأساليب الظالمة. * يعني ستكون جزءا من هذا المشروع؟ _ أنا أجد نفسي مع الأقرب مني ثقافيا لأن المشروع في النهاية ثقافي فكري سياسي وهو مشروع أخلاقي وسياسي قائم على قيم، أما أن تكون علمانية أو دينية فشيء طبيعي أن يشعر الناس بالغبن مع من يعتنقون أو يتقاربون معهم فكريا لأنه إذا قامت الديمقراطية فسيكون هناك مشروع إسلامي وعلماني وهؤلاء لم يتركوا لنا خيارا غير أن أفتش الأقرب لي. * الآن تعاني البلاد كثيرا من الغلاء الفاحش والأوضاع الاقتصادية المتردية بجانب قطوعات الكهرباء والماء.. هل يمكن أن يؤدي ذلك إلى انفجار الأوضاع؟ _ ممكن.. وإذا سارت الأمور بهذه الصورة فهذا خطر كبير جدا الآن هناك مظاهرات في الشارع وهذه المسألة يمكن أن تتفاقم.. أكثر من 26 سنة إنت ما قادر تحل المشكلة والمسألة تتأزم.. مشكلة المياه تتفاقم أكثر من أن تحل.. هذا فشل ذريع تتحدثون عن السد.. أين هذا السد؟ هم راجعون للوراء إذن فلتتنازل. * هل ما تزال تثق في قيادة الحكومة الحالية البلاد في ظل الأزمات الراهنة؟ - لابد من تغيير والمؤتمر الوطني فقط كل همه أن يحكم إلى أن يسلمها لعزرائيل وعيسى، لابد من إصلاح سياسي لأنه واجب من واجبات الوطن من خلال إنفاذ برنامج ترسيخ الديمقراطية في البلد هو لن يفقد كثيرا حتى ولو حدثت فترة انتقالية وقيام انتخابات يتفق عليها الآخرون، إذا استمرت الأوضاع هكذا من قطوعات الكهرباء والمياه والجوع فالناس لن يسكتوا، على كل حال هناك خطر كبير ويمكن أن يحدث انفجار. * ما يحدث في دولة الجنوب الآن هل تعتقد أن هذا الصراع يمكن أن يصل إلى حل؟ _ لا يوجد أمل، نحن هنا الله يستر علينا تقولي لي الجنوب؟، والجنوب في نهاية الأمر سينقسم لأنه لا توجد وحدة وطنية تجمع هؤلاء الناس على الأقل سينقسم إلى ثلاث دويلات، الآن قبر جون قرنق محروس لأن الاستوائيين سيفجرونه لأنهم يرون أن جوبا حقتهم والدينكا احتلوها وكما قلت ستكون هناك ثلاث دول طال الزمن أم قصر، والدينكا مع بعضهم البعض عندهم صراعات ولا أشعر أن هناك أملا في استقرار الجنوب لأن مشكلات بلدهم أعمق بكثير من أن تحل، لأن المشكلة أنه لا يوجد شيء يجمعهم والخواجات ورطونا وخلوهم عالة علينا، وإذا كانت لدي سلطة كنت سأحاسبهم. * هل فعليا جوبا تدعم الحركات المسلحة السودانية؟ _ هم في عداء مع الحكومة السودانية بالتالي كل شيء وارد. * المجتمع الدولي يعول على الرئيس البشير في حل الصراع الدائر في الجنوب؟ _ ده كلام ساي خليهم يحلوا الجوّة أول. * باقان أموم أعلن عن زيارة مرتقبة للخرطوم كأول زيارة خارجية له بعد عودته أمينا عاما للحركة الشعبية مجددا.. لماذا اختار باقان الخرطوم؟ _ لأن لديه مشروعا في السودان، ولما الجنوبيين اختاروا الانفصال أعلن باقان أن مشروع السودان الجديد قائم من خلال الانفصال أو الوحدة وقال: "لن نخليه". * أنت أشد كرها للجنوبيين مما دفع البعض لوصفك بالانفصالي؟ _ ده كلام ساي.. هذه الفرية أطلقها علينا ناس (أجراس الحرية) أنا كنت مع الانفصال وناس أجراس الحرية كانوا مع جون قرنق وهو عايز الوحدة وأن الجنوب يحكم الشمال، وعبد الواحد محمد نور صنعو جون قرنق شيوعي ساي، والشيوعيين ناس عرمان ما كانوا عايزين انفصال عشان يحكموا بالجنوب الشمال بالتالي هم الذين شنوا حملة منظمة حملة اغتيال الشخصية ضد الرجل الذي يقود الانفصال، بعدين إذا كانت نيفاشا أسست على أسس العنصرية الاستفتاء لمن؟ مش للجنوبيين؟ إذا كانت نيفاشا نفسها صممت على أساس عنصري فالجنوبيين الصوتوا للانفصال هم أنفسهم عنصريين هذا الحديث أصبحت لا أرد عليه بعدين عنصري عنصري. * أنت أيضا أشد كرها لباقان أموم وياسر عرمان إذا توفرت الظروف لتصالحهما وفق اتفاق سياسي أي جنوب السودان والحركة الشعبية فهل ستفعل؟ _ أنا (لحدي ما القيامة تقوم) لن أتصالح معهم.. لن يتخلوا عن مشروعهم وأنا لن أتخلى عن مشروعي، وهم مشروعهم يناهض مشروعي هل أبو لهب والرسول ود عمه اتصالحوا؟ إلا إذا تابوا، وأنا أقبل أن يدخل عرمان الحوار الوطني داخل السودان كحزب واذا مشى شرق أنا بمشي غرب ما في شيء يلمني بيهو. * هل انت نادم على انفصال الجنوب؟ _ "عليْ بال..." ما نادم.. أنا ذبحت فيه تقولي لي أندم على الانفصال؟ * البعض يتحدثون عن إعادة الوحدة بعد الصراع الذي حدث في الجنوب؟ _ مستحيل.. بعدين نحن ممكن نتوحد مع مصر أو مع أرتريا أصلا ما كان بيننا حرب لكن نتوحد مع الجنوب؟ ما في طريقة نحن ناقصين؟ * كيف تنظر للمفاوضات بين الحكومة وقطاع الشمال؟ وهل يمكن أن تصل إلى اتفاق سياسي؟ _ التفاوض ليس مشكلة لكن في النهاية لا تكون على حسابنا لكن مثلا اتفاق عقار ونافع نحن عارضناهو معارضة شديدة لأنهم أعادوا لنا نيفاشا مرة أخرى ولكن لابد أن تكون المفاوضات من أجل هدف. * خطك السياسي يعمل على تكريس هيمنة الوسط النيلي في السياسة السودانية ولا تهتم بالأطراف؟ _ ده كلام ساي.. نحن حقيقة نهتم بكل السودان وأن تحل مشاكله ونحن دائما نقول إن الاهتمام بالأطراف وحل كل الأمور هدفنا.. هذا الكلام غير صحيح أنا قلتها داخل القطاع الاقتصادي بمجلس الوزراء وقلتها للمتعافي "ياريت لو عملتم توأمة وقسمت ميزانية الخرطوم على ثلاث ولايات لأن 70% من كهرباء السودان تصرف على الخرطوم هذا ظلم لابد من توزيع الموارد بصورة صحيحة، هناك كثير من المناطق فيها تخلف عجيب".. * هناك حديث عن أن خلافك مع الوطني وتأسيس حزب جديد هو مناورة لتقسيم الأدوار لأنه لا يوجد فرق بين برنامجك وبرنامج الوطني؟ _ أنا برنامجي مختلف عن الوطني وأنا خرجت من الحزب لأنني أطالب بالديمقراطية ولا أعتقد أن الوطني فيه ديمقراطية لابد من إصلاح المناخ السياسي للسودان لكي يفضي للديمقراطية ولو كنا متفقين على كل شيء ما كنا عملنا معارضة وخارطة طريق واختلافنا في السياسات والاقتصاد والفساد الحاصل.