القوة المشتركة تكشف عن مشاركة مرتزقة من عدة دول في هجوم الفاشر    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا تؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطيب مصطفى :الحزب الحاكم منعني من الدعوة للانفصال لهذا خرجت منه
نشر في سودان سفاري يوم 09 - 11 - 2010

ظلت العلاقة بين شمال وجنوب السودان في حالة تجاذب مستمر من قبل ان يحزم جنود بريطانيا العظمي امتعتهم مغادرين الى غير رجعة في عام 1956، لكن طوال الرحلة التي امتدت اكثر من نصف قرن كان هناك جنوبيون كثر ينادون بالاستقلال عن جنوب السودان في كل مرحلة، وينشطون على المستوى السياسي والعسكري، لكن من جهة الشمال لم تخرج حركات انفصالية مقابلة الا في بداية هذه الالفية عند انطلاق مفاوضات السلام السودان بضاحية ميشاكوس في كينيا، الطيب مصطفى خال الرئيس السوداني الذي تسنم عددا من المقاعد القيادية على مستوى الحزب والدولة ركل كل هذا وخرج مغاضبا ليشكل تنظيما اطلق عليه اسم منبر السلام العادل يطالب فيه بفصل الشمال عن الجنوب.. ولم يكتف بتشكيل هذا التنظيم بل تجاوز ذلك الى اصدار صحيفة من اجل التبشير برؤيته الانفصالية في شمال السودان بالرغم من ان الشماليين في الاساس لايملكون حق التصويت في حق تقرير المصير.. "الشرق" التقت منظر انفصال شمال السودان المثير للجدل بمكتبه بضاحية بري بمدينة الخرطوم في حوار امتد قرابة الساعة.. وفيما يلي نص الحوار:
* بداية نود ان نتعرف على الرؤية التي يستند اليها منبر السلام العادل في دعوته لفصل الشمال عن جنوب السودان؟
- دعني اولا ابدأ بمقدمة قبل الرد على سؤالك عن السودان والدول العربية، ما ينبغى ان يهم الدولة العربية عن السودان هو الهوية العربية الاسلامية لأن كثيرا من المسلمين يقولون ان السودان هو جزء من العالم الاسلامي وجزء من الدول العربية وليس جزءا بالكامل لماذا؟ لأن الجنوب لم يكن فى يوم من الايام جزءا من الهوية العربية الاسلامية "لايوجد من الجنوبيين من يتحدث عن ان الجنوب جزء من الهوية العربية فى السودان بل ينكرون ذلك ويطلبون ان يتخلى الشمال العربى الاسلامى عن الهوية العربية الاسلامية يتحفظون بشكل كبير ان يسمى السودان بدولة عربية اسلامية يرفضون حتى ان يسمى شمال السودان، هذه اسمها دكتاتورية الاقلية التى تفرض رأيها على الاغلبية فى السودان الشمالى هذا هو جوهر المشكلة ان هناك هويتين مختلفتين متشاكستين ومتحاربتين ظلتا على هذا النحو قبل استقلال السودان حيث كان استقلال السودان 1956 حيث كان اول تمرد في اغسطس 1955 قبل ان يخرج الانجليز من السودان وهو مايسمى تمرد توريت. هذه هى المقدمة التى لابد منها لكى نقول كيف وماذا وما جوهر رؤية منبر السلام العادل رؤية المنبر هى ان شعبى الشمال والجنوب لاتربطهما هوية مشتركة بل ان شعب الجنوب معبأ تعبئة كبيرة ضد الشمال وهويته لهذا قامت الحرب واستمرت الى يومنا هذا تخبؤ وتزداد لكنها لم تتوقف ابدا. حتى عندما تم توقيع اتفاقيات لم توقف الحرب بدليل ان نيفاشا عندما وقعت فى 2005 للاسف الشديد لم توقف الحرب والدليل على ذلك هذا التشاكس الذى نراه بين الشريكين، للاسف هما ليسا شريكين بالمعني لان الحركة الشعبية الشريك الاكبر فى الحكم تقود المعارضة كاول تجربة فى العالم ان الشريك فى الحكم هو من يقود المعارضة.
* موقف منبر السلام الحاد هل هو موجه للحركة الشعبية فقط ام للجنوب ككل؟
- الموقف من الجنوب ككل، المنبر يدعو الى فصل الشمال عن الجنوب. اذا كانت هناك قوى منذ اربعينيات القرن الماضى تدعو الى فصل الجنوب عن الشمال، نحن ندعو الى فصل الشمال عن الجنوب والنتيجة واحدة، الجديد اننا كونا تنظيما لكى ندعو الى هذا الحق باعتبار ان الشمال متضرر من الوحدة مع الجنوب.
لماذا تكرهوننا على الوحدة؟
* الطيب مصطفى كان قياديا في الحزب الحاكم.. ما قصة مغادرتك؟
- كنت فى الحركة الاسلامية والموتمر الوطنى (الحزب الحاكم في السودان) لكنى رأيت ضرورة اسماع صوت الانفصال. هذا الصوت او الدعوة الى الانفصال فى الشمال كان موجودا منذ وقت طويل. لكن انا الطيب مصطفى عندما كنت فى الموتمر الوطنى رأيت ان يطرح هذا الرأى الذى طال انتظاره، وقلت ينبغى ان يتم التعبير عن هذا الرأى لكنهم قالوا يجب ان تتوقف عن هذا الحديث ولا تكتب عنه، عندما كتبت اول مرة فى الصحف صادف هوى عند الكثيرين ووجد معارضة شديدة ايضا داخل وخارج السودان. اجتمعت بى قيادة الحزب الحاكم وقالوا لى ينبغى ان تتوقف عن الكتابة فى هذا الشأن لان الموتمر الوطنى يؤمن بالوحدة. قلت لهم دعونا نعبر عن هذا الرأى حتى لا تقتل الفكرة لانه داخل الحزب الواحد يمكن توجد اكثر من فكرة فى النهاية الرؤية الصالحة هى التى تقنع الناس ثم تصبح شجرة وارفة الظلال بعد ان كانت فكرة او تطمرها الارض اذا كانت غير صالحة. قالوا لى: ان رؤيتنا هى الوحدة قلت لهم هل تعتبرونها مقدسة مثل الدين. القرآن قال "لا اكراه فى الدين" فلماذا تكرهوننا على الوحدة، المهم حدث جدال بينى وبينهم وقالوا لى هذه من الثوابت التى لا ينبغى الحديث عنها. قلت لهم اذن سأخرج رغم اننى قدمت للحركة الاسلامية والمؤتمر الوطنى الكثير وكنت قياديا فى التنظيمين. قلت لهم ساذهب واعبر عن هذا الرأى بصورة مستقلة وخرجت من المؤتمر الوطنى منذ ذلك الوقت لاننى رجل اعرف التنظيم وقيمة التنظيم.
"الانتباهة" الكثر توزيعا في السودان
* هناك اتهام للطيب مصطفى وللمنبر بشكل عام بانهم لا ينظرون للمصالح الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى تحققها وحدة السودان ويهتمون بامور سطحية وعنصرية ما ردكم على ذلك؟
- دائما الناس يتركون الرسالة ويتحدثون عن الرسول، ويتركون الفكرة والقضية ويتحدثون عن صاحب الفكرة. هذا كلام خاطى. اولا رؤيتنا ان الدول التى انفصلت عن بعضها والذين قادوا الانفصال فيها حتى نجح هل ينطلقون من جهل اجتماعى ويجهلون المصالح وكذا! اى فكرة ينبغى ان يتاح لها الوصول للناس حتى ولو كانت كفرا (لا اكراه فى الدين). من الذى يحدد مصالح اهله؟ الشعب هو من يفعل ذلك، اذن الفكرة لم تمت في مهدها لانها صالحة للبقاء كالشجرة التى يستقيم عودها. الآن رؤيتنا اصبحت متمددة فى الشارع السودانى والدليل على ذلك ان صحيفة الانتباهة المعبرة عن منبر السلام هي الاكثر توزيعا بين الصحف لانها تقول الحقيقة كاملة وهى توزع مايعادل توزيع عشر صحف مجتمعة. نحن نوزع سبعين الف نسخة، السبب الرئيسى لاننا طرحنا رؤية جديدة وجدت هوى فى نفوس الناس من خلال المعاناة من مشكلة الجنوب. نحن طرحنا فكرة وقلنا لماذا لانفكر فى رؤية جديدة؟.
* لكن البعض يقول ان قراء الانتباهة معظمهم من جنوب السودان؟
- الامية منتشرة وسط الجنوبيين والذين يتحدثون العربية عددهم قليل، لهذا حديثك هذا غير صحيح، اذهب الى اماكن بيع الصحف ستجدها وسط الشماليين والجنوبيين وهى موزعة توزيعا عادلا.
* صحيفة الانتباهة تشكك مواطن الجنوب فى الحركة الشعبية والطبقة السياسية الحاكمة مما يجعلها تعمل ضد مبدأ الانفصال لأن الجنوبيين سيصوتون للوحدة حتى لاينفرد بحكمهم الاشخاص الذين تشكك الانتباهة يوميا في قدراتهم وسلوكهم السياسي؟
- هذا رأى..لكن حقيقة اصبحت واحدة من الاشياء اننا نهاجم الحركة الشعبية لانها حكومة الجنوب، وظلمت الشمال فى نيفاشا واخذت من حصة الشمال وبالطبع نحن نرفض ظلم الحركة الشعبية لشمال السودان، الحركة اخذت من نيفاشا اكثر مما تستحق. حدود الشمال معروفة منذ 1956م وينبغى الا لاتتعداها، نحن نعتبر ذلك عدوا دخل فى اراضينا لذلك من هذا المنطلق ظللنا نهاجمها. المنطلق الثانى ان الحركة الشعبية طرحت مشروعا اسمه السودان الجديد الذى طرحه جون قرنق والذى طرحه من بعده اولاد قرنق (باقان وعرمان وشيوعيو الحركة الشعبية) وكانت تريد ان تحكم به كل السودان.
* الحركة الشعبية اخذت 28 % من الحكومة المركزية بحسب تقدير عدد سكان الجنوب بالنسبة لكل سكان السودان، اين الظلم هنا؟
هذا ليس نصيب الجنوب، جون قرنق قبل ان يتم الاتفاق كان يطرح الكونفدرالية لكنه اخذ اكثر مما كان يطمع فيه، ثم ان الحركة الشعبية تحكم الجنوب كله فمن تمثل الحركة الشعبية هل تمثل الحركة الشعبية كل الجنوب. تقول الاتفاقية ان الجيش الشعبى سيحصل على خمسين فى المائة من القوات المسلحة اذا حصلت الوحدة، اننا ننتقد تمدد الحركة الشعبية فى الشمال وطمعها فى ان تحكم شمال السودان بل اعتبرت الكونفدرالية مقدمة لحكم السودان من خلال ما يسمى مشروع السودان الجديد الذى يقوم على رؤية عنصرية امريكية اسرائيلية مسيحية مصادرة للهوية العربية الاسلامية فى السودان.
لا أحد يدافع عن حقوق الشمال!
* منبر السلام العادل ظل يطالب بإتاحة الفرصة له كى يطرح برنامجه القائم على استئصال الجنوب، لماذا يرفض تمدد الحركة الشعبية وبرنامج السودان الجديد من ناحية ديمقراطية وحقوق؟
- نحن لم نفرض على الجنوب الهوية العربية الاسلامية، فقط نريده ان يظل كما هو لا تحكمه شريعة اسلامية ولا تهيمن عليه الهوية العربية الاسلامية، علمانى افريقانى كما يريدون، لم ندع فى يوم من الايام لاقامة نظام اسلامى فى جنوب السودان لكن هم يدعون الى فرض نظام مضاد للهوية العربية الاسلامية فى الشمال هم الذين اعتدوا علينا. نيفاشا صممت على اساس عنصرى بطرحها تقرير المصير للاثنية الجنوبية.. اذن نيفاشا صممت بطلب من الحركة الشعبية. الموتمر الوطنى والاحزاب الشمالية وافقت على ان يصمم تقرير المصير على اساس اثنى عنصرى الذين يتهموننا باننا عنصريون عليهم ان يدافعوا عن انفسهم، بمثل مايطالب قرنق بحق الجنوب على حساب حدود الشمال نحن ندافع عن حق الشمال ولا نريد التمدد فى الجنوب. هو يعبر عن الجنوب نحن نحاول ان نعبر عن الشمال ونتحدث عن الشمال والشماليين لا احد يتحدث عن حق الشماليين ويتصدي لقضاياهم.
* كيف تقول هذا وهناك حكومة تدافع وتتفاوض باسم الشمال؟
الحكومة حتى الآن تتحدث عن الوحدة، وان الجنوب والشمال تحت وصايتها وحمايتها، وهى حريصة على الجنوب بقدر حرصها على الشمال اما نحن فنقول اننا حريصون على الشمال وليس الجنوب.. ألا ترى ان النائب الاول سلفا كير ميارديت لم يزر ايا من مدن او عواصم الشمال.
*ب حسب متابعتي سلفاكير زار كادوقلى عصمة ولاية جنوب كردفان والدمازين عاصمة ولاية النيل الازرق.. اذن ماذا يقصد الطيب مصطفى بمدن الشمال؟
كادوقلى ليست عاصمته والدمازين أشك انه زارها.. هو لم يزر ايا من عواصم الولايات الشمالية.
* انا متأكد من زيارة سلفاكير لكل من كادوقلي والدمازين؟
- لا اعلم، ولكن لست متأكدا انه زار اي عاصمة شمالية خلال الخمس سنوات.
* اكرر لك مرة اخرى سلفاكير زار كادوقلي والدمازين وهو موجود الآن في الخرطوم؟
هو يأتي للخرطوم لان مكتبه وبيته بها هذا شىء طبيعي جدا، وهو جزء من مؤسسة الرئاسة لكن معظم وقته في جوبا لأنه جنوبي. ولانه لا يؤمن بانه جزء من الشمال، ثانيا بالرغم من ذلك هو النائب الاول لرئيس الجمهورية.
* هل نفهم من حديثك هذا انك تعتبر كادوقلي والدمازين مدنا ليست شمالية؟
- لا لا، كيف لا اعتبرهم جزءا من الشمال، انا لم اقل سلفا كير لم يزر ارضا شمالية، على كل حال ولايات الشمال خمس عشرة، السؤال هو كم عدد الولايات التي زارها؟! اولا كادوقلي ذهب اليها لامر متعلق بالحركة الشعبية، والدمازين تحكمها الحركة الشعبية، طبعا الخرطوم حالة استثنائية لأنها العاصمة القومية، لذلك اقول من كل الولايات الشمالية لم يذهب سلفا كير الا للولايات التي توجد بها الحركة الشعبية بشكل كبير.
سنحارب من اجل الحدود
* قرأت لك مقالا قبل ايام تدعو فيه لعدم التفريط في شبر من اراضي السودان الشمالي في اطار التفاوض على ترسيم الحدود الذي يجري حاليا، وذهبت الى ابعد من ذلك مطالبا بشن حرب في حال استيلاء الجنوب على ارض شمالية بالرغم من اننا لم نقرأ او نسمع الطيب مصطفى يطالب الحكومة بالدخول في حرب مع بقية الجيران الذين يقيمون الآن على اراض نعتبرها سودانية مثل مصر واثيوبيا؟
انا لم اكن محايدا في موقفي من اي دولة تستولي على اراض سودانية حتى حلايب، لكن انا افرق بين علاقتنا بجنوب السودان وبين الدول الاخرى، بالنسبة لمصر ادعو الى ان تحل مشكلة مثلث حلايب بالحسنى، حتى في موضوع الجنوب ادعو الى ان يتم التفاهم مع الحركة الشعبية بالحسنى، ولكن اذا فرضت الحرب علينا سنحارب وسندافع عن ارضنا لهذا طالبنا بان يتم ترسيم الحدود قبل تقرير المصير. واذا اقتضى الامر ان يؤجل تقرير المصير حتى يتم ترسيم الحدود بالرغم من اننا الاحرص على ان يتم تقرير المصير بسرعة حتى يغادرنا الجنوب، كل هذا يثبت اننا لا نريد حربا مع الجنوب لكن اذا اعتدوا على ارضنا لا خيار لنا سوى الحرب.
* الا تري ان هناك تحيزا زائدا ضد الجنوب، اذا صار دولة عقب الاستفتاء نحاربه في الارض المتنازع عليها ونتفاهم مع بقية جيراننا في اراضينا السودانية؟
- انا لا ادعو الى ذلك البتة، بالنسبة لما حدث في حلايب هي مشكلة لم تحل حتى الآن، وانا ادعو الى استنفاد جميع الحلول السلمية وعدم اشعال حرب مع مصر، مشكلة حلايب مختلفة عن مشكلة جنوب السودان لأنه بالنسبة للجنوب نحن الآن بصدد الوصول لاتفاق وفي هذه اللحظة اما ان نسمح لهم بان يتمددوا في الشمال في المناطق الحدودية الخمس التي يوجد خلاف حولها او لا نسمح لهم.
* السودان لم يحارب قط من اجل الحدود؟
لن نسمح لغيرنا بان يتمدد على ارضنا، انا لا ادعو للحرب لكني لا افرط في شبر واحد، انا افتكر ان مصر اقرب الينا من جنوب السودان، ليس هناك صراع هوية بيننا ومصر، بل افتكر ان الانجليز لعبوا دورا قذرا في قطع ما امر الله به ان يوصل، لأنه من المفترض بعد خروج الانجليز ان يكون السودان ومصر دولة واحدة، الحزب الاتحادي الديمقراطي قام على وحدة السودان ومصر، للاسف الشديد مات محمد نجيب الذي ينتمي لأم سودانية وجاء عبد الناصر الذي أشك كثيرا في انه جيئ به من المخابرات البريطانية لأن الانجليز لعبوا دورا خطيرا في منع اي تقارب بين مصر والسودان "الشمال بالذات"، في ذلك الوقت كان هنالك حزبان هما الاتحادي والامة الذي كان قريبا لبريطانيا، الاتحادي يدعو للوحدة مع مصر وكما اسلفت الانجليز لعبوا دورا قذرا في فصل مصر عن السودان ولعبوا دورا خطيرا في ضم الجنوب للشمال، لهذا اقول انهم وصلوا ما كان ينبغي ان يقطع والدليل على انهم هم من قرروا هذا الربط عبر السكرتير الاداري الذي قرر الوحدة في مؤتمر جوبا الشهير 1947م.
* اذن انت لاترى اي نقطة ايجابية في وحدة شمال وجنوب السودان؟
انا اقول ان الشمال والجنوب عاشا حربا وتباغضا وآن الاوان لكي ينتهجا النهج الذي انتهجه غيرهما في الدول الاخرى التي لم ترق فيها قطرة دم واحدة، انا ظللت اتحدث عن تشيكوسلوفاكيا والجبل الاسود وصربيا التي تبدو قضاياها قريبة منا، الجبل الاسود 620 الف نسمة ورغم هذا انفصلت، كل دول جنوب الاتحاد السوفييتي انفصلت، الدولة الوحيدة التي لم تنفصل من دول جنوب الاتحاد السوفييتي ومازالت الحرب مشتعلة فيها هي الشيشان، لم ولن تتوقف الحرب الا عندما تنفصل، لاتوجد دولة واحدة انفصلت وندمت على حالها ورجعت مرة اخرى، بالطبع لايمكن ان نتحدث عن المانيا لأن الفصل كان عملية قيصرية وليس نابعا من ارادة شعوب، وكذلك بالنسبة لليمن الفصل تم لوجود نظام اشتراكي..
* الآن هنالك دعوة من قبل الكثيرين لاعطاء الجنوبي الجنسية المزدوجة حال حدوث الانفصال، مارأيكم في منبر السلام العادل؟
- هذا حديث مرفوض، لن نسمح به.
* ما آلياتكم لعدم السماح بإعطاء الجنوبيين الجنسية المزدوجة؟
- لن افصح، لكن لن نسمح بذلك، انا مقتنع تماما ان السوداني الشمالي لن يسمح بذلك، هؤلاء يكرهوننا وقرروا ان يذهبوا فليذهبوا الى بلدهم، هم يقولون انهم مواطنون درجة ثانية هنا، طيب لديهم هناك في بلدهم هناك فرصة ان يكونوا من الدرجة الاولى، لايوجد سبب يجعلهم يبقون هنا في بلد يقولون انهم يعاملون كعبيد، اذا بلدهم تحررت وهم الذين قرروا ان يحرروها يجب ان يذهبوا اليها، لاتوجد دولة انفصلت وترك مواطنوها في الدولة الاساسية، لا توجد سابقة بالرغم من انه لا توجد كراهية بين الشعوب ولكن هنا توجد مشاعر كراهية، اذن ما الداعي للانفصال اذا تم اعطاء الجنوبي الجنسية السودانية؟! اذا كانوا سيمكثون هنا لاداعي البتة للانفصال.
المصدر: الشرق القطرية 7/11/2010


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.