وزير الخارجية يستقبل مدير عام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة    منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك الكودة : المؤتمر الوطني اقتربت نهايته.. هو الآن في أضعف حالاته .. المشروع الإسلامي الآن أصبح ائتلافاً من جهاز معيَّن والسوق والقبيلة
نشر في الراكوبة يوم 10 - 08 - 2015

المشروع الإسلامي الآن أصبح ائتلافاً من جهاز معيَّن والسوق والقبيلة
"معالم في الطريق" لسيد قطب وليد حالة نفسية معلومة ولا ينبغي أن نؤسس عليه عملاً
قضية الوطن ليست واضحة عند أهل الحركة الإسلامية
الإسلاميون فرقتهم الفكرة الخاطئة والمجانبة للواقع
الأيديولوجيات ليس لها مكان في كيفية الحكم ..وهذا الذي يجعلني اتفق مع جون قرنق
كشف مبارك الكودة القيادي بحركة الإصلاح الآن بأن قضية الوطن ليست واضحة في منفستو الحركة الإسلامية، وأكد على أن الإسلاميين ليسوا متفقين في الفكرة، وسخر من مسألة وحدتهم، مشيراً إلى أنه لا يوجد لها ما يبررها . وقال إن الإسلاميين لم تفرقهم السلطة، بل فرقتهم الفكرة الخاطئة، وأنهم لم يعد لديهم قبولاً في الشارع السوداني، وقال الكودة في هذا الحوار: إن كتاب معالم في الطريق ( أحد مراجع الحركة الإسلامية ) الذي كتبه الشهيد سيد قطب، إنما كتبه في ظروف نفسية خاصة به، وهي معلومة للجميع، وهو يعبِّر عن (حالة ) وليس فكراً، لذلك لا يجوز أن نؤسس عليه عملاً، مشيراً إلى أن عبارة أن الإسلام لا يجمعنا ولا المسيحية ولا العربية ولا الأفريقية هي العبارة التي تعكس الواقع فعلاً، وأنه يتفق معها تماماً، وتنبأ الكودة بانهيار الإنقاذ بعد أن حوصرت من كل الاتجاهات .
أجراه: عطاف عبدالوهاب
- أستاذ مبارك لديك مراجعات فكرية أقل ما توصف بأنها ترضي العلمانيين وأهل اليسار، ما خلاصة تلك المراجعات ؟.
في تقديري هي مراجعات عقدية قبل أن تكون فكرية، ولا ابتغي بها مرضاة أحد غير إرضاء الحق عز وجل ونفسي، لأن انتمائي للإسلاميين ابتداءً كان عقدياً ولم يكن بالضرورة ضد اليسار أو العلمانيين، وجاءت هذه المراجعات التي تجدها عند الكثير من الأخوان المسلمين بعد التجربة العملية للحركة الإسلامية وهي تمارس الحكم، فقد لمست مجانبة واضحة بين الفكرة وواقع التطبيق، لذلك ظللت في حالة مضطربة منذ العام 1994م، أحاول أن أصالح فكرتي التي اعتقدها وواقعي الذي بين يدي ولا أجد لذلك سبيلا، فالفكرة في وادي والواقع في وادٍ آخر والأمثلة لذلك كثيرة حتى في شعاراتنا وهتافاتنا تجد الفصام واضحًا.
وخلاصة هذه المراجعات أن كل الملل والنحل تجتهد لتستنبط من الدين الحق والمطلق لعقيدتها التي تتعبد بها، وهذا الاجتهاد بالطبع نسبي قياساً بالمطلق، لذلك فهو اجتهاد بشري فيه الحق وفيه الباطل، ولا يمكن لأي جماعة كانت أن تدعي الحق دون غيرها، ومن أهم ماهدتني إليه تجربتي أن الإسلام مشروعاً اجتماعياً وليس سياسياً بهذه الصورة المخلة، ومؤسسة الحكم فيه تخرج من قناعات المجتمع ( كيفما تكونوا يول عليكم ) وهناك حديث بنينا عليه أس فكرتنا السياسية كإسلاميين يقول: ( إن الله ينزع بالسلطان مالا ينزع بالقرءان ) هذا الحديث لا صحة له، بل يتعارض مع جوهر الدين الذي يقوم على حرية المعتقد.
- أنت هكذا تنسف كتاب "معالم في الطريق" لسيد قطب ؟.
كتاب "معالم في الطريق" كتبه الشهيد سيد قطب في ظروف نفسية خاصة به معلومة للجميع، وهو يعبِّر عن (حالة ) وليس فكراً، لذلك لا يجوز أن نؤسس عليه عملاً مع احترامي للشهيد سيد قطب في مقدمة ظلاله وهو يغوص ويبحث في القرءان، أن ما كتبه سيد في الظلال ليس تفسيراً للقرءان إنما هي معايشة شخصية في ظلال القرءان، وهذا تعبير جميل جداً، فكلنا يأخذ من هذه الشجرة ويستظل بها، فهي ذات أصل ثابت وفروع في سماواتنا، ولا يجوز لأحد أن يدعي أنه الصواب وما عداه الباطل، حتى المصطفى (الرسول) لم يقل ذلك (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26)) ، لذلك فما ذكر الشهيد سيد قطب أن محاولات البشر لفهم النصوص القرءانية ليست تفسيراً قطعياً ولا ملزماً إلا فيما لا خلاف عليه، أما إذا كانت النصوص ظنية الدلالة فلا تلزمني بما ترى، والناظر لكتاب الله يجد النصوص القطعية مظانها هي العقيدة، أما المعاملات الإنسانية فهي ظنية الدلالة، وذلك لتغيير المكان والزمان ولهما تتغيَّر الفتوى حسب الظرفين ، إلا أنني أعود وأقول أيضاً إن من ضمن مراجعاتي أن قضية الوطن ليست واضحة عند إخوتي في الحركة الإسلامية.
لماذا تقول إن قضية الوطن ليست واضحة عند أهل الحركة الإسلامية ؟.
نعم أن جوهر الدين يقوم على المعتقد حيث ( لا إكراه في الدين ) ( لكم دينكم ولي دين ) ومن أجمل ما قرأت وسمعت للشيخ القرضاوي أن الحرية مقدمة على الشريعة، وهذه المقولة تؤكد تماماً أن الحرية هي الأصل وهي صبغة الله وفطرته التي فطر الناس عليها، والحرية مقدمة على كل القيم، لأن الإنسان دون حرية لا يكلف لأنه مسلوب الإرادة والمجتمع، المقهور والمستعبد والخائف يعيش مناخاً سيئاً وينتج فساداً ومفسدين، فلك أن ترى ما أنتجته الحرية من إبداع في الغرب وما أنتجه الكبت، والخوف والوصايا من تخلف في الدول التى يزكي حكامها أنفسهم على مواطنيهم وما يروهم إلا ما يروا وما يهدوهم إلا سبيل الرشاد كما يظنون. وقضية الوطن لم تكن واضحة في فكر الإسلاميين لما لمسته من التربية التي يوليها التنظيم لعضويته، فقد رعتنا الحركة الإسلامية واخضعتنا لدراسات كثيفة لم يكن للوطن نصيب منها، فالأخ المسلم يرتبط وجدانياً بأخيه المسلم في أي بقعة أرض في العالم بعقيدة ومفاهيم ووجدان ربما تكون أكثر من أخيه غير المسلم في الوطن، لا أقول أنهم ليسوا أصحاب ولاء لوطنهم، ولكن الأولويات في هذا الشأن مختلة، فتجد أحياناً قضية الوطن مشوشة في شخصية الأخ المسلم وغير واضحة.
أنت تركت الحركة الإسلامية لأنك خسرت وظيفتك ؟.
ليس صحيحاً، لم أترك الوطن بسبب وظيفة فقدتها، فقد استقلت بإرادتي من حكومة ولاية الخرطوم من وظيفة خبير وطني بدرجة وزير ولائي، والاستقالة موجودة الآن في أمانة حكومة الولاية، ولو أردت البقاء في سلطة الإنقاذ فقد بقي فيها وترقى في مدارجها من هم دوننا سبقاً وتجربة مع احترامي لهم، ولكن كي اتصالح مع نفسي واحترمها ولكي أرضي ربي كان لا بد من المفارقة .. لم أذهب مغاضباً كما يظن البعض ولكنني ذهبت مراجعاً .
هل تعتقد أن الحل الآن في توحيد الإسلاميين ؟.
أي توحيد لأي فصائل تتفق مع فكرتها وأهدافها من الأفضل لها أن تتوحد، ولكن لا أظن أن الإسلاميين الآن متفقين في الفكرة، كما لا أجد مبرراً لاتحاد الإسلاميين الآن، وهم لن يجدوا قبولاً عند الشعب السوداني.
فقد كانت تجربة الإنقاذ قاسية جداً على المواطن السوداني.
ما رأيك فيمن يقول إن الإسلاميين فرقتهم السلطة وستجمعهم السلطة؟.
هذا غير صحيح، الإسلاميون في تقديري لم تفرقهم السلطة، بل فرقتهم الفكرة الخاطئة والمجانبة للواقع، وسيكتب على الحركة الإسلامية الفشل دائماً وأبداً طالما أن فكرهم السياسي موروث من الماضي، وأحاطوا أنفسهم بهذا السياج السلفي المجافي للواقع، والقرءان يقول (وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ) لذلك فلا أرى ضرورة الآن لتوحيد الإسلاميين، بل الضرورة تكمن في مواجهة الإسلاميين لأنفسهم بشجاعة ومراجعة فكرهم والنظر للإسلام نظرة موضوعية باعتباره دين للناس كافة، ومن الخير للإسلاميين أن يسعوا للوحدة مع الشعب السوداني بدلاً من الوحدة مع فصائلهم، السودان أحوج ما يكون لأن يتحد بنوه على مختلف الطوائف والديانات، وهذا مقتضى الدين .. من الدين الآن ومن الشريعة أن يتحد السودانيين لا أن تتحد فصائل الحركة الإسلامية .ثم ثانياً ما هي مبررات قيام جماعات إسلامية في مجتمع مسلم، ألا يقع ذلك في محظور الآية الكريمة (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) ربما يقول قائل منهم إن ذلك يقع تحت منطوق الآية الكريمة (الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ ) وينطبق عليهم قول الرسول الكريم الذي يؤكد فيه لعنة الله لمن صلى بقوم وهم له كارهون .
وهل تطبيق الشريعة ليس أولوية في حركة الإصلاح الآن ؟.
حركة الإصلاح الآن مشروع وطني وليس مشروعاً ذو أيديولوجية معينة، فنحن فكرتنا المركزية وطن يسع الجميع ونتخذ من الدين الإسلامي وكل كريم المعتقدات مرجعية أساسية في الأخلاق والقيم، ونعتبر أنفسنا مشروعاً إصلاحياً لوطن تمزق وتشتظى واتفقنا على أن الذي يجمعنا هو الوطن، ولكن لا يعني ذلك أننا تخلينا عن ديننا الإسلامي، بل نعتقد تماماً أن هذه المرحلة الحرجة من عمر السودان تحتاج لكلمة سواء هي ( السودان ) ونسعى في الإصلاح الآن لتسوية الصف، وذلك للحد الأدنى من الالتزام الأخلاقي للسودانيين، ليس لنا معياراً للانتماء للحركة، إلا معيار السوداني الذي يلتزم بسودانيته وأعراقها وتقاليدها بصرف النظر عن دينه.
ولكن الذين على رأس المكتب القيادي بالإصلاح الآن من الإخوان؟.
الذي يحدد هوية الحركة ليس من هم على رأسها، بل الذي يحدد هويتها ونظامها الأساسي وأدبياتها.. ربما حدثت مراجعات لمن هم في قمة الهرم أو ربما كان انضمامهم لحركة الإصلاح الآن ضرورة لمرحلة ثم يتخذون ما يرونه مناسباً بعد أن تستقيم الأمور .
يتخذونه بعد أن تستقيم الأمور .. أي أمور هذه التي تقصدها وكيف تستقيم ؟.
مشروعنا يا أخي الكريم في حركة الإصلام مشروع إصلاحي .. وأقصد باستقامة الأمور بعد أن تلتئم الجراحات ونتفق كسودانيين على كيف يحكم السودان؟، ونرتضي بالديمقراطية منهجاً وتنافساً بحرية وشفافية، عندها ربما يعود بعضنا لفكرته التي تخلى عنها لعدم قدرته على طرحها في هذا الوضع، وكما ترى أن معظم الإسلاميين تخلوا عن المؤتمر الوطني لأنه لا يلبي لهم أشواقاً.
في نظرك أنت.. كيف يحكم السودان ؟.
بحرية وبمنهج ديمقراطي وبدون أي أيديولوجيات وبدون أي أحزاب لها أصول في الخارج . نتنافس كسودانيين تحكمنا أعرافنا وأخلاقنا وتقاليدنا ونقدم الذي نرتضيه، ونتخذ من أساليب الحكم الحديثة والتي تتفق معنا منهجاً لنا والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها.
هل ترى أن المؤتمر الوطني اقتربت نهايته ؟.
نعم بلا شك، هو الآن في أضعف حالاته تحاصره الأزمات من الداخل، نقص في الخدمات الضرورية من مياه وكهرباء وخدمات التعليم والصحة وربما أزمات الوقود والخبز قادمتان، كما أنه يتخبط في سياسته الخارجية ولا نعلم له صليحاً، تصور حكومة لها سياسة وحزبها لديه سياسة أخرى، الحزب يخرج، بل يقود التظاهرة ضد السيسي والحكومة تؤيد السيسي وتعتبر أن ما حدث بمصر شأن داخلي، المؤتمر الوطني الآن يضع المصدات والمتاريس أمام الحركة الإسلامية وهي المرجعية الفكرية للسلطة، وهذه بالطبع مشادة نهايتها وخيمة، ولكن نهايتها لا تضر الذين ظلموا منا خاصة، بل ستكون فتنة عواقبها وخيمة ونسأل الله أن يحفظ البلاد.
هل لا زلت تعتقد بأن الإسلام هو الحل ؟.
قيم الإسلام هي الحل وليس اجتهادات البشر، وقيم الفطرة هي الحل، ولكن أن نطلق المصطلحات هكذا فهذا يحدث خللاً في المفاهيم، فعندك مثلاً مصطلح المشروع الحضاري ماذا يعني؟ ومتى نشأ؟ وماهي مدلولاته ومغازية؟ كنا في حكومة واحدة ونتحدث عن المشروع الحضاري وكل له فهمه المختلف عن الآخر، اللغة واحدة والمفاهيم والتصورات مختلفة، مثلاً أنا شخصياً كنت أرى أن المشروع الحضاري هو الاهتمام بالرياضة والفنون والآداب، ومعي في الحكومة من يرى ذلك سفهاً وآخر يرى أن المشروع الحضاري هو قانون النظام العام، لذلك فإطلاق المصطلحات بهذه الصورة لا يجوز، ما هو الإسلام الذي هو الحل؟ هل هو إسلام أنصار السنة أم إسلام جماعة البلاغ أم الإسلام الصوفي أم السني أم الشيعي أم الداعشي؟ .
يعني أنت تؤمن بمقولة جون قرنق إن الإسلام لا يوحدنا ولا المسيحية ولا العروبة ولا الأفريقانية .. الذي يوحدنا سودانيتنا؟.
نعم .. هذه مقولة واقعية ومنطقية، لأن التجمع حول الوطن تجمع مصالح نحتاجها جميعاً ونتعاون من أجل الحصول عليها وهذا سلوك اجتماعي جبل الناس عليه وما عدا ذلك لا يجمع ما يفرق.
هل يمكن أن نقول إن الدين يفرق ؟.
لا أبداً .. حاشا وكلا ..ولكن الدين الذي يفرض على الآخر فرضاً ولا يأتي طواعية وبقناعة حتماً سيفرق ويخلق مناحاً سيئاً يظهر فيه النفاق والكذب، ورأينا كيف أن أهل المصالح الشخصية والمنافع الرخيصة يتدافعون لكسب أهل السلطة حتى أطلقت عبارات السخرية على كثير من سمات المسلمين كاللحية وغيرها.. ولكن إذا قُدم الدين للآخر بقيمه وأخلاقه دون فرض ولا وصايا ولا تزكية للنفس فسيكون الدين عاملاً للوحدة .
وكيف أخطأت الإنقاذ في نظرك بتقديم الدين للآخر ؟.
الإنقاذ لم تقدم الدين الحق، بل قدمت اجتهادها الخاطيء في نظري، لذلك فشلت في أن تجمع حتى منسوبيها فخرج عليها شيخها ابتداءً ثم توالت عملية الخروج تترى بأساليب متعددة، فهل تفلح حركة لم تستطع أن تسوي صف الآخرين، والآن الإنقاذ تعيش حالة من التشتت والتمزق لذلك، فالذي قدمته الإنقاذ لا اعتقد أنه ديناً، بل ربما كان عاطفة في المبتدأ ثم تحول لمشروع سلطوي استفاد منه البعض .
أليست هذه الحركة الإسلامية هي ذاتها الحركة في السبعينات والثمانينات، أم أنك تعتقد أنه تم اختطافها ؟.
الحركة الإسلامية هي الحركة الإسلامية قديمة كانت أو جديدة، طالما أن فكرها ومنهجها هو الأصول السلفية، والذي يعجز في الاستجابة لقضايا العصر ويصادمها، بل يرفضها لذلك عجزت الإنقاذ أن تطبق ما تدعيه هي من الإسلام، فانظر معي كيف بدأت وإلى أي شيء انتهت، إذا كان النظام العام ديناً فلماذا تركته؟، الإنقاذ الآن في تقديري كل يوم تزداد بعداً عن الإسلام، والإسلام أصبح عندها شعارات وهتافات ترتفع عند الضرورة السياسية من أهل السلطة، الحركة الإسلامية لم تختطف، ولكن اختطفت منها الدولة بعد أن عجزت الحركة الإسلامية عن تحقيق حلمها وتطبيق مشروعها الإسلامي، وتم تغيير أجندة مصالح من الخاطفين، والآن الإسلاميين في ذهول من الذي يجري.
ومن الذي اختطف منها الدولة ؟.
الذين اختطفوا الدولة لخصهم الأستاذ الفاضل التيجاني عبد القادر في مقال صحفي سابق، وقال إن المشروع الإسلامي الآن أصبح ائتلافاً من جهاز معيَّن والسوق والقبيلة . هؤلاء هم مختطفي الدولة.
من هي أقرب الأحزاب إليكم الآن ؟.
نحن قريبين من كل الأحزاب السياسية ولا نحدد علاقتنا بقرب الحزب أو بعده عنا، ولكن سياستنا في الحركة تقوم على أننا قريبين من كل الأحزاب السياسية بوقوفنا على بعد ومسافة واحدة من كل الأحزاب ونسعى لأن تكون الكلمة واحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.