يوم الثلاثاء الموافق 2 أبريل 1985م ، خرجت مسيرة الإتحاد الاشتراكي والتي سميت بمسيرة الردع ، وكان يتقدمها قيادات الصف الأول في الاتحاد الاشتراكي ، اللواء ابو القاسم محمد ابراهيم ، واللواء بابكر عبد الرحيم ، والرشيد الطاهر ، و د. أبو ساق ، والفريق سوار الدهب ، و اللواء تاج الدين عبد الله ، الحضور لم يتجاوز بضع مئات رغم المساعي الكبيرة التي بذلت لحشد مايردع التظاهرات التي بدأت منذ 26 مارس ، في ذلك الوقت كان الاتحاد الاشتركي يحكم منفردا بعد أن أزاح الجبهة القومية الإسلامية قبل أسابيع وزج بعض قياداتها في السجن ، كانت مسيرة الردع اقرار واضح من الاتحاد الاشتراكي بأنه إنتهى ، وبقية السيناريو معروفة ، العبرة في تلك الأحداث أن من كانوا في مسيرة الردع هم من أقصوا الرئيس نميري وأعلنوا الإنحياز للشعب ، المشير سوار الدهب قال لصحيفة الشرق الأوسط ( كنا موالين لنميري وأن ولاء قيادات الجيش كان مطلق ، وتأكدنا بعد مسيرة الردع الهزيلة أن نميري بلا شعبية وأن ذلك الانحياز كان من أجل حقن دماء السودانيين ولمنع حدوث إنقلاب من ضابط صغير في الجيش ) ، نميري حكم ( 16 ) عاما ومات فقيرا ، ولم يستطيع الادعاء العام لحكومة الانتفاضة أن يثبت حالات فساد واضحة إلا على أعداد قليلة من أعضاء حكومته ، والحكومات السابقة طيلة ( 16 ) عاما ، ولولا موضوع ترحيل العلاشاء لما وجد الناس مايشفي غليلهم في نظام نميري ، لا شك أن الرئيس عمر البشير قصد ارسال رسالة لحزبه بتحذيره من مصير الاتحاد الاشتراكي مدللا بضعف القواعد ومحذرا من نفاذ صبر المواطنين ، ولا شك أن ما لم يقله علنا في اجتماع مجلس الشورى ربما قاله في الاجتماعات المغلقة ولعلة تناول قضايا ترهل الدولة والفساد والعزلة التي يعانيها الحزب وفشل مشروع الحوار والصعوبات الاقتصادية الخطيرة التي تواجه البلاد ، ليس من شك في وجود تشابه بين المؤتمر الوطني والاتحاد الاشتراكي فكلاهما اعتمدا على مؤسسات الدولة وأجهزتها للبقاء في السلطة ، وكلاهما حاول تقديم نموذج مدني بعد الاستيلاء على السلطة بواسطة الانقلاب العسكري ، وحكما فترات طويلة وفشلا في حل مشاكل البلاد القائمة ، وأضافا مشاكل جديدة لم تكن منتظرة وزاد حزب المؤتمر الوطني بأن شهد عهد حكمه انفصال الجنوب وامتداد الحروب الى شرق وغرب البلاد ، نميري عقد اتفاقية واحده هي اتفاقية أديس أبابا ( 1972 ) ، وحظيت البلاد بعدها باستقرار حتى ( 1983 ) ، حكومة المؤتمر الوطني أبرمت ( 13 ) اتفاقا وكانت النتيجة إنفصال جنوب السودان ولم تضع الحرب أوزارها فى البلاد، نميري ترك الدولار يعادل ( 0.8 ) جنيها والمؤتمر الوطني لو ترك الحكم اليوم سيتركه والدولار يعادل ( 10 ) جنيها ، الاتحاد الاشتراكي ترك الحكم والفساد ( بضع ) حسب تقدير الدكتور الترابي المؤتمر الوطني لو حاق به مصير الاتحاد الاشتراكي سيكون البضع ( بضعات ) ، والفساد اصبحت له مفوضية بقرار من الرئيس ، تشابهات واختلافات ولكن قطعا المصير بعد ترك الحكم لن يكون متشابها ،، [email protected]