في تغريدة على منصة اكس البرهان: شكراً مصر شكراً فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي    فيفا يحسم مصير المركز الثالث في كأس العرب بعد إلغاء مواجهة السعودية والإمارات    لجنة أمن ولاية الخرطوم تعكف على تسليم المواطنين ممتلكاتهم المنهوبة المضبوطة باقسام الشرطة    السودان..وفاة قائد السلاح الطبي السابق    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تسخر من "ميسرة": (البنات بحبوا الراجل السواق حتى لو ما عندو قروش وشكلك انت ما سواق عشان كدة كبرتها منك)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تسخر من "ميسرة": (البنات بحبوا الراجل السواق حتى لو ما عندو قروش وشكلك انت ما سواق عشان كدة كبرتها منك)    إسحق أحمد فضل الله يكتب: .....(الشوط الجديد)    شاهد بالفيديو.. أطفال سودانيون يصطادون "صقر الجديان" الضخم والجمهور يرفض: (رمز الدولة لا يحبس ولا يوضع في قفص)    استشهاد فردين من الدفاع المدني في قصف مسيّرات مليشيا الدعم السريع على محطة كهرباء المقرن بعطبرة    شاهد بالصور.. عبد الرحيم دقلو يعرض نفسه لسخرية الجمهور بظهور مثير للشفقة ومعلقون: (يا حليل أيام القصور والصبغة وإن شاء الله تكون عرفت الخرطوم حقت أبو منو؟)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    بمشاركة 6 عرب.. الأندية الإنجليزية تدفع ثمن كأس الأمم الإفريقية    "فيفا" يطلق تذاكر ب60 دولارا لكل مباراة في "مونديال 2026"    مسيرات مليشيا الدعم السريع تستهدف محولات محطة المقرن التحويلية بعطبره    تعادل مثير بأجمل مباريات الدوري الانجليزي    استمرار اللجان.. وهزيمة "هلال الجان"..!!    مدرب رديف المريخ يثمن جهود الإدارة..محسن سيد: لدينا مواهب مميزة وواعدة في الرديف    وزير سوداني سابق يعلن عودته للمشهد بخطاب من رئيس الوزراء    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    مسيرات انتحارية تستهدف عطبرة    البرهان عدم حرمان أي سوداني من استخراج الأوراق الثبوتية حتى وإن كان لديه بلاغات جنائية فهذه حقوق مشروعة    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    مكتول هواك يترجّل    توجيه بصرف اجور العاملين قبل 29 ديسمبر الجاري    "ونسة وشمار".. زوجة مسؤول بالدولة تتفوه بعبارات غاضبة وتعبر عن كراهيتها للإعلامية داليا الياس بعد إرسال الأخيرة رسالة "واتساب" لزوجها    هل استحق الأردن والمغرب التأهل لنهائي كأس العرب؟    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    هل يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى الوفاة؟    بنك السودان يتأهب لإطلاق المقاصة الإلكترونية    الأردن يفوز على السعودية برأس رشدان ويتأهل لنهائي كأس العرب    والي الخرطوم يوجه بالالتزام بأسعار الغاز حسب التخفيض الجديد    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    النوم أقل من 7 ساعات ثاني أكبر قاتل بعد التدخين    بعد غياب طويل.. أول ظهور للفنانة المصرية عبلة كامل بعد قرار السيسي    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    كارثة إنسانية قبالة اليونان وغالبية الضحايا من مصر والسودان    ترامب يلغي وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين    الإعلامية والشاعرة داليا الياس ترد على إتهام الجمهور لها بالتسبب في فصل المذيع الراحل محمد محمود حسكا من قناة النيل الأزرق    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    وفاة إعلامي سوداني    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    تصريحات ترامب المسيئة للصومال تثير غضبا واسعا في مقديشو    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    إدارة التعدين بولاية كسلا تضبط (588) جرام و (8) حبات ذهب معدة للبيع خارج القنوات الرسمية    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والمواد الخطرة بنهر النيل    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الْسُّوْدَان..دبْلُومَاسِيَّة كَسَيْحَة.. وَنُكْرَانَاً لِلْجَمِيْل..!ا
نشر في الراكوبة يوم 07 - 05 - 2011

الْدِّبْلُومَاسِيَّة كَمَفْهُوم عَام وَمُمَارَسَة هِي (فَن الْمُمْكِن) كَمَا أَنَّهَا تَعبِير عَن الْمَشَاعِر سَوَاء كَانَت سَلْبية أَو ايجَابِية، فَإِن العلَاقَات بَين الدُوَل يَحكمُهَا الاطَار الدبِلوماسِي المُعَبر عَن وِجدَان الدولَة أَو نِظام الحٌكم وليس بِالضَّرُورَة أن تتطابق هذِه الأحاسِيس بَين وَجه نظر النِظام الحَاكِم وَالشعُوب، لِذَا فَإِن دِبلُوماسِية السُودان طِيلة حُكم الَاسلامَوِيِّين عبَّرت وتُعَبِّر عَن هذا الفِكر الضَّحل وَالمٌتخلِف بَل المُنَافِق الذِي يتذاكى على الآَخَرِين، فَإِن مَوقِف دِبلُوماسيتِنا مِن الغَزو العِراقِي لِلشقِيقة الْكُويت كشف مُنذ وَقت مُبَكِر عَن حالة العجز و الإِعاقة الفِكرِيَّة وَالعَقلِيَّة الدائِمَة التِي تُعانِي مِنها دِبلُوماسيتِنا وكشفتها على حقَّيقتِها عِندما تنكَّرت لجمِيل دوَلة الكُوَيت العزِيزة والشَّقيقة، وهِي مِن أَوائل الدُّوَل العربِية وَالخليجِية التِي أَقامت استِثمارات فِي بِلادنا ومن أَفضل وأَنجع الاستِثمارات فِي المنطقة بِرُمتِها، رفدت الاقتصاد الوطَني السَّوداني بِالفوائد الماليَّة والاقتِصَاديَّة وَالمعنوِيَّة ويقِف مُصنع سُكَّر كِنانة شامِخاً ليُؤكِد على مَا تكِنُّه الكويت لِلشعب السودانِي وَقد فاخرت بِه كُل الأَنظِمة التِي حكمت البِلَاد.
نعرِف جمِيعا مواقِف دَولَة الكوَيت الشقيقَة مُنذ استِقلالِهَا ووقفها الدَّائِم مَع السُّودان فِي كُل ما مَر بِه مِن نكبَات ومآِسِي ايَّام الفيضانَات والمجاعَات، ونتذَكَّر بِكُل الاجَلَال وَالاعْتِزَاز السَفِير الْكُوَيْتِي الْمَرْحُوْم عَبْدِاللّه السَّرِيْع الَّذِي فَتَح أَذْهَانَنَا وَنَحْن صِغَار عَلَى عِلَاقَة الْسُّوْدَان بِمُحِيطِه الْعَرَبِي وَالَاسَلامِي، وَأَوَّل مَن عَرَّفَنَا بِمَا يُعْرَف الْيَوْم بِدُوَل مَجْلِس الْتَّعَاوُن الْخَلِيْجِي، بِكُل بَسَاطَة تَنَكَّرَت الْقِيَادَات الْحَاكِمَة فِي الْسُّوْدَان لِهَذَا الْتَّارِيْخ الطَّوِيل مِن الجِمَايِل والمواقِف الانسانِية التِي لَا يُنكِرُهَا إِلَّا جَاحِد وَمَن فِي قَلبِه مَرَض.
حِلف الغَدر..!!
وَاليَوم عِنَدَمّا تَضَع الدِّبلُومَاسِيَّة السُودَانِيَّة بِلَادِنَا فِي مِحوَر – ايَرَان وَسُورِيا وَحِزب الْلَّه وحماس - فَإِن نِظَام المُؤتَمَر (الوَطَنِي) الحَاكِم يَطعَن بِقُوَّة فِي الجَسَد العربِي وَالَاسَلامِي، فِي أَكبَر حَالَة نُكرَان لِلجَمِيل لِمَا قَدَّمتُه الدُّوَل الخَلِيجِيَّة خاصَّة والعربِيَّة عَامَّة مِن دَعم مَالِي وَاقتِصَادِي وَسِّياسِي ومعنوِي لِلشَّعب السوداني ولِلنظام الحَاكم الذي اقتات مِن خير هَذِه الدوَل الشقِيقَة لِأكثر مِن عقدَين، وَهَذِه الدُوَل التِي يتحالف ضدها نظَام عُمر البَشِير هي التي دعمتُه فِي كُل المواقِف وساندته بِكل أَنواع الدعم والسند مَا يُؤكِد أَن قادة النظَام ليس مِن طِينَة الشَّعب السودانِي ولا يدِينُون بدينه، وقد اشتهِر أهل السودَان بِالطِيبَة ودمِاثَة الخلق والوفَاء بِالعهود وَحِفظ الجِمَايِل، كذلِك تؤكد بما لا يدع مجالاً لِلشك أَن العصابة التي تقبع فِي العاصِمَة الخُرطُوم إِنما انسَخَلت مِن كُل علاقة بِتَارِيخ وقِيم أَهل السُّودَان الشُّرفَاء وَالذِين تَعرِفهم الشُّعُوب العرَبِيَّة وَالخليجِيّة أَهلَ لِلْوَفَاء وَلِلكرم وَلِلشَّجَاعَة وَالمَروَة، بِاللَّه كَيف يضع النِّظَام الحَاكِم بِلَادِنَا العَزِيزَة فِي حِلف سَمَّاه أَحَد المُحَلِلِين –حلف الغَدر- فَإِن التَّعَامُل مَع أَعدَاء الأُمَّة العَربِية وَالَاسَلامِيّة مُنكَر لَيس بعدَه مُنكَرا، وَفِعلَة مُشِينَة لأَنها خِيانة لِلدِّيِن وَلِلأَوطَان.
إِن – حلَف الْغَدْر- يَقِف ضِد إِرادة الأَمَة العَرَبِيَّة وَالَاسَلامِيّة لِأَنه يَطمَح فِي حُكم المِنطَقَة بِكَامِلِهَا بِأَفكَاره الهَدَّامَة ومن ثم الاستِيلاء عَلَى المُقدَّرَات المُتَمثلة فِي الثَّرَوَات الطَّبِيعِيَّة مِن أَرَاض وَنِفط وَمَوقِع اسْتَرَاتِيجِي، كَمَا يعمَل هذا الحِلف بِقُوَّة عَلى انتِشَار ثقافة القَتل وَالتَّنكِيل وَالتَّصفِيَة الجَسَدَيَّة لِكُل مَن يَقُول رأْيَا مُختلِفاً، وفِي نظرَة سَرِيعَة لِأَنظِمَة هَذَا الحِلف (السُّودَان- ايران- حِزب اللَّه- حَمَاس) نَجْد انَهَا على الْمُسْتَوَى الْدَّاخِلِي اسْتُغلَّت الْدِّيْن الَاسَلامِي الْحَنِيْف مِن أَجْل تَحْقِيْق الْمَآرِب الْذَّاتِيَّة الْبَعِيْدَة كُل الْبُعْد عَن مَصَالِح المُوَاطِنِين ورغبَاتِهِم، وَبِاسم الخَالِق العَظِيم كرّسَت لِلحُكم بِاسمِه، هذِه الأَنظِمَة أُخرِجَت مِن الدِّين كُل مَن اختلِف معها فِي الرَّأْي وَالفِكر وَحَربَا بِكُل الوَسَائِل لِكُل مَن حدَّثته نَفسُه أَن يَقُول كَلِمَة حَق في وجهها، وَهَذَا يُفَسِّر ارتِكَاب دُوَل هَذَا الحِلف لِلمَجَازِر والتصفِيَات الجسَدَيَّة وَنَهب الثَّروَات ومُمارَسَة الكَذِب وَالدَّجل، ونجِد ذَلِك يتجَسَّد بِقُوَّة فِي نِظَام عُمر البَشِير الَّذِي أَباد شعب دَارفُور بِالطَّائرَات قاذِفة اللهب التِي أُحرقت قُرَى بِكامِلِها فِي أَكبَر مجازِر يشهَدُهَا تَارِيخ السُودَان وَالمنطِقَة، وَفِي جنوب السودَان التِي اشعِل فِيهَا الحَرب رَاح ضحِيتهَا أَكثَر مِن 2 مِليُون مُوَاطِن، وَقَبل أَيَّام قَلِيلَة أَصدَرن جِهَة سُوِّدَانِيَّة تَقرِيرَا أَكَّدت فِيه أَن الَذِين هَاجروا مِن السُّودان بل هُجِّرُوا وَطُرِدُوا مِن بِلَادِهِم فِي ظِل هَذَا الْنِّظَام تجاوَزُوْا ال 9 مليون سودَانِي.
وجمهورِيَّة ايران كذلِك بِاستِغلالها لِلدِّيِن وَاعلانها الحَاكِمِية بِاسم اللَّه بِوَاسِطَة (الْوَلِي الفَقِيه) قَد أَبَادَت العرب الأَحوَاز شَر إِبَادَة، وَقَد شاهد العَالم قاطِبَة الْمَجَازِر الَّتِي ارْتُكِبَت فِي حَق المُعَارِضِين لتَّزوِيّر الانتِخَابَات الرِّئَاسِيَّة قَبْل عَامَيْن مَن الْآَن، وَاعْلانُهَا الُمَسْتَمِر دَوْمَا حَقِّهَا فِي حُكْم دُوَل الْخَلِيْج الْعَرَبِيَّة مِمَّا يُفَسِّر الْنَّظْرَة الإِسْتِعَلائِيّة عَلَى الْآَخَرِيْن وَالْفِكْر الإِسْتِئْصَالِي الَّذِي تَنْتَهِجُه، وَمَن الْمُضْحِك أَنَّهَا تَصِف الْوِلَايَات الْمُتَّحِدَة الْامْرِيْكِيَّة بِالْشَّيْطَان الْأَكْبَر، وَهِي تُمَارِس ذَات الدَّوْر وَبِقَسْوَة أَكْثَر عَلَى الْدُّوَل وَالْشُّعُوْب الْعَرَبِيَّة وَالَاسَلامِيّة، وَإِذَا تَأَمَّلْنَا فِي مُمَارَسَات (حِزْب الْلَّه فِي لُبْنَان) وَحَرَكَة (حَمَاس فِي فِلِسْطِيْن) حَتْمَا سَنَجِد ذَات المَلَامِح فِي اسْتِغْلَال الْدِّيْن الْحَنِيْف لِتَحْقِيْق الْمَآرِب الْذَّاتِيَّة الْبَعِيْدَة عَن خِدْمَة الْمُوَاطِنِيْن الَّذِي أَرْهَقَتْهُم الْحَرْب الَّتِي تُشْعِلُهَا (حَمَاس) مِن جَانِب و الْكَيَان الصَّهْيُوْنِي الْغَاصِب مِن الْجَانِب الْآَخَر.
أَزِمَّة الْبَحْرَيْن
وَفِي مُوَاصَلَة لِنُكْران الْجَمِيْل كَان مَوْقِف الْدِّبْلُومَاسِيَّة الْسُودَانِيَّة الْكَسِيْحَة فِي الْأَزِمَّة الَّتِي شَهِدَتْهَا مَمْلَكَة الْبَحْرِين الْشّقِيقَة مُؤَخَّرَا، هَذِه الْأَزْمَة جُعِلْت كُل الْدُّوَل الْعَرَبِيَّة الْشّقِيقَة وَدُوَل الْعَالَم الْصِّدِّيقَة عَبَّرَت عَن مَشَاعِرَهَا تُجَاه الْحَدَث الَّذِي آَلَمَنِا جَمِيْعَا، لِأَن الْبَحْرَيْن اشْتَهَرَت بِعِلَاقَاتِهَا الْقَوِيَّة وَالْحَمِيْمَة مَع الْدُّوَل وَالْشُّعُوْب وَالْأُمَم فِي كُل قَارّات الْدُّنْيَا، وَلَم يُعْرَف لِلْبَحْرِين فِي تَارِيْخِهَا أَي عِدَاء تُجَاه الْآَخَرِيْن، وَالْبَحْرَيْن بِرَغْم صِغْر حَجْمُهَا إِلَا أَن أَيَّادِيْهَا الْخِيَرَة مَبْسُوْطَة لِلْجَمِيْع وَقَد عُرِفَت بِنَجْدَتِهَا لِلْشُّعُوْب فِي كَافَّة الْمُلِمَّات وَالْمَوَاقِف الَّتِي تَحْتَاج لِلتَعَاطِف وَالْمُؤَازَرَة الْإِنْسَانِيَّة، وَلْبِلادِنا قَدَّمَت الْبَحْرَيْن الْكَثِيْر دُوْن مِنِّى وَلَا أَذَى وَبِدُوْن ضَوْضَاء، وَمَوَاطِنِي الْبَحْرَيْن الْأَشقَّاء نِسَاءً وَرِجَالَا لَم يَبْخَلُوْا عَلَى بِلَادِنَا الْبَتَّة، ولمُشّكَلّة دَارْفُوْر الَّتِي أَشْعَلَهَا الْنِّظَام الْحَاكِم حَتَّى أَطْفَال الْبَحْرَيْن الْصِّغَار فِي الْمَدَارِس قَد تَبَرَّعُوا لْمُسَانَدتَّنا فِيْهَا، وَكَذَلِك الْقِيَادَة الْبَحْرَينِيّة قَد تَبَرَّعَت لِدَعْم الْأَهْل فِي دَارْفُوْر بِالْمَال وَالْدَّعْم الْعَيْنِي وَالْمَعْنَوِي، وَكَمَا يُعْرِف أَن أَهْل دَافُوّر يُعَانُوْن الْأَمْرَيْن الْعَيْش فِي مُعَسْكَرَات اللُّجُوء وَالِنُزَوّج الْقَسْرِي مِن جَانِب، وَالانْتِهَاكَات الْيَوْمِيَّة الَّتِي تَقُوْم بِهَا قُوَّات الْنِّظَام هُنَاك، فَإِن وَقْفَة أَهْل الْبَحْرَيْن قِيَادَة وَشَعْبَا مَعَنَا أَشَعَرْنَا بِأَن أَمَتَّنَا الْعَرَبِيَّة وَالَاسَلامِيّة بِخَيْر بِرَغْم الْمِحَن الَّتِي تَتَقَاذَفُهَا.
وَفِي أَزِمَّة الْبَحْرَيْن صَمَتَت دِبْلُومَاسَيْتِنا الْمَرِيضَة وَالْكَسيحَة صَمْت الْقُبُوْر، وَلَم يَفْتَح الْلَّه عَلَيْهَا وَلَو بِكَلِمَة مُؤَازَرَة وَاحِدَة، وَلَم تَشْعُر بِنَبَض قُلُبِونَا الَّتِي كَانَت مَع الْبَحْرَيْن، وَكُنَّا نَّدْعُو الْلَّه سُبْحَانَه وَتَعَالَى فِي كُل أَوْقَاتِنَا أَن يَحْفَظ هَذِه الْبِلَاد مِن كُل سُوَء، وَأَن يُجَنِّبُها وَيْلَات الْشِّقَاق، وَأَن يَحْفَظ وَحْدَتِهَا الْوَطَنِيَّة، وَأَن يَحْفَظ مَلِيْكَهِا وَشَعْبِهَا، لِأَنَّنَا شُهُوْدا عَلَى الْطَّفْرَة الَّتِي حَدَثَت فِي جَمِيْع مَنَاحِي الْحَيَاة، بَل نُعَايَش يَوْمِيّا فِي الْطُّرُقَات وَفِي أَمَاكِن الْعَمَل سُرْعَة الانْجَازَات فِي الْبِنَى الْتَّحْتِيَّة وَفِي الْتَّقَدُّم الّتِقَنِّي وَالْعِلْمِي، وَهَذِه الْجَزِيرَة الْصَّغِيْرَة أَصْبَحَت حُكُوَمَتِهَا الْإِلَكْتْرُوْنِيَّة الْأُوْلَى عَلَى مُسْتَوَى الْعَالَم الْعَرَبِي وَال 12 عَلَى مُسْتَوَى الْعَالَم، وَأَصْبَح الْمَوَاطِن فِيْهَا يَعِيْش فِي مُسْتَوَى رَفَاهِيَّة عَال، الْأَمْر الَّذِي جْعَلُنَا تنقشع هذه الأزمة وَتَعُوْد الْبَحْرَيْن لتَلَأَلإّهَا وَتَمَيُّزِهَا لِتَكُوْن نَمُوْذَجَا يُحْتَذَى فِي عَالَمِنَا الْعَرَبِي وَالَاسَلامِي.
وَنَحْن فِي الْجَالِيَة الْسُودَانِيَّة عِنَدَمّا شِعْرَنَا بِمَوْقِف حُكُوَمَتَنَا الْمُخْزَى تُجَاه الْبَلَد الَّذِي نُقِيْم بِه اقْتُرِح أَحَد الْاخُوَّة الاعْلامِّيِّين كِتَابَة مُذَكِّرَة نُعَبِّر فِيْهَا عَن تَعَاطُفْنا مَع الْبَحْرَيْن فَقَد نجّحت وَالْحَمْدُلِلَّه وَقَد وَجَدْت تَجَاوَبَا كَبِيْرَاً مِن الْنِّسَاء وَالْرِّجَال، فَإِن سُّوَدانِيْتِنا الْحقة الَّتِي رَضَعْنَاهَا مِن أُمَّهَاتِنَا جَعَلْتَنَا نُعْبَر عَن وَفَاءَنا كَسُّوَدَانِيِّين مُقِيْمِيْن لِهَذَا الْبَلَد الْطَّيِّب أَهْلِه، فِيْمَا آَثَرْت دِبْلُومَاسِيَّة نِظَام الْإِبَادَة الْجَمَاعِيَّة في السُودان إِرْضَاء زَعِيْمَة الْحَلِف (الْجُمْهُوْرِيَّة الْايرَانِيَّة) غَيْر آَبِهَة بِمَا يَحْمِلُه الْشَّعْب الْسُّوْدَانِي تُجَاه الْأَشِقَّاء فِي الْأَمَة الْعَرَبِيَّة وَالَاسَلامِيّة مِن مَشَاعِر الْحُب وَالْتَّقْدِيْر، ومُتَنكِرة لِكُل جَمَائِل وَفَضَائِل دُوَل الْخَلِيْج الْعَرَبِيَّة الَّتِي اتُصالحَت مَع شُعُوْبِهَا وَالْآن تَتَقَدَّم عَلَى كُل الْدُّوَل الْعَرَبِيَّة فِي كُل تَقَارِيْر الْتَّنْمِيَة الْبَشَرِيَّة وَفِي الْشَفَافِيَّة وَالْاصْلَاح السِّيَاسِي وَالِاجْتِمَاعِي وَازْدِهَار الْتَّعْلِيْم وَمُؤَسَّسَات الْمُجْتَمَع الْمَدَنِي لَيْس مِن تَارِيْخ الْيَوْم بَل مُنْذ بُزُوْغ شَمْس الْأَلْفِيَّة الثَّالِثَة بَيْنَمَا أَنْظِمَة اسْتِغْلَال الْدِّيْن وَكَبَت الْحُرِّيَّات وَتَصْفِيَة الْمُعَارِضِيْن تَقْبَع فِي عَوَالِم الْجَهْل وَالْفَقْر وَالْمَرَض.
وَزَيْر خَارَجَيْتِنا تَاجِر الْأَسْمِنْت وَالْأَخْشَاب فِي لُبْنَان..!!
وَمَن الْمُؤْلِم الْمُبْكِي أَن وَزَيْر خَارِجِيَّة الْنِّظَام الْحَاكِم فِي الْسُّوْدَان الْسَّيِّد عَلِي كُرَتَي (تَاجِر الْأَسْمِنْت وَالْأَخْشَاب) زَار الْجُمْهُوْرِيَّة للُّبْنَانِيّة مُؤَخَّرَا وَهُنَاك فَتَح الْلَّه عَلَيْه بِتَّصَرِيْحَات صَحَافيّة عَن الشَّأْن الْسُّوْرِي وَاللُّبْنَانِي، وَقَال فِي تَصْرِيْحَات نَقَلْتَهَا قناة (لُبْنَان الْآَن) يَوْم الْجُمُعَة الْمَاضِيَة 29 ابْرِيْل أَنَّه اتَّفَق مَع رَئِيْس مَجْلِس الْنُّوَّاب اللُّبْنَانِي نَبِيِّه بَرِّي "عَلَى ان مَا يَجْرِي فِي سُوْرِيَا مَا هُو إِلَّا اسْتِهْدَاف وَاضِح جَدَّا مَن الْخَارِج"، رَاجِيَا أَن تَسْتَطِيْع الْدَّوْلَة فِي سُوْرِيَا الْتَّعَاوُن وَالْتَّحَرُّك الَايجَابِي لِحَل هَذِه الْقَضَايَا، مُؤَكَّدا أَهَمِّيَّة سَوْريّا فِي الْمِنْطَقَة بِاعْتِبَارِهَا قَلْعَة لِحِمَايَة الْمُقَاوَمَة وَالْمُمَانَعَة إِضَافَة إِلَى كَوْنِهَا تُمَثِّل كُل الْآَمَال الْوَطَنِيَّة فِي الْمِنْطَقَة الْعَرَبِيَّة مُشَدَّدَا عَلَى ضَرُوْرَة أَن يَتَوَافَق الْسُّوْرِيُّون مَع حَكَوْمَتُهُم عَلَى الْمُسْتَقْبَل الَّذِي فِيْه مَصْلَحَة بِلَادِهِم وَشَعْبِهَا وَان تَزَوُّل هَذِه الْسَّحَابَة الَّتِي تُخَيِّم فَوْقَهَا الْآَن"!!.
كُنَّا فِي الْجَالِيَة الْسُودَانِيَّة بالْبَحْرَيْن نَتَرَقَّب ذَات الْكَلِمَة الَّتِي صَرَّح بِهَا – تَاجِر الْأَسْمِنْت وَالْأَخْشَاب - فِي لُبْنَان عِنَدَمّا قَال "مِن الْضَّروْرَة أَن يَتَوَافَق الْسُّوْرِيُّون مَع حَكَوْمَتُهُم عَلَى الْمُسْتَقْبَل الَّذِي فِيْه مَصْلَحَة بِلَادِهِم وَشَعْبِهَا وَان تَزَوُّل هَذِه الْسَّحَابَة الَّتِي تُخَيِّم فَوْقَهَا الْآَن"..لَكِن لِلْأَسَف فَإِن، غَضِب ايَرَان عَلَى الْنِظَام سَتَكُوْن آَثَارِه كَارِثِيَّة إِذَا وَجْه وَزَيْر خَارَجَيْتِنا مِثْل هَذِه الْكَلِمَة لِلْبَحْرِين..!!.
وَخُلَاصَةُ الْقَوْلِ أَنَّ الْنِظَامَ الْحَاكِمَ فِيْ الْخُرْطُوْمِ يَدْخُلُ بِالْسُّوْدَانِ أَخْطَرُ مَرْحَلَةِ فِيْ تَارِيْخِهِ الْحَدِيْثِ بتَخَنْدُقه فِيْ مُعَسْكَرِ أَعْدَاءُ الْأُمَّةِ، مِمَّا يَخْلُقُ أَضْرَارِا جَسِيْمَةً بِبْلادْنَا دَوْلَةً وَشَعْبَا، وَلَا سِيَّمَا وَأَنَّ الْسَّنَوَاتِ الْعِجَافِ الَّتِيْ مَرَّتْ عَلَىَ الْسُّوْدَانِ قَدْ نَالَتْ مِنْ الْشَّعْبَ الْسُّوْدَانِيَّ كَثِيْرا مِنَ دَمُهُ وَمَالُهُ وَسَمِعْتُهُ وَنَزَاهَتِهِ وَطَيَّبْتُهُ، بَلْ وَأَخْلَاقِهِ وَشَرَفِهِ وَعِرْضُهُ فَالتَّالِيّ إِنَّ شَعْبُنَا لَا يَتَحَمَّلُ الْقَادِمْ الْجَدِيْدُ مِنْ حِصَارِ اقْتِصَادِيٌّ خَانِقٌ فِيْ وَقْتِ دمِّرَ فِيْهِ الْحِزْبِ الْحَاكِمُ كُلُّ مَصَادِرُ الْحَيَاةَ وَمَا عَادَتْ الْزِّرَاعَةِ مَكَانٍ اعْتِمَادُ الْنَاسْ فِيْ الْغَذاءِ، وَمَا عَادَتْ مُؤَسَّسَاتِ الْبِلَادِ الاقْتِصَادِيَّةِ الْكَبِيْرَةُ مَوْجُوْدَةً فَإِنْ الْنِّظَامِ قَامَ بِإِهْدَارِ كُلِّ الْمُقَدَّرَاتِ الَّتِيْ كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَيْهَا الْشَّعْبِ في معيشته، كُلِّ مَشَارِيْعَ الْزِّرَاعَةِ الْمَطَرِيَّةُ وَالْمَرْوِيَّةِ قَدْ دُمَّرَتْ تماماً، وَمَشْرُوْعٌ الْجَزِيرَةِ أَكْبَرُ مَشْرُوْعٌ زِرَاعِيٌّ فِيْ الْوَطَنِ الْعَرَبِيِّ وَفِيْ الْقَارَةِ الَّافَرِيقِيّةً تَمَّ تَّدْمِيْرُهُ بِتَعَمُّدِ وَإِصْرَارِ شَدِيْدَيْنِ.
وَالدِبلُوماسِيّةً الكَسِيحَةِ فِي السُّوْدَانِ لَا تَعلَمُ أَنَّ اصطَفَافِهَا فِي حِلفِ (الغَدرِ) سَيَجُرُّ لِلبِلادِ الْحِصَارِ الاقْتِصَادِيّ وَالْسِّيَاسِيّ وَسيَمْنَعُ عَنْهَا كُلَّ أَشكَالِ المُسَاعَدَةِ وَالدَّعمِ مِنَ الدُّوَلِ الشّقِيقَةِ وَالصِّدِّيقَةَ، وَذلِكَ بِالنَّظَرِ لِخَسَارَةِ عَائِدَاتٌ النَّفطِ الَّذِيْ أَصبَحَ لِصَالِحِ دَوْلَةً الْسُّوْدَانِ الْجَنُوْبِيَّةِ بِسَبَبِ الْعَدَاءِ الْمَاكِرِ لِلْنِّظَامِ الَاسلامويّ ضِدَّ خَيَارَات شَعبٍ الجَنُوبِ، لِذا فَليَعلَم الشَّعبَ السُّودَانِيَّ قَاطِبَةً أَن هَذَا الإِصطِفَافِ المَاكِرِ مَعَ ايَرَانَ وَحِزبُ اللَّهِ سَيُؤَدِّي بِالبِلَادِ إِلَىَ مَا لَا يُحمدُ عُقبَاهَ..
الْلَّهُمَّ أَنِّيْ قَدْ بَلَّغْتُ فَشَهِدَ
الْلَّهُمَّ أَنِّيْ قَدْ بَلَّغْتُ فَشَهِدَ
الْلَّهُمَّ أَنِّيْ قَدْ بَلَّغْتُ فَشَهِدَ
7 مايو 2011م
خالد ابواحمد
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.