إبان فاعليات المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في روما 2013 هيأت لي الأقدار فرصة أن ألتقيها خلال مشاركتي في تغطية المحفل.. بدا لي يومها نشاطها بصورة واضحة وجلية.. كانت تهتم بالوفود التي شاركت في المؤتمر، بجانب الإعداد الجيد لإنجاح الفعالية التي شارك فيها عدد كبير من المستثمرين الإيطاليين، وقدمت خلال المحفل كلمة ضافية، كما نظمت جلسة مباحثات ثنائية بين وزيري خارجية البلدين على هامش روما الاقتصادية. وبخلاف الفعالية المشار إليها فقد شهدت فترة قيادتها للسفارة في روما حراكا دبلوماسيا وانفتاحا وتطورا في علاقات البلدين في كافة القضايا لاسيما الاقتصادية والسياسية، بينما عقد مؤتمر اقتصادي آخر في ميلانو يوليو الماضي وشارك السودان فيه بقيادة إبراهيم غندور وزير الخارجية، ونظمت له خلاله أيضا لقاء مع نظيره الإيطالي في روما. اتحدث ها هنا عن السيدة أميرة داود قرناص، التي تشغل منصب سفيرة السودان لدى إيطاليا. أميرة كانت قد التحقت بوزارة الخارجية في العام 1996 حتى 2000، متنقلة في عدد من الإدارات؛ منها إدارة المنظمات الدولية والإدارة الأفريقية وإدارة حقوق الإنسان والمرأة والطفل ثم عملت فترة طويلة مترجمة في الأممالمتحدة وبعدها عادت مجددا إلى الخارجية في 2007 وشغلت إدارة البيئة والموارد الطبيعية. وعملت قبلها بين العامين 89 و93 محاضرة بجامعة الملك سعود في الرياض. وتخصصت قرناص في العلاقات الدولية في جامعة الخرطوم كما أنها متمكنة في اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وطبعاً العربية. وعلى الرغم من خبراتها المتعددة، فقد انتقد البعض تعيين علي كرتي وزير الخارجية السابق لها سفيرة في إيطاليا، كونها زوجته، ولكن رد الرجل جاء خلال برنامج (فوق العادة) الذي يقدمه ضياء الدين بلال، فحينما وجه له الأخير السؤال حول انتقاد البعض لهذا التعيين، رد وزير الخارجية السابق بالقول: "إذا لم أعينها فسأكون ظلمتها"، في إشارة منه لخبراتها المتراكمة. وأخيرا اختيرت أميرة قرناص لرئاسة لجنة الأمن الغذائي العالمي، بعد فوزها بالتزكية، وهو منصب تتنافس عليه كثير من الدول. وبهذا الاختيار تكون أميرة قد أنجزت إضافة حقيقية لسيرتها الذاتية الضافية. وتقول الأميرة المتوجة على كرسي الأمن الغذائي العالمي، في كلمتها التي قدمتها أمام اللجنة في دورتها ال42 للأمن الغذائي في روما إنها ستبذل ما في وسعها لتطوير عمل اللجنة، التي تضم جميع الجهات المعنية بالأمن الغذائي من حكومات ووكالات الأممالمتحدة ومنظماتها ومنظمات المجتمع المدني ومعاهد البحوث. وأكدت أميرة حرصها على إضفاء طابع الشمولية على اللجنة وفقا لما تم التوافق عليه، وأشارت إلى أن هناك حوالي (795) مليون شخص يعانون من نقص التغذية بالرغم من النجاح الذي حقق بتخفيض حوالي (216) مليون شخص بين عامي 1990 و1992، وتعهدت قرناص بأنها عقب انتخابها ستنفذ برنامج العمل متعدد السنوات الذي تمت إجازته وفقا للأولويات التي تم تحديدها متى ما توفرت الموارد المالية المطلوبة. ولا تلقي أميرة في راهن منصبها بالاً للانتقادات السياسية تجاه تعيينها، بل وتقول عنها أنها متوقعة ممن لا يريدون للسودان أن يتقدم، وتصف المسألة خلال حديثها ل(اليوم التالي) بأنها انتصار كبير للسودان. أما الأهم من وجهة نظرها فإن التعيين يدل على أن السودان به نساء مؤهلات، قبل أن تحكي عن تجربة سابقة لها: "عندما جئت كسفيرة الناس لم يكادوا يصدقون أن السودان فيه سفيرات، وذكر أحد الموجودين داخل القاعة أنها أول مرة تشغل امرأة من المنطقة العربية والأفريقية هذا المنصب