* من أبشع الجرائم التي يرتكبها المرء تعذيبه لأخيه بطريقة وحشية لا تتناسب مع تسميته كإنسان له عقل يميز به، وقلب لا يستسيغ الشر، وما أكثر من فشلوا في مشروع إنسانيتهم مع مقدم المشروع الحضاري. * جريمة فظيعة إرتكبها عدد من رجال أحد أحياء الخرطوم، ولا زال الفيديو الذي يحوي تفاصيل بشاعتها يواصل إنتشاره في مواقع التواصل الإجتماعي، ما يدل علي المستوي المنحط الذي وصل إليه بعض رجالات بلادي ممن كنا نعول عليهم في إصلاح مشكلات المجتمع بعد أن يئسنا من حكومة أثبتت فشلها في كبح جماح الجريمة التي إستشرت كما السرطان في الجسد. * الفيديو يصور أحد اللصوص في قبضة عدد مهول من الأهالي وهم يقومون بشد وثاق أرجله بالحبال الغليظة ويكشفون عورته التي حرم الله أمام الجميع، ويحشونها بالشطة ويأتون بأفعال أخري يعف القلم عن ذكرها، رغم صراخه وبكاءه وإعلانه التوبة، والتي ليس بعدها شئ. * الحادثة تنم عن إنعدام أخلاق ورجولة وإنسانية كل من شارك في هذا الفعل البشع، بيننا مسلمين إسما فقط، ولكن فعلا فهم أشد بأسا من اليهود. * قيل في الحديث(عُذبت إمرأة في قطة حبستها حتي ماتت، لا هي أطعمتها وسقتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)، فهل وعي هؤلاء المجرمون هذا الحديث قبل أن يقوموا بإرتكاب جريمتهم.؟ * وهل سألوه قبل أن يبشعوا به، أو سألوا أنفسهم لماذا سعي إلي السرقة؟ ، وهل يعلمون أن الله قد وضع نصا قرآنيا يحدد عقوبة السارق، بالتأكيد لا لأنه لو كان قد حدث لكان الأمر قد إختلف. * هؤلاء الرجال ينطبق عليهم قوله صلي الله عليه وسلم (إذا سرق منهم الشريف تركوه، وإذا سرق منهم الضعيف أقاموا عليه الحد)وليتهم أقاموا الحد الذي أنزله المولي عز وجل بدلاً من هذه الجريمة البشعة. * الوطن منهوب من جميع الإتجاهات، والمال العام مستباح لفئة معينة يعلمها هؤلاء المجرمون أكثر من غيرهم ورغم ذلك يستعرضون رجولتهم ونخوتهم في هذا الضعيف الذي دخل منزلا ربما ليسرق ما يمكنه من سد رمقه أو سد حاجة الاسرة التي يعيلها، وهو يعتبر فتات مقابل ما يقوم به(شرفاء القوم)من نهب في وضح النهار تحت حماية صمت هؤلاء الرجال الذين كنا نعتمد عليهم في حلحلة مشاكل المجتمع ولكنهم أكدوا بأننا واهمون في ظننا وآثمون فيه. * لا اقول حديثي هذا تشجيعا للسرقة ولكني أذكر بأن نصف الشعب السوداني في طريقه لأن يكون(حرامي) إذا ما إستمر الحال علي ما هو عليه، وهذه الحادثة مالم يتم الإعتذار عنها من قبل المجرمين ومن قبلهم المسؤولين عن حفظ أمن المواطن سيكون مؤشرا واضحا لفوضي قادمة وجرائم لا حد لها. * تسليم المجرم للعدالة لم يأت من فراغ، والتشريعات والقوانين جاءت لحفظ النظام ومنعا للإنفلات والفوضي، ولكن أصبحنا نتعامل بقانون الغاب بعيدا عن تشريعات الدين الإسلامي وقوانين حقوق الإنسان. * الفيديو سينعكس سلبا علينا كمجتمع السوداني ومواطن سوداني متصالح ومتسامح بالفطرة، وليس معني ذلك أن يفرط في حقوقه متي ما تجاوزها أي شخص ولكن سلك طريق القانون لإسترداد الحقوق هو الأنسب وليس إلغاء العقل وإستخدام أساليب الغاب. [email protected]