الناقل الوطني الاماراتي يعتزم استئناف حكم قضائي ألماني يتعلق بسحب الموافقة على رحلات الشراكة بالرمز على 29 وجهة. ميدل ايست أونلاين طفرة نمو أزعجت المنافسين أبوظبي – أعلنت شركة الاتحاد للطيران الناقل الوطني الاماراتي في بيان أنها تعتزم مطلع الأسبوع القادم استئناف حكم صدر الاربعاء عن محكمة ألمانية يتعلق بنزاع قضائي حول حقها في البيع المشترك لتذاكر رحلات لبعض المسارات التي تسيرها شركة اير برلين هذا الشتاء مما يوجه لطمة للشركة الالمانية التي تعاني من خسائر. وأعربت الاتحاد للطيران عن خيبة أملها الشديدة بسبب الحكم الذي سيفضي حتما إلى ضرر اجتماعي واقتصادي ملحوظ في ألمانيا. وتمتلك الناقلة الاماراتية 29.2 بالمائة من حصص طيران برلين، ثاني أكبر شركة طيران في ألمانيا. وسيؤدي سحب الموافقة على رحلات الشراكة بالرمز على 29 وجهة دون أدنى شك إلى تقويض المنافسة بشدة وتقليل خيارات المستهلكين داخل ألمانيا وخارجها، بما يتسبب في عناء للمسافرين في نهاية المطاف. وبغض النظر عن هذا الحكم، تؤكد الاتحاد للطيران أنها سوف تواصل الوقوف بجانب طيران برلين، شريك الاتحاد للطيران بالحصص من أجل تعزيز المنافسة وتوفير منتجات راقية وتجربة سفر فخمة. وسوف تواصل الشركة الوفاء بكافة الحجوزات التي تم حجزها. وتقول الاتحاد إن رحلات المشاركة في الرمز التي تفتح وجهات أوروبية أمام الناقلة التي مقرها أبوظبي كانت سببا رئيسيا لاستثمارها في اير برلين التي تتكبد خسائر وإن الحكومة الألمانية سبق أن وافقت على كل المسارات موضع الخلاف. وقالت المحكمة في بيان الأربعاء، إنه لن يكون من حق الاتحاد للطيران مواصلة العمل باتفاقية المشاركة في الرمز اعتبارا من 16 يناير/كانون الثاني 2016 وحتى نهاية جدول رحلات الشتاء في مارس/آذار من العام ذاته، بدعوى أن هذه الرحلات غير مشمولة بالاتفاقية الحالية لحقوق المرور بين ألمانيا ودولة الإمارات. وكانت ألمانيا قد وافقت آخر مرة على تمديد العمل باتفاقية المشاركة في الرمز حتى 15 يناير/كانون الثاني 2016. وقد نشأ نزاع خلال أغسطس/آب 2014 بسبب قيام وزارة النقل الألمانية بتغيير رأيها من طرف واحد، إزاء بنود الشراكة بالرمز الواردة في هذه الاتفاقيات الثنائية. واضطر الناقل الوطني الاماراتي إلى رفع الدعوى القضائية نظرا لعدم حصوله على موافقة من وزارة النقل والبنية التحتية الاتحادية في ألمانيا لقيام الاتحاد للطيران بالمشاركة بالرمز على رحلات طيران برلين خلال جدول المواعيد الشتوي التابع للاتحاد الدولي للنقل الجوي 2015/2016 والذي بدأ في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2015 حتى 31 مارس/آذار 2016. وكانت محكمة برانشويغ الإدارية في ألمانيا قد قضت في أكتوبر/تشرين الأول بمواصلة الاتحاد تشغيل جميع رحلات الشراكة بالرمز بينها وبين طيران برلين إلى مختلف الوجهات في أوروبا والولايات المتحدةوالإمارات. اير برلين اكبر الخاسرين ويؤكد جيمس هوغن الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران في تصريحات سابقة أن "عدم قيام الحكومة الألمانية بالموافقة على رحلات المشاركة بالرمز في الوقت المناسب يؤدي حتما إلى إلحاق ضرر بالغ بطيران برلين وربما القضاء عليها وهي تمثل ثاني أكبر شركة طيران في ألمانيا وتمتلك الاتحاد للطيران 29.2 بالمائة من حصصها. علما بأن وجهات الشراكة بالرمز محل النزاع، والتي تشمل وجهات إلى المركز الرئيسي للعمليات التشغيلية في أبوظبي، تأتي من بين 65 وجهة معتمدة من جانب هيئة الطيران المدني الألمانية، إل بي إيه، وكانت أحد الأسباب الرئيسية وراء قيامنا بالاستثمار في طيران برلين." واضاف "وإلى جانب الضرر الذي قد يلحق بطيران برلين، فإن سحب الموافقة على رحلات الشراكة بالرمز على 29 وجهة سيضر بصورة كبيرة بالخيارات المتاحة أمام المستهلك داخل ألمانيا وخارجها وسوف يسبب إزعاجا هائلا للمسافرين ولا سيما خلال أعياد الميلاد ورأس السنة، إذ حجز أكثر من 82 ألف مسافر على هذه الرحلات خلال الستة أشهر المقبلة". وأضاف "سوف يكون الضرر الاجتماعي والاقتصادي أكبر من ذلك بكثير. فبسبب إلغاء رحلات مشروعة وقائمة للشراكة بالرمز على نحو مفاجئ، تكون الحكومة الألمانية قد وضعت على المحك حوالي ثمانية آلاف شخص توظفهم طيران برلين بصورة مباشرة، وذلك إلى جانب الكثير من الوظائف الأخرى لدى الموردين وشركاء الأعمال في الوجهات المتضررة المتعاملة مع طيران برلين". ولفت هوجن إلى أن الروابط الاقتصادية الألمانية مع كثير من الدول قد تتأثر بشدة إذا ما اضطرت الاتحاد للطيران إلى إنهاء اتفاقيات الشراكة بالرمز مع طيران برلين. وقال "سوف تتضاءل أو حتى تختفي رحلات الربط التي يتمّ تشغيلها إلى باقة من الوجهات في منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وآسيا وأستراليا، حيث ترتبط رحلات الشراكة بالرمز هذه بصورة مباشرة بخدمات الاتحاد للطيران التي تشغلها عبر أبوظبي وسوف يواجه رجال الأعمال والسياح والعائلات التي تسافر بين هذه الوجهات وبين ألمانيا خيارات أقل وتكلفة أكبر." وبحسب هوغن، ساعدت علاقات الشراكة بالرمز منذ عام 2012 في ربط أكثر من مليوني مسافر على متن شبكتي الشركتين، مضيفة 252 مليون يورو إلى عائدات طيران برلين. وكانت هيئة الطيران المدني الألماني(LBA) قد وافقت غلى جانب وزارة النقل منذ عام 2012 على سبعة جداول مواعيد للاتحاد للطيران بما في ذلك كافة رحلات الشراكة بالرمز مع طيران برلين، وذلك استنادا إلى اتفاقية الخدمات الجوية المبرمة بين حكومتي الإماراتوألمانيا في مارس/اذار 1994، ومحاضر الجلسات المعتمدة وجدول الوجهات المعدل والذي تمّ التوقيع عليه خلال يونيو/حزيران من عام 2000. نمو جامح وتأسست شركة الاتحاد للطيران عام 2003 وانطلاقا من مركز عملياتها التشغيلية في مطار أبوظبي الدولي، تتولى الشركة تسيير 113 وجهة ركاب وشحن تتألف من الوجهات قيد التشغيل الفعلي أو المعلن عنها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا وأستراليا وأميركا الشمالية والجنوبية، معتمدة على أسطول يضم 120 طائرة من طراز إيرباص وبوينغ مع طلبيات مؤكدة لشراء أكثر من 200 طائرة من بينها 66 طائرة بوينغ 787 و25 طائرة بوينغ 777- X و62 طائرة إيرباص من طراز A350و5 طائرات إيرباص A380 . ونقلت الشركة الاماراتية ما يصل إلى 14.8 مليون مسافر خلال 2014. وتمتلك الاتحاد للطيران حصص ملكية في كل من طيران برلين والخطوط الجوية الصربية وطيران سيشل وأليطاليا وجيت آيروايز وفيرجن أستراليا وداروين آيرلاين التي تتخذ من سويسرا مقرا لها وتعمل تحت اسم "الاتحاد الإقليمية". وتحظى الاتحاد للطيران وطيران برلين والخطوط الجوية الصربية وطيران سيشل وأليطاليا والاتحاد الإقليمية وجيت آيروايز بعضوية شركاء الاتحاد للطيران وهي علامة تجارية جديدة تجمع بين شركات الطيران ذات التوجه المشترك وتقدم للعملاء باقة أوسع من الخيارات عبر تعزيز شبكة الوجهات وجداول الرحلات ومزايا برامج المسافر الدائم. وحصل الناقل الاماراتي على عشرات الجوائز العالمية تتويجا لمسيرة متواصلة من النمو السريع الذي أزعج شركات النقل الجوي الغربية خاصة منها الأميركية التي تقود منذ فترة حملة شرسة على الاتحاد للطيران وطيران الامارات والخطوط القطرية بزعم حصولها على دعم حكومي أضر بالمنافسة. وتضغط كبرى الناقلات الأميركية على حكومة الرئيس باراك أوباما من أجل الغاء اتفاقية السماوات المفتوحة. وتنتقد تلك الشركات طفرة نمو الاتحاد للطيران بدلا من مواكبة تطورها، حيث عزز الناقل الوطني الاماراتي اسطوله بأحدث الطائرات إلى جانب تقديمه افضل الخدمات لعملائه. ومن المتوقع ان تصل طاقة مطار أبوظبي الدولي بعد التحسينات والتوسع في 2017 إلى 30 مليون راكب.