أمس اندلعت الاشتباكات الدموية في ولاية غرب دارفور، وهي ذات الولاية التي طارت منها شرارة الحرب في دارفور فحرقت الاخضر واليابس بفعل الترسانة العسكرية والامنية للنظام الحاكم في الخرطوم، وبينما نفي المتحدث باسم حكومة غرب دارفور أكدت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) مساء اليوم الاثنين مقتل 13 شخصا حسب تأكيدات زعيم قبيلة المساليت التي ينتمي لها متظاهرو القرية، عندما قال ان عدد القتلى في الاضطرابات ثلاثة عشر، واوضح سعد بحر الدين لمحطة تلفزيون النيل الازرق ان "الخسائر 13 قتيلا ثلاثة من عرب البني هلبه و10 من المساليت وهناك عشرة مصابين". واذاعات عالمية ووكالات أنباء أشارت إلى مقتل ستة أشخاص بعد اربعة وعشرين ساعة من تفريق القوات الامنية لمتظاهرين خارج مبنى حكومة الولاية، حيث بدأت الاضطرابات الاحد بتفريق الامن لمتظاهرين فروا من قريتهم الى خارج مبنى حكومة الولاية في مدينة الجنينة كبرى مدن الولاية. وقال والي الولاية خليل الشريف عبر الهاتف لمحطة تلفزيون النيل الازرق الخاصة ان "الضحايا من كل الاطراف وعددهم لم يتجاوز الستة". ووفقا للبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور (يوناميد)، فان المتظاهرين فروا من قرية ملي في غرب دارفور "عندما احاطت مجموعة مسلحة مجهولة" بالقرية، وتشير وكالات الانباء بأنه من غير الممكن في الحال تحديد عدد القتلى وفق مصدر مستقل في ظل القيود على اجهزة الاعلام في الوصول للمنطقة. واشار المتحدث باسم حكومة غرب دارفور في حديثه مع فرانس برس الاحد بان اعمال العنف بدأت عندما عثر على جثة لراعي مواشي مقتولا قرب قرية ملي واحاط اقاربه بالقرية مما اجبر سكانها على الفرار لعاصمة الولاية الجنينة وتظاهروا قرب مبنى حكومة الولاية. وابلغ شاهد عيان (فرانس برس) ان هناك مزيدا من الاضطرابات اليوم الاثنين، وفي ذات الصدد قال شاهد العيان الذي طلب عدم ايراد اسمه لاسباب امنية "بعد انتهاء عملية دفن الذين قتلوا هتف الشباب المشاركون في الدفن +القصاص القصاص+ وعلى الفور اطلقت عليهم قوات الامن التي كانت تراقب عملية الدفن الغاز المسيل للدموع وشاهدت خمسة اشخاص متأثرين بالغاز ونقلوا الى المستشفى". وللأسف برغم الهالة الكبيرة التي احدثتها حكومة النظام بشأن الحوار الوطني وجلبها لسودانيين كانوا لاجئين في بعض الدول الغربية والاوربية، لا زالت الألة العسكرية للنظام تستهدف الأبرياء والعزل، وتتغني اجهزة اعلامها بفرية الحوار الوطني الذي تم الصرف عليه ماديا من عرق المواطنين ومن دمهم. واندلع النزاع في دارفور منذ العام 2003 عقب انتفاض مسلحون ينتمون للإقليم ضد حكومة الخرطوم برئاسة عمر البشير التي يسيطر عليها العرب بدعوى تهميشهم سياسيا واقتصاديا . واصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق البشير بتهمة ارتكاب جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في دارفور ، وقتل من جراء النزاع 300 الف شخص وفر 2,5 مليون شخص من منازلهم وفق لتقارير الاممالمتحدة .