*شريف كان شاباً ذا حسب ونسب ووسامة.. *كن بنات البلدة يعشقنه بشدة ، ويعشق هو نفسه أشد.. *وما من شهر يمر إلا وتسمع البلدة طلب شريف يد فلانة.. *ثم سرعان ما ينتشر فيها خبر تخلي شريف عن فلانة هذه.. *وانضمت ابنة (الكبير) - بكل حسنها- إلى قائمة ضحاياه.. *وعصر يوم تهامست البلدة بمفاجأة لم تكن في الحسبان.. *قيل أن معشوق العذارى طرق باب (خير الله) خاطباً.. *وهو لم يكن لديه من البنات سوى واحدة ذات جمال متواضع.. *وفوق ذلك كانت تُعيَّر- في المدرسة- بأمها صانعة (مغيِّب العقل).. *والمفاجأة الأشد وقعاً- في اليوم التالي- هي أن الفتاة (رفضت).. *وحجة رفضها أنها من (مستوى) غير مستواه.. *ولم يفهم الناس إن كانت تعني- بمفردة (غير) هذه- أقل أم أعلى.. *ووجدت كل فتاة لفظها شريف فرصتها للشماتة فيه.. *وكذلك من عشقنه وظللن يترقبن مقدمه إليهن على أحر من جمر.. *والآن منح غندور كثيراً من دول (الممانعة) فرصة الشماتة فينا.. *منحها إياها بحديثه - إن صح- عن تفكير حكومتنا في التطبيع مع إسرائيل.. *وقبل المواصلة أقف قليلاً عند مصطلح (الممانعة) هذا.. *فما عادت هنالك ممانعة بالشكل الذي كانت عليه في السابق.. *أي حتى لحظة سقوط الاتحاد السوفييتي نصير العرب في عدائهم لإسرائيل.. *وإنما العديد من الدول هذه لديها علاقات (سرية) مع دويلة اليهود.. *بما في ذلك سوريا الأسد التي تدعي رفع لواء الممانعة.. *بل بما في ذلك فلسطين الرسمية ذاتها بعيداً عن (جناحها الإيراني) حماس.. *ومن المنطلق هذا كنا طالبنا سابقاً بالتخلي عن (حساسية) التعامل مع إسرائيل.. *فنحن لسنا أكثر عروبةً من المطبعين سراً - وجهرةً - هؤلاء.. *لسنا أكثر عروبة من مصر ولا المغرب ولا قطر.. *ولسنا أكثر تمسكاً ب(القضية) من أهلها المحتلة أراضيهم.. *فلما قلنا كلامنا هذا شُتمنا بمثلما شُتم السادات عقب اتفاقية (كامب ديفيد).. *ثم إذا بكثير من الشاتمين هؤلاء بزّوا السادات (تطبيعاً).. *ولكن خطأ غندور أنه (جهر) بالنية قبل جس النبض سراً.. *أي كأنه كان واثقاً من قبول عرضه تماماً كثقة شريف في فرحة بنت خير الله به.. *وها هي إسرائيل ترد بوقاحة ( لن نطبع مع دولة شمولية).. *و(يا شماتة أبلة طازة فينا) يا وزير الخارجية.. *وربما تسألني - بطريقة عادل إمام - (أبلة طازة مين؟).. *هي كتلة مدعيِّ الممانعة يا غندور.. *ومعها (عدوتنا إيران !!!). [email protected]