أكدت القوات المسلحة السودانية عزمها على مواصلة عملياتها العسكرية في ولاية جنوب كردفان، حتى تتم السيطرة على كل المواقع غير الآمنة بالولاية. وحمل الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد، رئيس الحركة الشعبية بجنوب كردفان عبد العزيز الحلو مسؤولية العنف بالمنطقة وقتل المدنيين، و"الأوضاع البشعة التي تنتج عن تواصل العمليات العسكرية". وقال سعد في تصريحات للجزيرة نت إن الحلو لا يحق له أن يشتكي من ملاحقته، لأنه هو من حمل السلاح ضد الحكومة، وأضاف "الحلو يدرك تماما أن حل القضايا مهما كبرت فسيكون عبر الحوار، لكنه أراد أن يسلك طريقا آخر بحمل السلاح وترويع المدنيين". موقف المعارضة من جهة أخرى أعلن تحالف قوى المعارضة، أنه قرر تشكيل وفد منه لمقابلة ومناقشة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والمجتمع الدولي بشأن ضرورة التوصل لوقف فوري للحرب الدائرة بجنوب كردفان، وإغاثة المواطنين هناك. وقال رئيس الهيئة القيادية للتحالف المتحدث الرسمي باسمه فاروق أبو عيسى للصحفيين إن رؤساء أحزاب التحالف دعوا طرفي الصراع لاتخاذ قرار فوري بوقف الحرب، مؤكدين عدم وجود مبرر لاستمرارها مهما كانت الأسباب. ووصف أبو عيسى ما حدث بجنوب كردفان بالعمل الهمجي والبربري، "الذي سيقود لتدمير السودان بكامله، إذا ما تواصل على نحوه الحالي". واتهم أبو عيسى الحكومة برفض طلب المعارضة بإقامة معسكرات لإيواء النازحين لغايات تدارك الموسم الزراعي للمواطنين والعام الدراسي بالنسبة للطلاب. الموقف الأممي في الأثناء استهجن فاليري آموس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ما عدّه معاملة غير كريمة للمدنيين في جنوب كردفان، مشيرا إلى ما أوردته التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان، واستهداف الناس على أسس عرقية. وأكد المسؤول الأممي في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه نزوح أكثر من 70 ألف شخص من منازلهم. وأشار لرغبة الأممالمتحدة لوضع نهاية لحالة انعدام الأمن والقيود المفروضة على الحركة، التي قال إنها تحد باستمرار من قدرة كوادر الأممالمتحدة على تقييم الوضع، وتقديم المساعدات للناس. كما طالب بضرورة الإسراع بوقف "التهديدات التي يتعرض لها عمال الإغاثة وقوات حفظ السلام"، وأضاف "يساورني القلق أيضا من أن الوضع الأمني العام بالسودان يتدهور بوتيرة مخيفة، وبعواقب إنسانية وخيمة، حيث يتحمل المدنيون على نحو متزايد وطأة المناخ السياسي المضطرب".