تجمهرت أعداد كبيرة من المواطنين بسوق أم دفسو ضاحية الثورة شمال العاصمة السودانية الخرطوم، أمام أحد باعة العروق جذور اشجار تستخدم للتداوي من الامراض أبرزها العجز الجنسي ولدغة الحشرات وهو ينادي الناس بأنه يبيع عروقاً من يرتديها لن تلدغه عقرب وفي الوقت ذاته يحمل عقربا في يده دليلا على صدق دعواه وقد انتزع شوكتها حتى يضمن عدم لدغه, واثناء تجوال ابراهيم منصورالباحث في الحشرات بالسوق، لفت نظره تجمهر المواطنين أمام احد البائعين ،الذي يروج لبضاعته العروق واخترق الحضور مبادرا بسؤاله لبائع العروق ،حيث كان الناس يتزاحمون حوله فأوقفهم ، وبادره بسؤال :هل اذا وجدت عقربا حملتها لك لن تلدغك ؟ فقال نعم ، ولم يصدق أن يكون معي عقرب ، فتحت شنطتي وأخرجت له (عقرب)، ومن هول المفاجأة تلعثم البائع في هلع !! وقال: دي ما عقرب دي هليوكوبتر في اشارة للطائرة المروحية المشهورة. نصب على المكشوف وقلت له احملها في يدك لنصدق فعالية عروقك ونظر الى العقرب وقال لي لكن العروق هذه للعقرب الأنثى وليس للعقرب الذكر!! "لقد لاحظت بحكم معرفتي بالعقارب ، وتخصصي في الحشرات في الجامعة ،فضلا عن انني من هواة تربيتها واحتفظ باعداد منها في منزلي ، انه قام بانتزاع شوكة العقرب حتى لا تؤذيه "يقول منصور.. ويضيف "أهوى الحشرات منذ كنت صغيرا ، وعندما كنت طفلا أجمع من الحارة (الضفادع ) لتبقى معنا في المنزل تشاركنا السكن ، وكنت أسعد بأصواتها ، واعتنيت بكل الحشرات ". ويستطرد قائلا "العقارب لا يمكن أن تعتدي على شخص الا اذا اعتدى عليها ، وهي مسالمة ومفيدة لانها تقضي على الحشرات الضارة ، وفي سمها تصنع العديد من الامصال . منصور حبه للعقارب شجعه لاجراء العديد من البحوث العلمية حولها ،ستكون اضافة للمكتبة العلمية ، وله اتصالات مع منظمات خارجية حول هذا الامر. كل هذه المعطيات اتاحت له الفرصة عن كشف زيف بائع العروق (العقرب البشري) الذي يتكسب من خداع زبائنه بادعائه حمايتهم من لدغة العقارب باستخدام عقربته الهيلكوبتر ووضع حدا لامثال هؤلاء الذي امتد للتغرير بالشباب عبر يسمى ما يعرف ،، عروق المحبة ،،تحت ذريعة أنها تقرب بين المحبين تجدر الاشارة الى ان متوسط عمر العقرب يبلغ 20 عاما ، وهي تلد كل 10 اشهر ،لا تتحمل ضوء الشمس ويمكن ان تموت اذا تعرضت لضوء الشمس، لذلك فهي تتواجد في المخازن والمناطق الرطبة ،وهنالك العقارب التي تعيش في السقف وانواعها 1350 في كل نوع 20 فصيلة، وتتغذى على الحشرات ويمكن ان تلتهم الضب كاملا، والفرق بين الذكر والانثى عند العقارب ، الانثى عندما تكون والدة سمها أكثر خطورة ولدغتها قاتلة لإحساس الأمومة عندها وتحرشها وإستعدادها للدفاع عن صغارها ،غير ذلك فان الذكر يكون ذيله اكثر سوادا في اللون من الانثى. تعويذ لدفع البطالة اما مصعب يوسف خريج اقتصاد جامعة الخرطوم فيعبر ان ما ذهب اليه صديقه ايوب نوع من الجهل ويرى ان بائعي العروق والاعشاب على كثرتهم في السودان اصبحوا يغيرون من تركيبة المجتمع بحيث اجتذبوا اليهم الكثير من ضعاف النفوس ولا ارى شيئا واضحا يمكن ان يحققه لي بائع عروق او شيخ يعامد على ما اعطيه من مال قليل ان يخدمني فعليه ان يساعد نفسه اولا ثم ياتي للناس. وتنتشر فى السودان ظاهرة الدجل والشعوذة بصورة كبيرة حيث يعيش الكثير من الناس في المناطق الطرفية للعاصمة الخرطوم على حياة الدجل والشعوذة خاصة القبائل القادمة من دول غرب افريقيا التى لا تجد صعوبة في دخولها الى السودان للتشابه الكبير مع القبائل السودانية خاصة قبائل دارفور وقبيلة الفلاتة القادمة من نيجيريا ولكنهم استوطنوا في السودان واصبحوا يحملون الجنسية السودانية ,تهتم هذه القبائل كثيرا بالعلاج البلدي خاصة ما يسمى بالعروق ومنهم من يعالج السحر وجلب الجن عن طريق طلبات غريبة تطلب من الشخص الذي يقصد العلاج ,وبقدر ما يقصد الدجالون والمشعوذون طبقات معينة من الناس لاسيما ضعاف النفوس وقليلى الوازع الديني الا ان ذلك لم يمنع بعض المتعلمين من قصدهم في امور حياتية مختلفة. البيان