رسالة لا تخلوا من تهديد ووعيد للقضاء منسوبة للمجاهد ومعتمد شندي السابق جعفر بانقا ، كتب فيها (محمد حاتم ان إشتكي تداعى له سائر المجاهدون بالدوشكا والقرنوف) ، وبالرغم من أن السيد بانقا نفى أن تكون هذه الرسالة تحريضية إلا أن القارئ لايحتاج لسبر أغوارها ليكتشف ذلك دون عناء يذكر. هذه الرسالة مع قصرها تحمل دلالات عدة ، تنبع من العقلية التي ينطلق منها بانقا الذي لازال يرى أن (المجاهد) مسلم و(زيادة) ، والمجاهدون أنقياء أتقياء فهم صادقون كما أبو بكر، وعادلون كما عمر بن الخطاب، وحكيمون كما عثمان بن عفان، ويتكئون على علم على بن أبى طالب، وعلى هذا الأساس يصونون حقوق الخلق بمراعاتهم حقوق الخالق عليهم ، وبالتالي لا حاجة لمجرد التحري مع محمد حاتم . ولكن (تقوى) الأفراد بحكم الواقع الحالي وتجربة الحركة الاسلامية السودانية أصبح على المحك وفقد الناس الثقة في الإسلاميين وفي عدالتهم، ولم يصدقوا أن صراع الجبابرة الذي إحتدم بينهم وأخرج كثير من ملفات لا تخلو من تجاوزات وجد طريقه للقضاء بشكل نسبي جعلهم يعرفون تخريجات جديدة مثل (التحلل) وخلافه. أزمة تعامل النشاطين بالحركة الإسلامية السودانية مع المال لم تبدأ اليوم أو هي ليست وليدة اللحظة ، وإنما تعود أسبابها الرئيسية للموارد والمؤسسات الإقتصادية التي أنشأتها الجبهة الإسلامية أو كانت على صلة بها ، هذه المؤسسات منحت الموظفين وجلهم من (كادر) الجبهة مرتبات مجزية ، وهذا هو ذات (الكادر) الذي تم توظيفه للعمل بالدولة والتنظيم لإنفاذ التمكين ، ولذلك لم يأبه بالصرف البذخي من خزانة الحكومة ، وفصلت الهياكل على مقاسه وعم فقه العقودات الخاصة ، وحمل بعضهم أموال ب(الشوالات) إلى منازلهم مؤتمنين عليها لتسيير العمل دون إجراءات أو ضوابط محاسبية ، وفي ظل التنقل بين الحكومة والتنظيم ساد مايسمى بفقه التصرف ، وتم تأصيل كثير من المعاملات الخاطئة ، ولذلك وقع من هم أنقياء أطهار في الفخ وولغوا في الفساد ، وهذا ما أشار إليه عراب الإنقاذ الراحل الدكتور الترابي في برنامج شاهد على العصر. الأزمة لم تبدأ اليوم وإنما من أول يوم للإنقاذ ، فكثير من الإخوان (زاغو) بسيارات التنظيم (كوريلات موديل 83) وإمتطوا الفارهات الجديدة وإعتبروا حق خاص ، وعندما حل التنظيم في منتصف التسعينات سمح الراحل الدكتور..لكل العاملين معه في القطاع الفئوي الإستئثار بما معيتهم من سيارات و(مواتر) وأثاثات وغيرها. يبدو أن المجاهد جعفر بانقا لازال يعمل بنظرية (أخونا) الصالح النبي الذي لايخطئ ولايرضى بمجرد التحقيق معه وبذلك قلب النشيد (فرح الجهاد يا أخي ..مسكني في قرنوف وحديثو خلو علي) ووجه مدفعه القرنوف نحو القضاء منشدا (فرح الجهاد يا أخي ..مسكني في قرنوف وفسادو خلو علي) ، ولكن ما لايدركه بانقا أنه برسالته هذه حاكم المجاهد محمد حاتم قبل تبرئه المحكمة. الجريدة