واغادوغو - أ ف ب - أعرب رئيس المفوضية الأفريقية جان بينغ عن «قلقه» حيال آفاق استقلال جنوب السودان بعد الاستفتاء المقرر في 2011. وقال بينغ للصحافيين في واغادوغو لمناسبة «يوم أفريقيا» الذي أطلق خلاله حملة من أجل السلام والأمن في القارة: «منذ البداية عملنا على ترجيح أحد الخيارات وهو الحفاظ على وحدة السودان لأن استفتاء 2011 له هدفان: إما السير نحو الوحدة وإما السير نحو الانفصال، أي الاستقلال... هناك اتفاق دولي ينص على إجراء الاستفتاء. وفي حال جرى هذا الاستفتاء فلا يمكننا إلا أن نحترم قرار السودانيين، وليس أمامنا خيار آخر غير احترام قرار السودانيين». لكنه أضاف: «لدينا الشعور اليوم بأنه في حال لم يتغير أي شيء فإننا نسير نحو الاستقلال في جنوب السودان. إنها مشكلة كبرى لكل الدول الأفريقية التي من الممكن أن تواجه أوضاعاً مشابهة، وبالتالي فإنه يشكل قلقاً بالنسبة إلينا... هذا القرار قد يخلق لنا أيضاً عدداً من المشاكل الكبرى، بما في ذلك الحرب». وخلص إلى أنه «يجب أن نقوم بكل ما يمكننا القيام به» كي يشهد الوضع ما قبل الاستفتاء «هدوءاً في السودان وأن لا تقع أعمال عنف». وسيجرى الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان في كانون الثاني (يناير) المقبل باعتباره أحد البنود الرئيسة في اتفاق السلام الشامل الذي وقع نهاية العام 2005 بعد 22 سنة من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. نفى وجود خلافات حول حصة المياه.. عضو بالحركة الشعبية: انفصال الجنوب أمر حتمى أكد مايكل جيمس عضو الحركة الشعبية لتحرير السودان أن القبلية التى يدعى البعض أنها تسببت فى تمزق السودان ليست سببا مباشرا فى أزمات السودان، معتبراً أن القبلية أمر حتمى ويوجد فى كل البلاد العربية. وأضاف جيمس فى مؤتمر "المشهد السودانى الراهن" الذى نظمه مركز بحوث دراسات الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، أن القبلية ليست السبب فى تقسيم السودان ولكنها أمر إلهى مستشهدا بالآية الكريمة "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" وتفسير هذه الآية على حد قول جيمس يؤيد القبلية والاختلاف بين السودانيين. وقال إن السودان يعانى من مشكلة سياسية كبيرة ومزمنة تتمثل فى الضعف السياسى، مشيرا إلى أن السياسيين فشلوا فى احتواء التعددية والتنوع الذى يميز السودان، وقال إن السودانيين الجنوبيين تم حرمانهم من أبسط حقوقهم المتمثلة فى التعليم، وتوفير سبل الحياة. وعن انفصال الجنوب واستفتاء انفصال جنوب السودان الذى يجرى فى يناير المقبل قال جيمس إن انفصال الجنوب قضية قديمة وليست حديثة العهد منذ استقلال السودان، خاصة بعد أن تم تهميش الجنوبيين والانفراد بالسلطة من قبل الشماليين، مضيفا أن الجنوب سيعمل على خلق سودان جديد لأنه سيغير من الواقع السودانى وينهى الوضع المتأزم بين السودانيين. وفيما يتعلق بمشكلة المياه وأزمة دول حوض النيل قال جيمس إن الجنوب لا تعنيه مشكلة المياه ولا يعتنى بتهديد دول حوض النيل لأن لدينا ما ينزل من السماء وهى مياه الأمطار التى تنزل بغزارة وتكفينا وتزيد عن حاجتنا، مؤكداً أن الجنوب عندما ينفصل سيشكل معادلة جديدة بشأن تلك الأزمة، وهذا لا يمنع من أن نجلس مع دول الحوض لمعرفة نصيبنا من مياه النيل.