تجمع في باحة القديس سان ماتيوس، بقلب الخرطوم، بعض رعايا الكنيسة من الجنوبيين غداة إعلان دولتهم الجديدة، وانتشروا في ساحة المكان وشربوا سويا شاي الصباح. ودارات نقاشاتهم حول أوضاعهم في الشمال ما بعد انفصال الجنوب رسميا حيث أصبحوا أجانب بعد اسقاط الجنسية عنهم وفقا لقوانين المواطنة والجنسية التي حسمتها حكومة الخرطوم رغم سماحها بمهلة لا تزيد تسعة أشهر لتعديل أوضاعهم. وهناك أعداد كبيرة من الجنوبيين الذين ولدوا وترعوا في الشمال، ولا يرغبون العودة إلى الجنوب، واتضح ذلك من الحديث الذي تبادلوه صباح العاشر من يوليو في الكنائس، حيث قالت ميري جوزيف ل "العربية" بلهجة عربيي جوبا: "انا امشي وين؟ انا عشت هنا واولادي هنا. ما بمشي الجنوب، فيه زول بيخلي اولاده ويمشي؟". اختتمت ميري حديثها بسؤال، لكن مصيراً مجهولاً ينتظرها بعد ان اصبحت وغيرها من الجنوبيين ممن يرغبون بالبقاء في الشمال ما بين مطرقة القوانين التي فرضها عليهم ساسة الشمال، وسندان ضيق الفرص في وطن جديد مازال يفتقر للبنيات الاساسية. واصطف الجنوبيون بعد ان فرغهم من احاديثهم وراء الاب جون قيندي، راعي الكنيسة الكاثوليكية بالخرطوم، لاداء الصوات من أجل دولتهم الوليدة، داعين الرب ان يعم السلام دولتي الشمال والجنوب قائلا: "اذهبوا بسلام المسيح". وبعد انتهائه من الصلاة قال الاب جون جيندي إن المستقبل ما يزال مجهولاً، لكنه جنوبي عاش في الشمال، وسيبقي به كغيره ممن يرتادون الكنيسة في الشمال، مؤكدا أن الانفصال لن ينقل هذه الكنيسة الى الجنوب. العربية