في هذه الفترة جميع الكليات والجامعات تتأهب لانطلاقة العام الدراسي الجديد ولكن في كلية العلوم الصحية بحلفا الجديدة الأمر مختلف، حتى هذه اللحظة الطلاب لا يعلمون مصيرهم نسبة لإغلاق الكلية لدواعٍ تتلخص حول عدم أهلية الكلية ومدى التزامها بالمعايير المحددة من قبل الوزارة. في الوقت الذي تحتاج فيه مدينة مثل حلفا الجديدة للتوسع في مثل هذه الكليات وليس تجفيفها نسبة لتعدد الأمراض فيها وارتفاع نسبة السرطان. تقرير : حمد سليمان الخضر استغلال المباني محمد عثمان "بيكاسو" قال عبر الهاتف أمس" الأحد": هناك جهات تعمل على استغلال المباني والمدير الطبي يعمل على إنشاء مستوصف خاص للأطفال، لأن الأكاديمية أنشئت في الأرض الخاصة بالمستشفى وتم استغلال العنابر الخاصة بمرضى الدرن والسل وتم ترميمها من قبل المواطنين وبالجهد الشعبي تم توفير كل المتطلبات للكلية، هناك عملية عدم رضا في الشارع العام لهذا القرار. يضيف محدثي : " هناك جهة تحرك هذا القرار ولا يمكن أن نستبعد جهات سياسية تقف خلف هذا الأمر"، كما أشار إلى أن والي كسلا الحالي لم يكن خدمي حسب ما أراه، فقط جاء لتنفيذ جوانب أمنية بالولاية، عدد كبير من الطلاب متخوفون على مصيرهم خاصة الطلاب الخريجين ويخشون التلاعب في النتيجة ليكونوا مهراً للأسباب التي أدت لنقل الكلية وضعفها. قرارغير موفق في ذات السياق تحدث شكري الدمرداش مدير الأكاديمية بحلفا، وأضاف: "الأكاديمية تعتبر من مكتسبات المنطقة ولا يمكن التفريط فيها بأي شكل وقد بذل أهل المنطقة مجهود كبير في سبيل استقطاب الدعم لها حتى تم إنشائها في العام 2008م، وقد خرجت الكلية حتى الآن 468 خريجاً، يعملون بمراكز ومستشفيات الولاية المختلفة، قرار إغلاق الأكاديمية بحلفا قرار غير موفق وتسبب في إحباط عشرات الطلاب ولا أدري السرعة الغريبة في اتخاذ مثل هذا القرار خاصة بعد تكوين لجنة لأجل حصر المعدات. لا يوجد قرار رسمي نعمات الطريفي عميد كلية العلوم الصحية أوضحت ل"التيار" أمس"الأحد " أن هناك قرار صادر من قبل الوزارة يمنع قبول الطلاب للكليات الصحية غير طلاب المساق العلمي ونسبة لقلة الطلاب بالكلية لابد أن يتم إغلاقها". لكنها رجعت وقالت في ذات السياق أنه لا يوجد قرار رسمي بإغلاق الأكاديمية، مع أنه تم تشكيل لجنة لحصر الممتلكات وتحويل جميع الطلاب الجدد لجامعة كسلا، وأضافت: " لكن تم إرجاء هذا القرار إلى حين الاجتماع والتداول في الأمر ما بين وزير الصحة ومدير عام الصحة ورئيس مجلس الأكاديمية بالرغم من توقف الكلية لتحديد مدى التزام الأكاديمية بالمعايير المحددة من قبل الوزارة قبل إصدار القرار الأخير حول أمر هذه الأكاديمية". أسباب غامضة وفي ذات السياق تحدث أحمد مرسى أستاذ متعاون بالكلية "الأكاديمية امتداد طبيعي لمدرسة التمريض العريقة بحلفا، ونحن ضد قرار الإغلاق الذي لم يراع لجوانب عدة، ولقد بذلنا مساعٍ كبيرة لإيقاف هذه المجزرة التعليمية وجلسنا مع المسؤولين في المنطقة، لكن لم نصل لحل، وهناك أسباب غامضة تقف خلف قرار التجفيف من بينها كما يشاع إنشاء مركز لعلاج الأطفال بمباني الأكاديمية". انتشار الأمراض أمراض كثيرة تضرب مدينة حلفا كما أشار محدثي "بيكاسو" فمن بينها ارتفاع الإصابة بداء السرطان بأنواعه المختلفة واليرقان والملاريا ومن قبل الكوليرا وعدد من الأمراض. خطر مادة الاسبستوس المسرطنة أما مسألة ارتفاع السرطان تعود لعوامل مسرطنة بالمدينة ففي عام 1964م، بعد تهجير أهالي حلفا وترحيلهم للمكان الحالي تم تشييد مبانٍ بأسقف الاسبست وكما هو معلوم فإن الاسبستوس أو الأميانت مجموعة من المعادن زمرة "التريموليت" تتألف من ألياف غير عضوية تحتوي على العديد من المعادن الطبيعية التي يدخل في تركيبها أملاح السيليكات إلا أنها تختلف عن بعضها في التركيب الكيميائي والخواص الطبيعية لاختلاف كميات الماغنسيوم والحديد والصوديوم والأوكسجين والهيدروجين فيها. يستخدم الاسبستوس في مجال البناء وسقف المنازل والعوازل الداخلية والخارجية وأنابيب صرف المياه والأدخنة والتهوية ومن خلال البحث وجدت أنه يسبب بعض الأمراض بناءً على كمية المواد المعدنية الموجودة فيه وتظهر الأمراض بعد التعرض له لأكثر من 20 سنة، وصنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان وهي تابعة لمنظمة الصحة العالمية الاسبستوس كمادة مسرطنة، وذلك عن طريق الإشعاع، وقد أصدرت منظمة العمل الدولية الاتفاقية رقم (162) لسنة 1986م، في دورتها رقم 92 التى تعرف باسم "الحرير الصخري" وتضمنت حظر استخدام هذه المادة بجميع أشكالها والاستعاضة عنها بمواد أخرى ومنتجات عديمة الضرر. تجدر الإشارة إلى أنه في السابق كان هناك مصنع لتصنيع منتجات الاسبستوس في مدينة بحرى، ولكن تم إغلاقة منذ عام 1986م.