سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرأس الدبلوماسي : إذا كنت قادرا على شراء فندق قصر الصداقة لكان شيئا جيداً ولما رأيتني وزيرا للخارجية.. لن نستضيف القذافي لأننا جزء من المجتمع الدولي والخرطوم لديها خلافات معه وهو يستضيف د.خليل.
وزير الخارجية علي كرتي يقدم مرافعة عن سودان ما بعد الانفصال اتفاقية نيفاشا كانت شاملة ولكن فيما يختص بالتفاصيل لم تكن معالجتها وافية من قبل الشركاء أو آليات حلها وتطبيقها (...) هذا السؤال لم يستوعبه وزير الخارجية ماذا كان رد كرتي حين سئل عن فساده وشرائه لفندق الصداقة؟ هل ستستضيف الخرطوم القذافي وأسرته في حال التنحي عن ليبيا؟ لماذا لم تكن نيفاشا ناجعة في حل مشاكل السودان؟ ما الوصفة التي قدمها كرتي لتجاوز قضايا العلاقة بين الشمال والجنوب؟ ترجمة: سحر أحمد فى جلسة خاصة بالمعهد الملكي ببريطانيا "شاتام هاوس" استضيف وزير الخارجية علي كرتي ليتحدث عن الأوضاع الحالية فى السودان بعد انفصال الجنوب وخطط الخرطوم لما بعد تلك الفترة فى إطار قضايا ما بعد الاستفتاء والتي بالطبع لم تحسم حتى الآن، ويتضمن ذلك الوضع الحالي بمنطقة أبيي، وبالضرورة التطرق لولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة لذلك تطرقت الجلسة لتطورات قضية دارفور، ليس ذلك فحسب بل لامست الجلسة بعض الأمور المتعلقة بكرتي نفسه، في هذه المساحة نورد ملخص للجلسة. ذكريات طيبة ابتدر كرتي حديثه بتقديم الشكر للحضور واهتمامهم بالأوضاع بالسودان مذكرا بالتاريخ المشترك بين البلدين لأكثر من خمسة عقود الأمر الذى خلق الكثير من الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية، ونوه كرتي الى أن بريطانيا ظلت شريكا تجاريا مهما للسودان لفترة طويلة من الزمن ولكن ذلك تغير خلال العقدين السابقين من الزمان، وأضاف: "لدينا الرغبة للعودة لذلك التاريخ من الدعم والتواصل مع هذه البلاد سواء في مجال الثقافة واللغة أو في المجالات الأخرى من العلوم والتجارة والاستثمار، ونأمل في أن تكون زيارتنا هذه بداية لهذا التوجه من العلاقات بين البلدين". بعد ذلك مضى كرتي للتذكير بالدور البريطاني فى دعم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية للتوقيع على اتفاقية السلام الشامل فى العام 2005م، بل ومضت لتقديم الدعم لتطبيقها، عكس الكثير من شركاء نيفاشا الذين آثروا الابتعاد وترك شريكي نيفاشا للصعوبات. ثقوب نيفاشا وأكد وزير الخارجية السودانى على أن اتفاقية نيفاشا كانت شاملة كما جاء اسمها، ولكنها فى المقابل وفيما يختص بتفاصيل حل المشاكل لم تكن معالجتها وافية من قبل الشركاء أو آليات حلها وتطبيقها، وقال كرتي إن السودان كان فى حاجة لدعم الأصدقاء ممن كانوا حوله عند المفاوضات عند مناقشة كل ذلك، ولكنهم للأسف انشنغلوا باهتماماتهم الخاصة، مما خلق حالة من التعثر فى سير الاتفاقية، ولكن إرادة الشريكين كانت غالبة ولم تفارقهم منذ توقيع الاتفاقية لتكون ضمانة لعدم العودة لمربع الحرب، مما قاد لدفع الطرفين للحفاظ على السلام والاستقرار. ويمضي كرتي في حديثه ويقول: "إنكم تعلمون وتذكرون أن بلادنا عانت من حرب طويلة بين الشمال والجنوب وكيف أن هذه الحرب عملت على تدمير الاقتصاد والكثير من الموارد الأخرى، وفقدت نتيجة لذلك فرص عديدة بالنسبة للجانبين في الشمال والجنوب، فالحرب لم تدمر الموارد الاقتصادية أو البشرية فحسب ولكنها أفقدت الجانبين فرصا عديدة، فالصراع الذي امتد لسنوات عديدة والدمار الذي أحدثه يحتاج لوقوف الشركاء بجانبنا ولكننا للأسف لم نجد ذلك وبالرغم من ذلك التزمنا باتفاقية السلام وضحت الحكومة السودانية بجزء كبير من الوطن بهدف السلام، كما ضحت بجزء كبير من السكان والموارد في الجنوب فقط من أجل السلام ومن أجل أن يعيش الشمال والجنوب في سلام واستقرار، فنحن التزمنا باتفاقية السلام الشامل نصا وروحا سواء توحدنا أم انفصلنا كما حدث نتيجة للاستفتاء". كلمات البشير ويلفت كرتي الى أن كلمات الرئيس البشير التي قالها بجوبا في الوقت الذي لم يتوقع أحد ذهابه وتشجيعه على إجراء الاستفتاء، وأضاف أن الكثيرين من حولنا يعتقدون أن الاستفتاء يمكن أن يكون عملية بطيئة ولكنها جاءت كذلك سواء برغبة القادة أو الكلمات الطيبة التي قيلت أو بطبيعة الشعب السوداني التي تختلف عن غيرها في البلاد الأخرى، والذي يتضح من خلال التاريخ بالسودان، ففي الوقت الذي كانت فيه الانتخابات سببا للكثير من الدمار، فكل الأشياء مرت بسلام، وأعود لتأكيد أن السلام هو الذي دفعنا وقادنا في نهاية المطاف لإجراء هذا الاستفتاء والذي يعلم الجميع نتيجته التي رحبت واعترفت بها حكومة السودان على خلاف توقعات الكثيرين أولئك الذين كانت لديهم مخاوف بشأن الوضع بالسودان. وشدد كرتي على التزامهم بالسلام وبعلاقات حسن الجوار مع الجنوب، وقال:"إننا نشعر أننا أمة واحدة ولكن لأسباب تاريخية وسياسية هنا وهناك جاء قرار إخواننا في الجنوب والذي رحبنا به واحترمناه على الرغم من شعورنا بأننا فقدنا الكثير لننعم بحسن جوار في ظل السلام بدلا من أن نكون في دولة واحدة في ظل العداءات والموت والحرب وهذه الأشياء"، وزاد أيضا: من الأفضل أن يكون إخواننا بالقرب منا لهم دولتهم الخاصة بهم وعلاقة الجوار ليست بسيطة خاصة في وجود حدود مشتركة بين الدولتين تزيد عن (2000) كلم، ومواردنا تقع بين هذه الحدود سواء كانت معادن وأراضي زراعية ونفط وغاز، ولقد انخرطنا خلال الشهور الثلاثة الأخيرة في مفاوضات مع إخواننا في الجنوب بحضور الوسطاء حول كيفية استخدام هذه الحدود كوسيلة للاتصال والعلاقات الجيدة بدلا عن التوترات والمشاكل. علاج الصعوبات وأكد كرتي أنه من السهولة تجاوز المشكلات في كل من أبيي وجنوب كردفان مع الصبر والوساطة الجيدة، أما فيما يختص بالأمن فمن الحكمة المحافظة على حدود آمنة مع تشجيع التعاون بين الطرفين لأهمية حسن الجوار. ومضى كرتي للتأكيد على عملهم من أجل ذلك، وأشار الى أن المتابع للعلاقة بين الشمال والجنوب والتعامل مع بعضهما من خلال الحرب والدبابات فإنه يدرك أنهم يحتاجون للكثير من الصبر والاهتمام من جانب الشركاء الدوليين. السؤال الأول ابتدر النقاش بطرح تساؤلات حول مستقبل النفط، وقال:"أنا قلق حول ماهي الخطوات التي اتخذت بشأن النفط؟ ومن الواضح أن الجنوب الذي يعتمد على النفط في حاجة لعبور نفطه عبر الشمال وأنا أدرك أن هنالك محادثات بينكم بهذا الشأن ولكن ماهو التقدم الذي أحرزته؟ والى أي حد كان مثمرا؟ وما هي الخطوات التي تتخذونها لإعادة تأهيل الجنود الأطفال؟ أما السؤال الثاني فكان: "السيد علي كرتي لقد تحدثت كثيرا عن السلام وعن تسريح الجنود وعن تنظيم الجيش بالجنوب وأنت من مؤسسي قوات الدفاع الشعبي والمليشيات التي تم استخدامها جنبا الى جنب مع الجيش الشمالي في جبال النوبة والجنوب ودارفور فهل تعتزم أيضا تسريح أو تنظيم تلك المليشيات؟". إجابات كرتي أبدى كرتي شكره على السؤال، إلا أنه أشار الى أن السؤال الثاني غير واضح بالنسبة له، قبل أن يمضي للإجابة على السؤال الأول قائلا: "أدرك تماما أن أكثر من 70% من النفط ينتج بالجنوب وحق لإخوتنا في الجنوب ولكن هنالك المصافي بالشمال وأنابيب النقل التي يصدر عن طريقها النفط والآن نتباحث حول الوضع عقب إعلان الدولة الجديدة والأمور تسير نحو تقسيم الأصول والنقاش حول كيف يمكن للجنوب الاستفادة من هذه الأصول وسيكون هنالك اتفاق إطاري وفي حال عدم وجود اتفاق فلن نقول إن الجنوب لن يستخدم المصافي قطعا ذلك لن يحدث، هنالك مقترحات مقدمة من قبل الوسطاء ولكنها لم تناقش بعد. أما السؤال الثاني وما يتعلق بإستراتيجية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج نحن نعمل في الشمال والجنوب ولكن للأسف المجتمع الدولي لم يفِ بما فيه الكفاية وعلى الرغم من حاجتنا للمزيد من الدعم من المجتمع الدولي فالموجودون بالشمال يعيشون حياتهم الطبيعية على عكس الموجودين بالجنوب. وزاد أيضا أننا نطالب بالنظر في وضع أولئك الذين لم يتم تدريبهم على أي شيء سوى القتال. قضايا عديدة سائل أخر أشار لكرتي بأنهم إذا كانوا يرغبون في حدود ناعمة فلما أوقفوا تجارة السلع عبر الحدود بين الشمال والجنوب؟، الأمر الثاني كان حول إشعال الحريق في مساكن دينكا نيقوك بأبيي وهو ما يعني عدم الرغبة في عودتهم مجددا؟، الثالث هو موقف الخرطوم من السلام في وقت تحارب فيه في جنوب كردفان وأضاف السائل: "أنت تتحدث عن شيء ولكن ما تفعله بالسودان شيء مختلف تماما وذلك غير مقبول". آليات ومشاكل من جانبه أكد كرتي مجددا على عملهم من أجل الحدود الناعمة وقال:"إذا كان لديك آليات هنا وهناك ولديك مشاكل عبر الحدود فهل ستجعل حدودك مفتوحة. نحن لسنا ساذجين، ونحن نعلم أن هنالك البعض الذي يحاول إرسال قوات عبر الحدود. نحن نحاول أن نجعل حدودنا آمنة ومفتوحة وستكون سياستنا وفقا لما يرغب شركاؤنا. فيما يختص بالسؤال حول أبيي أشار كرتي لعملهم من أجل السلام ولكن ثمة من يرغب بإفساد الأمور بمنطقة أبيي وقال:"لكني أؤكد أننا لسنا أولئك"، ومضى كرتي في تأكيده الى أنه لم يكن هناك حرق أو قتل ولكنه خوف فقط، وهو ما قاد لنزوح البعض ولكن في المقابل فإن الأبواب مشرعة لعودتهم، لم يكتفِ كرتي بذلك ولكنه قال بحسم للسائل: "إذا كنت تعتبر وجود الجيش والدبابات خرقا فإن عليك أن تنظر لما حدث من قبل، ليس لدينا الرغبة في تقويض ما بنيناه خلال ستين عاما ولقد قدمنا التضحيات وأكبر تلك التضحيات كانت بجزء من الوطن". القذافي والفندق المداخلة الأخيرة في الجلسة كانت حول موقف النظام السوداني من انهيار نظام القذافي ومدى قبول السودان له ولأفراد أسرته في حال قرر اللجوء للخرطوم، الأمر الآخر بدا شخصيا لأقصى حد والمتحدث يشير لما أثير بوسائل الإعلام عن ادعاءات فساد كرتي بعد شرائه فندق قصر الصداقة ب(70) مليون دولار. بدأ كرتي منفعلا وهو يبدأ الإجابة على التساؤلات من آخرها ونوه الى أنه تم دحض تلك الادعاءات ليس من جانبه ولكن من جانب أصحاب الفندق، وقال: "إذا كنت قادرا على شراء ذلك الفندق لكان شيئا جيداً ولما رأيتني وزيرا للخارجية". أما بقرار القذافي اللجوء للسودان، فإن موقف السودان -بحسب كرتي- عدم الترحيب به باعتبار السودان جزء من المجتمع الدولي، علاوة على خلافات الخرطوم السابقة مع القذافي والتى وصلت مرحلة قصفها بالطائرات في العام هذا، فضلا عن استضافة قائد الجماعات المتمردة – في إشارة لزعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم-.