السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رفع العقوبات تسوية دولية أم شئ آخر ؟!؟
نشر في الراكوبة يوم 28 - 01 - 2017


وهذا يتطلب تناول ما يأتى :
الصراعات الدولية قبل تكوين منظمات المجتمع الدولى
الحربين العالميتين الأولى الثانية وآثارهما على بنية المجتمع الدولى
التكتلات الإقليمية والدولية
أسس العلاقات الدولية ومناطق النفوذ بين الدول الكبرى من جديد
السودان واسطة عقد عربية أفريقية
مقدمة :
هذا العالم الذى نراه الآن أكثر تحضرا وأكثر تقدما وأكثر تحمسا لحقوق الإنسان , مزقت الحروب فيه أمم وطمست معالم حضارات , بل أزيلت شعوبا بأكملها وأصبحت أثرا بعد عين , من هول الحروب والصراعات الدموية بين المجتمع الدولى المنقسم على نفسه آنذاك فى تكتلات وأحلاف عسكرية عنيفة ولايزال التاريخ يقطر دما من ذلك , وكان مبدأ التعاون الدولى فى البداية يعتمد كلية على مدى قوة الدولة العسكرية والقتالية حتى يفسح لها مجالا فى تلك التحالفات والتكتلات العسكرية .. والشاهد وبعد أن أثخنت الحروب المجتمع الدولى وجعلت قادته أشبه بالوحوش لجأت الكثير من الدول للمهادنة وهى تتوكأ على نصال سيوفها , مثل ألمانيا وإيطاليا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وكذلك الولايات المتحدة فيما بعد بإعتبارها دولة حديثة التكوين فى المجتمع الدولى ولم تعرف إلا بعد أن تم إكتشاف شواطئها عن طريق كروستوفر كولومبس , حاولت جميع تلك الدول الجنوح إلى السلم , فعقدت لأجل ذلك المؤتمرات الدولية والإقليمية سعيا لجعل المجتمع الدولى مجتمعا خالى من الحروب والصراعات .. لكن .. لأى مدى نجحت تلك المؤتمرات ؟ وهل كانت منتجات تلك المؤتمرات الدولية تملك كل مفاتيح الحلول بشكل شمولى بحيث تشمل حتى دول المستعمرات القديمة ؟ أم كانت هناك ثغرات تركتها تلك المؤتمرات نفذت منها التوترات الدموية ناحية دول المستعمرات القديمة ؟
مناطق النفوذ فى المجتمع الدولى القديم :
( يعرف قاموس كولنز الإنجليزي منطقة النفوذ، بأنها المنطقة التي تخضع لنفوذ دولة واحدة. ) ولكن هذا التعريف المبتسر لا يخبرنا، بشيء عن طبيعة المنطقة ، إذ أن تعدد التكتلات والأحلاف العسكرية بين الدول يؤكد أن العالم تتقاسمه دولا لتنقض على دولة واحدة تعتبر قوية من الناحية الإقتصادية والتقنية " مثال اليابان " تحت مسميات مثل :
توازن القوى، وتقسيم مناطق النفوذ، والتضامن الاستعماري والكشوف الجغرافية والتنافس التجارى , مما عجل بضعف دول المستعمرات الخاضعة لنفوذ الدول الكبرى إقتصاديا وعسكريا , وذلك قبل أن يعرف شكل الدولة الحديثة أو منظمات المجتمع الدولى أو الدولة الكونفيدرالية , فالأقوياء يتحركون ليستولوا على إنتاج الشعوب البسيطة من نفط ومطاط وحديد وقطن وكاكاو وحنطة وشعير ونبيذ وحسان وقيان , إلا أن تراكمت تلك الأحداث فى جيوب يمكن أن نسميها تكتلات أشبه بالمستعمرات السكانية وتمارس فيها العصبة القوية سطوتها على الفئات الضعيفة من النساء والأطفال والعجزة والمسنين مستغلين نفوذ الدولة الواحدة أو الدولة صاحبة النفوذ أو الدولة المستعمرة ..
أثرالحربين العالميتين على بنية المجتمع الدولى :
ويشتد اليوم نهم الدول العظمى إلى توضيح أو تلطيف مفهوم مناطق النفوذ ، بعد ان أدركت أن كل الكتل فى أفريقيا والشرق الأوسط أضحت ضعيفة بعد أن نصبت فيها من يعمل ضد مصالح تلك الدول المستعمرة ويرتب الأوضاع الداخلية لمصلحتها لأن هذه المسألة تدخل في صلب خيارات الحرب والسلم ومستقبل البشرية تريد أن تخوضها
دون خسائر فادحة تذكر كما حدث فى حرب الخليج الأولى والثانية وما يجرى فى سوريا لايخرج عن أسلوب الحرب بالوكالة وكذلك التغييرات الحادة التى حدثت فى مصر وليبيا إلخ . وليس في ذلك مبالغة، إذ إن العالم خاض حربين عالميتين خلال القرن الماضي كلفتا البشرية زهاء 85 مليون قتيل أفرغت أوروبا الغربية من فحولها وبتولها كذلك ألمانيا الهتلرية وروسيا والنمسا وبروسيا مما جعل الأيديولوجيات والفلسفات الغربية وإدعاءاتها عن النهضة الغربية والفلسفات الناظرة فى تطور الإنسانية ونشأة الكون والتكنولوجيا فى خطر دائم من هيمنة الفلسفات الشرقية الماركسية التى وظفت كل ديدان الأرض لإسقاطها ، هذا عدا أضعاف هذا الرقم من الجرحى والمتضررين بصورة مباشرة من الحربين. وفي الظروف الراهنة، وأخذاً بعين الاعتبار التصاعد المستمر في التوترات الدولية يرقب كثيرون مآل التنافس على مناطق النفوذ في العالم ويخشون أن يقود إلى انفجارات كبرى تطيح بأمن البشرية ومصيرها فى جانب الدول الإستعمارية الأولى فلابد من نقل ميدان الصراع إلى دول المستعمرات القديمة ومن ضمنها السودان حيث تم لهم ذلك ولكن بصورة متقطعة هنا وهناك بدأ بحرب الجنوب الشاة النائية عن السلطة المركزية والمتمردة على الدوام ولحقت بها دارفور ذات الميراث الحضارى ثم مناطق النيل الأزرق وجبال النوبة فجميعهم يمثلون حربا بالوكالة لصالح امريكا التى تقود العالم الآن بقطب أحادى أعرج .
أسس العلاقات الدولية ومناطق النفوذ بين الدول الكبرى من جديد :
لقد كانت الحربان، إلى حد بعيد، صراعاً بين القوى الكبرى على مناطق النفوذ في العالم .حيث إقترن ذلك بالكثير من المعانى
والمضامين السلبية مثل مفاهيم التراتبية والقوة والداروينية الاجتماعية كفلسفات حافظة لماء وجه الدول الكبرى ذات الجبروت والسطوة فى المجتمع الدولى حينها إلا أنها كما بدت وتبدو الآن متعارضة مع مبادئ المساواة والسلام والتعاون بين الأمم . ودليلى على ذلك أن الأنظار ووجهت تجاه هذه المفاهيم عندما تأسست هيئة الأمم المتحدة إذ طالبت القوى الكبرى المنتصرة بتقسيم العالم وتقاسمه بين القوى الثلاث المنتصرة في الحرب. فتصدت الدول الأعضاء المتوسطة والصغرى لهذا المشروع وحذرت من تعارضه مع القيم الأخلاقية والإنسانية، أي مع القيم التي استندت إليها القوى الكبرى في حربها ضد دول المحور .
ورغم أن القوى الكبرى حققت الجزء الأكبر من مشروعها، خاصة بعد بدء الحرب الباردة، إلا أن الحملة التي قادتها الدول المتوسطة والصغرى لم تذهب سدى إذ إنها ساهمت في تكوين رأي عام عالمي يناهض فكرة مناطق النفوذ المحجوزة لأمر الدول الكبرى. وتعزز هذا الاتجاه العالمي بقيام حركة عدم الانحياز، والحركات الداعية إلى السلام العالمي ومناهضة التسلح النووي التي ساهمت في لجم التشنجات الدولية وخففت من احتمالات حصول حرب عالمية ثالثة.
انطلاقاً من هذه النظرة إلى «مناطق النفوذ»، يجد البعض في موقف الولايات المتحدة تجاه السياسات التي تنتهجها روسيا في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، والصين في جنوب شرق آسيا، مسوغاً لدعم الموقف الأمريكي. فروسيا تسعى إلى استعادة نفوذها في الدول والجمهوريات والكيانات التي خرجت من الاتحاد السوفييتي ودول حلف وارسو. والصين تسعى إلى توطيد دورها الإقليمي والدول .
وإيران تسعى إلى إحياء الدور الذي تمتعت به حكومة شاه إيران إذ أنها اضطلعت بما كان شبيهاً بدور الوكيل الإقليمي نيابة عن الولايات المتحدة في منطقة الخليج، فتدخلت عسكرياً في جنوب الخليج وفي شمال العراق.
إلا أن واشنطن كانت تقف ضد هذه المساعي والمحاولات، أي ضد قيام وتكريس مناطق نفوذ تابعة لدول كبرى مثل الصين وروسيا. يبرز هذا الموقف في تقديم الإدارة الأمريكية الدعم والعون لبسط حمايتها على الدول الداخلة في نزاعات مع الصين وروسيا وفي تقديمها الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لهذه الدول تشجيعاً لها على اتخاذ مواقف متصلبة ضد البلدين كما هو الأمر مع فيتنام واليابان وأوكرانيا .
ففي أي سياق تأتي هذه المواقف ؟ هل تأتي في سياق معارضة تقسيم العالم إلى مناطق النفوذ تتزعمها الدول الكبرى وبعض الدول المتوسطة؟
إن الموقف الأمريكي من هذه المسألة يأتي خارج هذا السياق. وهو اليوم وبمنطق التنافس بين القوى الكبرى أكثر خطورة بكثير من «قواعد الاشتباك» التي كانت تضبط العلاقات بين الجبارين الدوليين : الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق إبان الحرب الباردة .
واشنطن وسياسة بعد النظر :
أن الموقف الأمريكي من هذه المسألة يأتي خارج هذا السياق لأنها كما أسلفت دخلت حلبة السباق الإستعمارى مؤخرا ولذا تريد السيطرة حتى على تلك المستعمرات المتفككة فى آسيا وأوروبا الشرقية . وهو وبمنطق التنافس بين القوى الكبرى أكثر خطورة بكثير من «قواعد الاشتباك» التي كانت تضبط العلاقات بين الجبارين الدوليين: الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق إبان الحرب الباردة. ففي تلك المرحلة، وعلى الرغم من أجواء الحرب الباردة، دأب كل من الجبارين الدوليين على احترام المصالح الاستراتيجية لبعضهما البعض سواء داخل الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أو داخل مناطق النفوذ التابعة لهما. فخروج يوغسلافيا من المنظمات الأممية التابعة لموسكو وامتناعها عن الانضمام إلى حلف وارسو لم يكن نتيجة تدخل أمريكي سافر، بل نتيجة تطور داخلي في يوغسلافيا، كما أن ثورة كوبا بقيادة كاسترو لم تكن بدافع أو تخطيط تدخل روسي بل نتيجة تطور داخلي.
بالمقارنة مع هذا النمط من العلاقات، فإن واشنطن تتدخل اليوم وباندفاع لضم الدول والجمهوريات التي كانت تشكل جزءاً من المعسكر الشرقي إلى حلف الأطلسي، وتعرقل علناً المحاولات التي تبذلها روسيا من أجل إحياء منطقة النفوذ التي كانت تتبعها. كذلك تبذل واشنطن كل جهد، وفي إطار سياسة «التمحور» من أجل تأليب دول جنوب شرق آسيا ضد الصين، وتقف موقفاً سلبياً من المشاريع الصينية التي تعزز نفوذ بكين الإقليمي والقاري مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية .
إن سياسة واشنطن بغيدة المدى التي تتبعها تجاه مناطق النفوذ التي تتطلع موسكو إلى استعادتها وبكين إلى تكوينها تدل، إلى حد بعيد، على حوافز السياسة الأمريكية الخارجية، ولكن حتى تتضح هذه الصورة فإنه من الضروري أن نعود إلى السياسة الأمريكية تجاه أوروبا. فهنا نجد حرصاً على أمركة أوروبا، كما يقول - جورج ويل - ، المعلق الأمريكي البارز، انطلاقاً من أمركة الحلف الأطلسي . لقد نشأ هذا الحلف من أجل الدفاع عن دول أوروبا ووحدة أراضيها كجزء أصيل من الإتفاقيات التاريخية الرامية إلى نشر الأمن والسلم فى أنحاء أوروبا ، ولكن الولايات المتحدة تحث الحلف اليوم على التدخل خارج القارة بل أقحمته فى حربى الخليج الأولى والثانية وفى ليبيا والآن تستخدمه فى اليمن , إن موقف واشنطن تجاه مناطق النفوذ التي تسعى بعض القوى الكبرى الأخرى إلى تكوينها ليس مستمداً من القيم التي ارتكزت إليها هيئة الأمم المتحدة والشرعية الدولية. إنه ليس مستمداً من قيم المساواة بين الأمم والشعوب وبطلان منطق هيمنة الكبير على الصغير. إنه موقف مستمد من نزوع إلى الهيمنة وإلى التحكم الاستبدادي بالمجتمع الدولي عن طريق تهميش المنافسين المحتملين . إذ تسلك واشنطن هذا الطريق في عهد باراك أوباما الذي أوصلته إلى البيت الأبيض أصوات الملايين من الأمريكيين المتنورين والمناهضين للحروب، فهل يمكننا أن نتصور السياسة التي يسلكها دونالد ترامب بعد دخوله البيت الأبيض , وهل يمكن لترامب أن يحجم سيلان لعاب أمريكا فى مياه الخليج الدافئة , أم يستطيع أن ينسى أن عشرات المئات من الجنود الأمريكان راحوا ضحايا فى العراق , والشاهد أن الرئيس ترامب رئيس ضعيف ولكن يمكن أن يلعب أدورا مؤثرة لصالح أمريكا لأنه ببساطة صعد إلى قمة السلطة فى أمريكا , بعد أن دمرت أمريكا ثلثى الكرة الأرضية وأفرغتها من قياداتها ذات النفوذ والقوة , وهو يتعامل الآن مع أشباح رسمتها أمريكا كرعايا منذ خمسين عاما فى أفريقيا والوطن العربى
فهل رفع العقوبات عن السودان تسوية دولية أم تحالف إستراتيجى ؟ :
الامم المتحدة ترفع العقوبات عن السودان
ماذا قال أعضاء مجلس الأمن عشية رفع العقوبات :
إننا راضون لان السودان استجاب لكل طلباته واشار مجلس الامن انه تلقى طلبات برفع العقوبات من الجامعة العربية وحركة عدم الانحياز والمجموعة الافريقية فى الامم المتحدة ومن اثيوبيا ومصر اللتين كانتا وراء فرض .
العقوبات ( بعد إتهام السودان بمحاولة إغتيال حسنى مبارك فى أثيوبيا ) والسودان من جانبه إتخذ عدة اجراءات ليصبح مؤهلا لرفع العقوبات حيث صادق على جميع الاتفاقيات الدولية التى تدعو : .
( للقضاء على الارهاب )
تعليق :
أولا : أن السودان وبلا أدنى شك جزء من التسويات الدولية الشاملة , واصبح كذلك لتشتت أبنائه وهيمنة القوى التقليدية والتى لايمكن أن تكون إلا من رعايا أمريكا ذات النوايا الخبيثة فى المنطقة العربية , يعنى ما تم ليس بحصافة سياسية أو دبلوماسية , يعنى أدوار مرسومة بعناية حسب خارطة العالم الجديد الذى تقوده أمريكا وأذنابها وجئ بالكومبارس ليقوم بهذا الدور الذى لايقبله حتى مهرج صغير ناهيك عن ممثل .
ومسألة إنخفاض الدولار من 18 ج س إلى 8 ج س ليس ناجما من إنهيار بورصة نيويرك وليس ناجما من التقارب الأمريكى السودانى , بل لأن الدولار محتكر لدى قلة من الناس متحكمين به فى حركة الصادر والوارد فى البلاد للهيمنة على السياسات الإ قتصادية المبنية على إستيراد السلع الرخيصة والمدخلات المغشوشة والسيارات المتهالكة الصنع وهى جديدة من أسواق آسيا , وبالتالى التحكم فى رقاب العباد ودفعهم كالسوام ناحية القطب الأحادى والذى فشلت فيه أمريكا أيما فشل , فشلت فى أن توقف الحروب ونهب ثروات الشعوب وتغول قادة البلاد الفقيرة وتجنيهم على أبناء شعوبهم إلخ وجعل دول المهجر عبارة عن مصيدات لأبناء الشعوب المقهورة تتلقفهم أجهزة الأمن والإستخبارات المرسلة لهم من يلادهم وتتيح لهم تلك الدول – أو دول الأمم المتحدة إذا جاز لنا التعبير بشكل أدق , فالأمم المتحدة فى إحصائية لنا عنها هى لاتستقبل إلا القتلة وسفاكين الدماء الذين تم إطلاق سراحهم من قبل الأنظمة الفاسدة فى أفريقيا والوطن العربى بعد أن أدانتهم الأجهزة هناك , ودعمهم بالدولار بشكل راتب وتوفر لهم حرية الحركة والتملك والتنصت على أبناء دولهم بينما كان الحال افضل إبان " الحرب الباردة " .. وهو ما اشارت إليه أمريكا عبر صندوق النقد الدولى خاصتها والتى رفضت إبان مايو وتم تطبيقها ما بعد مايو تمويها , من خفض للعمالة وتحرير سعر الصرف وتعويم للجنيه السودانى , بمعنى ألا يكون له قيمة فى مواجهة العملات الآسيوية المتدنية القيمة فعليا , ألا ترون أن فى معيتنا من يعبد الإقتصاد الماليزى والأندونسى , ويسبح بحمد قادة تلك الإقتصادات .
ثانيا :
هل الشعب السودانى عرف عنه يوما بأنه يمارس الإرهاب فى داخله أو خارجه ؟ كل العالم يعى أن الشعب السودانى شعب مسالم , ومن أكفاء الكوادر التى عملت فى دول المهجر فى صمت , وحتى المغتربين فى دول الإرهاب مثل بريطانيا وأمريكا وفرنسا لم تسجل لهم دفاتر الشرطة هناك إسما لأحدا منهم , إلا أولئك المرسلين من قبل أعداء السودان فى داخله وخارجه لتسجل الوقائع بإسم السودان والشعب السودانى فكيف يجوز لتلك الدول أن تدرج إسم السودان فى قائمة الإرهاب لتوقيف أبرياء وتجريمهم دون أى وجه حق , ووصلت قمة الخيانة والإنحطاط حينما أدرج السودان من ضمن الدول الراعية للإرهاب فى العالم مشينة بذلك سمعة شعب طيب وأصيل ..
السودان قبلة أمريكا والشعوب الأخرى :
يعد السودان من الدول التى تقع كواسطة للعقد العربى والأفريقى وهى لذلك تعتبر وحسب التركيبة الأنثربولوجية والبيئية والمناخية دولة صعبة المراس , وأنا أعتقد جازما بعد أن أنهت أمريكا والدول الطامعة كل أوراقها فى أفريقيا والشرق الأوسط إتجهوا بكلياتهم ناحية السودان واهمين العالم بحرب فى سوريا وهجوم فى اليمن ومناوشات فى ليبيا , لخطورة السودان وثانيا لتمتعه بكثير من المزايا الطبيعية والإقتصادية فضلا عن ترامى مساحاته وغنيها بالذهب والحديد والكروم , فضلا عن الأراضى الزراعية الواسعة والمراعى المملؤة بالثروة الحيوانية المتنوعة , كل ذلك يجعل السودان من دول التسويات الدولية , التى وقفت حائلا دون أن تعطي فرصة لأبنائه لكى يقدمون للسودان ما يجب أن يقدم إليه من انتاج غزير وخير وفير وعلاقات دولية تتناسب مع حجمه التاريخى والحضارى , غير الإرهاب والصراع الدموى والإقتتال والإختلاسات والسرقات والإرهاب المنظم ..
ولنا عودة
أمين عام حزب المستقلين القومى التلقائى
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.