() الوفاة بالسرطان بلغت 80% في الجزيرة !! () لابد من ميزانية خاصة لمكافحة السرطان !! يصادف يوم الرابع من شهر فبرائر من كل عام ، اليوم العالمي للسرطان والذي يأتي هذه المرة تحت شعار " نحن نقدر ..أنا أقدر " وكل الجهود توجه للفترة ما بين 2016 - 2018 لاكتشاف سبل جديدة للحد من العبء العالمي للسرطان . كان الاتحاد العالمي لمكافحة امراض السرطان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في عام 2005 قد حددوا هذا اليوم العالمي لتكريس نشر الوعي و التعريف بخطورة هذا المرض اللعين . علي حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية يحتل السرطان المرتبة الاولي المسبب للوفاة وخلال العشر أعوام السابقة من 2005 و حتي عام 2015 توفي بالسرطان اكثر من 84 مليون شخص وفي تقارير المنظمة اتضح أن ثلث الاصابات بالامراض السرطانية قابلة للعلاج واضاف التقرير بأن السرطان يتسبب بوفاة ما لا يقل عن 15 مليون شخص كل عام و أن هنالك شخصا واحدا يموت علي الارض بسبب السرطان كل ثانيتين. و جاء في تعريف المنظمة بأن السرطان عبارة عن مصطلح عام يشمل مجموعة من الامراض تصيب كل الجسم ويشار اليها بالاورام و الاورام الخبيثة و أن السرطان ينشأ من خلية واحدة تتحول الي خلية ورمية في عدة مراحل للتحول الي خلية مسرطنة نتيجة تفاعل عوامل جينية تلعب فيها عوامل خارجية مادية مسرطنة مثل الاشعة فوق البنفسجية و الاشعة المؤينة (الاشعة السينية واشعة قاما ) ، العوامل الكيمائية المسرطنة ، مثل الاسبستوس و مكونات دخان التبغ والافلوتاكسين (ملوث غذائي يوجد في الفول السوداني بكثرة ) والارسنيك ملوث في المياه اما العوامل البايولوجية المسرطنة ناجمة عن بعض الفايروسات و الجراثيم والطفيليات . اشارت المنظمة انه من المتوقع زيادة حالات الاصابة بالسرطان الي 70% في العقدين المقبلين و أن أكثر اعضاء عرضة للسرطان هي الرئة ، البروستات ، القولون ، ، المعدة وسرطان الكبد الي جانب سرطان عنق الرحم للنساء . يطرحها / حسن وراق السرطان في السودان ! من خلال ما تنشره منظمة الصحة العالمية و الجمعية الدولية لامراض السرطان والتي أشارت الي انتشار مرض السرطان بزيادة بلغت 20% خلال السنوات ال 10 الماضية حيث اظهرت الفحوصات إصابة 12 مليون شخص سنويا والسودان من ضمن البلدان التي ينتشر فيها السرطان بشكل مزعج واصبح قضية تجاوزت حدود الرأي العام لتصبح قضية الساعة الآن ، تستحق ان تجد التعبئة من كل وسائل الاعلام و اهتمام الجميع مسئولين و مواطنين لان الامر استفحل وأصبح معدل الاصابة بالمرض لا يصدق وكل التقارير الواردة من مركز علاج السرطان في ولاية الجزيرة يفيد بأن هنالك يوميا 10 حالات جديدة تتردد علي مستشفي ودمدني في مركز ابحاث السرطانات الذي لا يف بمتطلبات المرضي الذين تتزايد اعدادهم من كافة ولايات البلاد لجهة ان مركز ودمدني ، الثاني علي نطاق البلاد بعد مستشفي الذرة بالخرطوم . تعتبر الولايات الشمالية ممثلة في نهر النيل والشمالية من اكثر المناطق المتأثرة بانتشار هذا الداء اللعين وتاتي ولاية الجزيرة في المرتبة الثانية ثم ولايات كسلا والبحر الاحمر ودارفور علي حسب الاحصائيات التي ينشرها تباعا مركز ابحاث السرطان بودمدني . علي الرغم من عدم وجود اسباب مباشرة للإصابة بهذا الداء اللعين إلا أن ما يجمع عليه العلماء من مسببات رئيسية لها علاقات بهذا المرض منها الاكسدة و الاشعاعات و بعض التاثيرات الكيميائية ما يؤكد ذلك ، المناطق التي ينتشر فيها السرطانات هنالك قواسم مشتركة لتأثيرات مرتبطة بالبيئة المتهم الاول في انتشار هذه السرطانات و من خلال الكثير من الشواهد و الافادات و كلها تدور حول تورط بعض الجهات والأشخاص مع بعض الجهات الاجنبية ، قاموا بالتخلص من بعض المخلفات الخطرة والتي تعرف بالنفايات المسرطنة لاحتوائها علي مواد مشعة تم دفنها في مناطق متفرقة من البلاد وفي فترات سابقة منذ الفترة المايوية حيث انتشرت اخبار قيام بعض الجهات بدفن نفايات في صحاري بيوضة والعتمور في الشمالية وفي غرب البلاد بطريقة سطحية ولعلها من اخطر الافادات . دفن النفايات أصبح بزينس (الملينيوم) كالمتاجرة بالبشر وسرقة الآثار و تجارة المخدرات . السرطان في الشمالية : تتداول الوسائط قبل أيام مقاطع صوتية لصحفي بجريدة الانتباهة و معه تيم قاموا بزيارة لمنطقة وادي بشارة بنهر النيل و هنالك وجدوا العجب ، مقبرة لنفايات مشعة بشهادة الوكالة الذرية للطاقة التي فحصت العينة . قيام شركة ألمانية عام 1984 بدفن تلك النفايات وهنالك مستندات و وثائق قدمها احد المحامين حول المناطق التي تم فيها الدفن بالإضافة الي اسماء متورطين و خرط و الاهم من ذلك اعتراف السفارة الالمانية بان ذات الشركة قامت بدفن عناصر مشعة في دولة زائير وجراء التصعيد الشعبي هناك اجبرت السلطات الالمانية الشركة المتورطة بتشييد 18 مستشفي في زائير . تري سفارة المانيا ضرورة التصعيد الشعبي و الاعلامي حتي تجبر الشركة المتهمة بالمساهمة الفاعلة في درء آثار المرض و هذا حق اصيل و لكن بعض الجهات النافذة قامت بالتهديد حتي لا يتم اي تنوير اعلامي حول هذه القضية . علي صعيد انتشار السرطانات في الولايات الشمالية بسبب دفن النفايات المسرطنة هنالك إفادة في غاية الاهمية من البروف كمال حمد مدير مستشفي الذرة بأن (أي أنساني يتوفي في الشمالية ما لم يكن بحادث حركة أو ذبحة فإن الوفاة حتما ،ستكون بالسرطان ). هذه شهادة اختصاصي دامغة و من ابناء المنطقة لا تحتاج لتوضيح . السرطان في الجزيرة ! انتشار السرطانات في الجزيرة مرتبط بالمبيدات المستخدمة في مشروع الجزيرة التي اصبحت مكون اساسي للتربة و انتقلت للنبات و الحيوان علاوة علي تاثير مقبرة النفايات بالحصاحيصا والتي دفنت فيها حوالي 500 طن من المبيدات الفاسدة بطريقة عشوائية كانت نتيجتها انتشار كثيف للمرض لدرجة أن نسبة الوفاة بالسرطان وصلت الي 80% . انتشار السرطان في السودان يتطلب تجاوب و إهتمام جاد من الحكومة و اعلان حالة الطوارئ و مناشدة المجتمع الدولي للعون حتي لا نصبح ذات يوم ولا نجد مواطنين في الشمالية و في الجزيرة . السرطان مرض لا يفرق بين مسلم و كافر ولا بين مؤتمر وطني أو حركة شعبية ، كلنا عرضة للإصابة بهذا المرض . هنالك تصريح في غاية الخطورة من مدير إدارة المبيدات والسميات في جامعة الجزيرة قبل عامين ، حول اختفاء مئات الآلاف من الأطنان من المبيدات بمشروع الجزيرة في ظروف غامضة، أثارت حالة من الذعر والخوف خاصة و أن اختفاء هذه المبيدات حدث إما بتوزيعها او بيعها للمزارعين او بدفنها في الارض وفي كلا الحالات يظل الخطر قائم بانتشار السرطانات بين المواطنين و اضاف المدير بأن هنالك 345 مخزن للمبيدات بمشروع الجزيرة ويتطلب التخلص من المبيدات الفاسدة اجراءات تتم في الخارج وتبلغ تكلفة ابادة الطن الواحد في التسعينات حوالي 4 الف دولار أما الآن تكلفة التخلص من الطن تبلغ 20 الف دولار . من واقع التقرير الصادر من المعهد القومي للسرطان بولاية الجزيرة وهو بمثابة مركز تعليمي و علاجي متخصص في امراض السرطان(مستشفي الذرة بودمدني) فإنه يقدم خدماته لجميع المواطنين سيما وهو يعتبر المركز الثاني لعلاج السرطان بعد مستشفي الذرة في الخرطوم وبازدياد معدلات المرض وتعرض مستشفي الذرة بالخرطوم لتعطل عدد من اجهزته نتيجة للضغط الكثيف يصبح المعهد القومي للسرطان بودمدني الملاذ الوحيد بعد مستشفي الذرة لجميع حالات مرضي السرطان في السودان و من واقع آخر الاحصائيات فإن نسبة التردد علي عيادات المعهد في شهر ينائر 2016 المنصرم وحده بلغت حوالي 1458 حالة سرطان بينما بلغت الحالات الجديدة لذات الشهر حوالي208 حالة بينما بلغ دخول العنابر 267 حالة في شهر ينائر منها 92 حالة وسط الرجال و 127 من النساء و 48 وسط الاطفال تلقي الجميع خلال ينائر حوالي 533 جرعة مقابل 1972 جرعة علاج بالأشعة بينما بلغ عدد المترددين في شهر فبرائر الماضي حوالي 1327 حالة الحالات الجديدة حوالي 174 حالة بينما قفز العدد لدخول العنابر الي 280 حالة . التقرير جاء فيه بأن الحالات الجديدة التي استقبلتها مستشفي الذرة بودمدني حتى نهاية مارس الماضي (قبل شهر) حوالي 570 حالة . من داخل عيادات مستشفي الذرة بودمدني هنالك تزايد ملحوظ في أعداد المرضي حيث يتطلب الامر إجراء دراسات متخصصة للحد من انتشار المرض و زيادة الاهتمام بمستشفي الذرة بودمدني لجهة انها المستشفي الثاني و الاخير علي مستوي القطر حيث يتطلب الامر ضرورة بذل مزيد من الاهتمام و معالجة مشاكل الاعطال وقلة الاجهزة ورفع ميزانية المستشفي الي جانب اهمية ايجاد حلول جغرافيا لمحاصرة المرض في أكثر الاقاليم المتأثرة بهذا الداء اللعين عن طريق اقامة مراكز للكشف المبكر و اقامة مستشفيات جديدة تراعي توزيع المرض جغرافيا . الحصاحيصا محور السرطان في السودان ! اوردت الاممالمتحدة تقريرا خطيرا في عام 1991 جاء فيه ((لقد بلغت كميات المبيدات التالفة الموجودة داخل القارة الافريقية حدا خطيرا حيث قدرت ما بين 20000 الي 60000 طن متري يوجد منها ما يزيد علي الالف طن دون حساب ما يقرب من 500 طن دفنت في ما يعرف بمقبرة مبيدات الحصاحيصا علي بعد كيلومتر ونصف غرب النيل الازرق )) من موقع مخازن المبيدات التابع لمشروع الجزيرة وعند محطة قرشي 4 كيلومتر شمال الحصاحيصا وفي العام 1987 انطلقت الكارثة الكبري لأكبر تلوث بيئي عرفه السودان والقارة الافريقية . كميات كبيرة من براميل المبيدات السامة والتي حُرِّم استعمالها نظرا لخطورتها علي الكائنات الحية والإنسان علي وجه الخصوص وهذه المواد السامة تحتوي علي مادتي DDT والاندوسلفان (دايانا) التي دار حولها جدل عالمي بتحريمهما لاحتوائهما علي ترسبات مسرطنة في الدم . جراء التخزين الخاطئ في العراء مباشرة ولفترات طويل ادي الي تأثر البراميل التي تحتوي علي هذه المبيدات القاتلة بالتعرض لحرارة الشمس ومياه الامطار ،أفضي الي تآكل البراميل بفعل الاصداء لتتم عملية تسرب كميات كبيرة من هذه المبيدات علي الارض مباشرة . وعندما صدرت التوجيهات بحظر استخدام هذه العينة من المبيدات لجأت ادارة المخازن الي التصرف ببيع البراميل بعد افراغها من المبيد بسكبها علي الارض مباشرة وعندما فاحت الروائح المنبعثة وأصبح من المتعذر احتمال ذلك ، لجأت ادارة المشروع الي ، طمر المبيد المتجمع علي وجه الارض بالتراب سطحيا واستخدام القطن والبذرة لامتصاص المواد السائلة وهكذا قامت ادارة مشروع الجزيرة بارتكاب اكبر جرم بحق مواطني الحصاحيصا الذين تضرروا كثيرا شأنهم كمواطني شيرنوبل في جمهوريا اوكرانيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) بعد كارثة المفاعل النووي ومواطني بوبال الهندية التي مات العديد منهم اثر تسرب الغازات السامة . يقضي المتسببون في هذه الكوارث عقوبة السجن لارتكابهم جريمة ضد الانسانية بعد ان تم تعويض اسر الضحايا . من تسببوا في كارثة مبيدات الحصاحيصا طلقاء لم تطالهم يد القانون ولم تقم السلطات بتقديم اي تعويض للمتضررين وللمدينة المنكوبة . الجهود الشعبية لمكافحة السرطان ! في ظل الغياب التام للحكومة و عدم اهتمامها بتفشي داء السرطان لابد من مواجهة انتشار المرض عبر الوسائل الممكنة ولابد من الاشادة بالمجهود الشعبي لمنظمات المجتمع المدني التي تصدت للمكافحة عبر التعريف بخطورة المرض و تشجيع الكشف المبكر و تقديم المساعدات اللازمة وعلي رأس تلك المنظمات ما يعرف برابطة اصدقاء مرضي السرطان (راما) في ودمدني التي تقوم بجهود جبارة في دعم فواتير العلاج لمرضي السرطان و تقديم الدعم النفسي و اللوجستي . في مدينة الحصاحيصا اسفر الدعم الشعبي عن قيام جمعية اصدقاء مرضي السرطان (عافية) والتي نجحت مع بعض ابناء الحصاحيصا بقيادة الدكتور كمال عبدالقادر وكيل وزارة الصحة الاسبق في إقامة مركز حاجة السُنة للكشف المبكر عن السرطان بمستشفي الحصاحيصا مزود بكل الاجهزة اللازمة . الدور الشعبي لمكافحة السرطان لا يعف الحكومة من القيام بواجبها في رصد ميزانية خاصة و اقامة عدد من المستشفيات و المراكز المتخصصة و تدريب الكوادر الصحية و الطبية حتي نستعد للانتشار المزعج لهذا الداء اللعين كما جاء في تقرير منظمة الصحة العالمية .