أرسل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مساء أمس الأربعاء خطابًا جديدًا للاتحاد السوداني يفيده بأنه على علم بتطورات "العملية الانتخابية" والتي أشار الخطاب فيها ضمنيًا إلى تدخلات الحكومة السودانية في الأمر. خطاب "فيفا" للاتحاد السوداني هو الثاني بعد خطاب 27 أبريل/نيسان الماضي والذي طلب فيه سكرتير الاتحاد السوداني مجدي شمس الدين المحامي، مهلة لإجازة النظام الأساسي، وأما الخطاب الثاني فجاء بتاريخ 30 أبريل، ويتضمن حماية كاملة للاتحاد السوداني في إدارة النشاط حتى يوم 30 إكتوبر/تشرين الثاني الذي ستتم فيه الانتخابات. خطابا "فيفا" يعني عمليًا بدء تعديل مسار الكرة السودانية من جديد من حيث الكم والكيفية التي يجب أن تدار بها "الهرم الإداري". وكانت فترة عمل الاتحاد الحالي قد إنتهت في يونيو/حزيران 2016، وجرت الكثير من الوقائع القانونية لتضع الكرة السودانية في المسار الذي يريده "فيفا" فيه، بداية من تعديل قانون الشباب والرياضة وتوقيع اتفاقية نموذجية بين اتحاد الكرة السوداني والحكومة السودانية، وتكوين لجنة بواسطة اتحاد الكرة لمطابقة نظامه الأساسي بنظام "فيفا"، قبل يتدخل حاكم شمال كردفان وينقل عمل اللجنة الأولى لمطابقة النظام الأساسي ويكون لجنته الخاصة لذات الغرض، ثم قيام جمعية عمومية طارئة يوم 5 أبريل قامت بإجازة النظام الأساسي وحددت يوم 30 من ذات الشهر لإجراء الانتخابات. وأقيمت الجمعية العمومية لانتخاب مجلس إدارة تحت ظل ظروف معقدة ما بين تدخل "فيفا" المفاجئ بتوجيه الإتحاد السوداني لإيقافها، وما بين إصرار لجنة الإنتخابات على قيامها متمكسة بتفويض منحته لها جمعية 5 ابريل. وأدت كل تلك الخطوات إلى تداعيات جديدة ، منها انتصار الاتحاد السوداني في معركته الخاصة، وخسارة أغلبية ذات مصلحة "مجموعة الإصلاح والنهضة" لكل خطواتها للفوز بالانتخابات. الوضع الجديد خلط أوراق العملية الانتخابية، وسيؤدي إلى دخول لاعبين جدد ومؤثرين في العملية الانتخابية، مثل نادي المريخ السوداني الذي سيسعى لتعديل وضع مجلسه من مجلس مؤقت ومكلف إلى مجلس منتخب ليتمكن من اكتساب شرعية تمنحه حرية التحرك لترجيح كفة إحدى المجموعات المترشحة. إلى جانب توقع كبيرة بظهور شخصيات ومجموعات جديدة لخوض غمار الانتخابات، إلى جانب أن مهلة فترة الأشهر الخمسة كافية لتغيير الكثير أعضاء الجمعية سواء في أندية الممتاز أو الاتحادات المحلية. وفوق كل ذلك فإن الحكومة السودانية ممثلة في وزارة الشباب والرياضة أدركت الآن أين تقف من العملية الإدارية باتحاد كرة القدم السوداني، بينما يتردد سؤال بقوة من هو المستفيد من هذا الوضع الجديد بالكرة السودانية ؟