ولدعبد الرحمن وقيع الله (بلاص) ، عام 1938م بالسقاي ريفي مروي بالولاية الشمالية، درس الأولية والوسطى بمنطقته ثم بعدها خرج من (البلد) و تجول في عدة مناطق بالسودان ، البحر الأحمر ،النيل الأزرق ، كردفان ثم الخرطوم حيث استقر به المقام. عمل أول مرة مساعداً في عربات النقل العام ثم التحق عسكرياً ببوليس النيل الأزرق ثم أخيراً اتجه للصحافة التي عشقها و عمل محرراً بمجلة الإذاعة السودانية في عهد العملاق محمد مفتاح الفيتوري. الذي استفاد منه كثيراً في مسيرته الإعلامية. عرف بلاص باستطلاعاته الجرئية والجادة مع الكتاب والأدباء حول قضايا الفكر والأدب. كان يكتب (نماذج بشرية) وهي خواطر أدبية اسبوعية . كان بلاص موسوعة إذ امتلك ذخيرة معرفية ثرة من خلال دراساته المسائية وقراءاته العامة ، فقد كان يقضي ثمان ساعات يومياً في القراءة والإطلاع. كان لصيقاً بجده حسين ود الهرم، صاحب الصوت الجميل الرنان الذي كان يردد به مدائح حاج الماحي وغيرها بطريقة أخاذة، وكان بلاص يستمع إليه بكل جوارحه وتشرب منه كل الأنغام والألحان والصوت الشعبي. عرف بلاص في بداياته بمشاركته الراتبة في ليالي المديح التي يقيمها شباب الختمية بالسجانة وديوم بحري وكان هذا مدخله لعالم الغناء ،إذ بدأ الغناء في عام 1952 واكتسب عضوية اتحاد الفن الشعبي، بداياه مع الإذاعة كانت في أوائل العام 1960م عبر استضافته وعدد من الأصدقاء في برنامج (صفحات على الهواء) الذي كان يقدمه الأستاذ الفيتوري، وكان محور الحلقة يدور عن الفن والغناء بمنطقة الشايقية، وتغنى وقتها ببعض الأغنيات خلال الحلقة، فانهالت الخطابات على البرنامج تطالب بالمزيد من الأغاني، وانطلق مشواره مع الإذاعة بعدها.. وأول أغنية قدمها هي (الشفة) للشاعر حدربي محمد سعد. وتميز بلاص بالأعمال التراثية الفلكلورية وذاع صيته من خلال برنامج ربوع السودان باذاعة أم درمان.الذي كان يبث مساء كل أربعاء ويستمع إليه جمهور عريض في كل أرجاء الوطن ومن أشهر أغنياته: الزلال – يامريسيل = زولي – صابرة عشاء البايتات – يااب ذوق) . في منتصف خمسينات القرن الماضي أنشأ بلاص فرقة للفنون الشعبية وبدأها بخمسة عشر عضواً وكانت تجري بروفاتها ليلاً بميدان المولد ببحري (مكان مستشفى أحمد قاسم الحالي)، بداية الستينات انضمت للفرقة ثمانية من العناصر النسائية ،في عهد الرئيس إبراهيم عبود وبعد أن أصبحت فرقة كبيرة ،انتقل بالبروفات الي خشبة المسرح القومي بأم درمان الذي لم يكن قد افتتح بعد حيث كان تحت رعاية اللواء محمد طلعت فريد. شاركت الفرقة في حفل افتتاح المسرح فنالت اعجاب واستحسان الحضور مما حدا بالسيد طلعت فريد وزير الاستعلامات والعمل للصعود علي خشبة المسرح مشيداً بالفرقة ومعلنا عن تبرعه الكبير لها. وبعدها أصبحت الفرقة تشارك في كل المناسبات الرسمية والشعبية وامتدت مشاركاتها الي خارج الحدود فوصلت إلى مصر والجزائر. وفي عام 1967م بعد قيام معهد الموسيقى والمسرح والفنون الشعبية ساهم في قيام الفرقة القومية للفنون الشعبية وتولى الإشراف والإدارة بمساعدة خبير روسي في الرقص. لم يكتف بلاص بكتاباته في الصحف السودانية بل اسهم بقدر وافر في إثراء المكتبة السودانية بالقصص فجاءت مؤلفاته :. 1/ المرتبة وقصص أخري. 2/من المخلاية (أربعة كتب). 3/ الأبونيه.4/ نماذج بشرية. 5/ أنغام طمبور 6/ تعاملت معهم 7/صوروحكايات من تراث الشايقيه الشعبى . 8/الزواج عند الشايقيه زمان. و يُعتبر الفنان بلاص من أوائل الموثقين لتُراث الشايقية توفي بلاص الي رحمة مولاه يوم الخميس 4 مايو 2017 م. رحمه الله رحمة واسعة . اخر لحظة