بسم الله الرحمن الرحيم بيان هام إعلان المطالبة بالحكم الذاتي و خروج الجبهة الشعبية المتحدة عن* الحوار الوطني ( الأكذوبة ) التحية لشعب البجا و لثوار شعبنا الأمجاد والحرية لسوداننا الذي يقتله ويمزقه نظام التمييز العنصري معلومٌ إنّ الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة بقيادة رئيسها ومؤسسها ونائب رئيس الجبهة الثورية سابقاَ الاستاذ سيد علي أبوامنة - والتي هي عضو الجبهة الثورية السودانية و عضو نداء السودان - كانت قد قررت في العام الماضي تجربة الفرصة التي اُعتقد إنها قد اتيحت من خلال منبر للحوار كان يمكن أن يكون أوسع من المنابر التي سبقته و التي سعى النظام والوسطاء لحصرها في مسارين محددين اما في مسار المنطقتين ( جبال النوبا والنيل الازرق )، أو في مسار دارفور عبر إلحاق الحركات بوثيقة الدوحة، مما جعل قضية إقليم البجا/شمال شرقي السودان خارج اطار الاهتمام وخارج المسارين، و كان ذلك في منبر أديس أبابا برعاية الوسيط الافريقي تابو مبيكي و أعضاء آليته الذين نصحوا الفصائل غير المسلحة بالانضمام للحوار الوطني مؤكدين على جدواه و ضماناته، فكان انضمام الجبهة الشعبية للحوار الوطني ( المزعوم ) بقاعة الصداقة بالخرطوم، إثر تأكيدات مباشرة من رئاسة الجمهورية و لجنة الحوار باستصحاب رؤية الجبهة في حل قضايا البلاد عامة و شرق السودان على وجه الخصوص، و كذلك ضمان عدالة المشاركة في المؤتمر و التعهد بوضع رؤى الجبهة ضمن التوصيات و تنفيذ المخرجات و تأكيد تمثيل القوى المشاركة في لجنة 7+7 بتوسعتها ، الا ان الأمر في محصلته أصبح مجرد مهرجان سابق الإعداد و النسج، و حشد مفبرك سلفاً تتلاعب ب(مجرياته) و (تفاصيله) و (مشاركيه) و (خاتمته) الاجهزة الأمنية للنظام و الحزب الحاكم بتزييف الإرادة و التلاعب بتوصيات اللجان و المخرجات و تغييرها بان تعرض على المشاركين توصيات فيها رؤيتهم فيوافقون عليها، بينما تأتي التوصيات النهائية مختلفة تماما عن التي عرضت اولاً، هذا غير التنكُّر للحريات التي هي أساس كل شيئ، و غير الوصاية والغش والخداع الذي مورس في كل مراحل سير الحوار (الأكذوبة)، بدأ من رفض تسجيل الأحزاب حتى لا تستوفي المعايير التي سبق أن وضعتها الحكومة للمشاركة و منها أن يكون الحزب مسجلاً،* الى الاصرار على تصنيف بعض الاحزاب السلمية واعتبارها ضمن الحركات المسلحة، و تمزيق الحركات و تفتيتها لاضعاف فعاليتها داخل مؤسسات الحوار و من ثم اضعاف تمثيلها في الحكومة القادمة - كعادة النظام - وإقصائها عن المشاركة الفاعلة، و ذلك باستخدام الأساليب القذرة مثل الفتن و الدسائس و الاشاعات و غير ذلك. و بعد طول صبر على مل ما ذكر من تجاوزات واحتمالِ لكل الصعاب و التعقيدات في سبيل أن يحتكم القائمون على هذا المؤتمر المفبرك لصوت الوطن المصاب، وبعد تكرار الطرق على مواطن الخلل لم نجد من رئاسة الجمهورية سوى التعنت و اغلاق الابواب والتجاهل و الصمت والإبعاد من كل اللجان و الاجتماعات و اللقاءات، مع عرض هزيل بالمشاركة على مستوى موقع وزير ونائب والي وموقع تشريعي ولائي، و بعد تأكدنا التام من عدم رغبة الحكومة وحزبها وأجهزة أمنها و رئاستها في أن يتم تنفيذ مخرجات الحوار بشكل محايد، أو في منع مؤسسات الحكومة من التلاعب بالقوى المشاركة و بالتوصيات والمخرجات وشكل مشاركة القوى التي ائتلفت لأجل الوطن وليس لصالح اعادة تزيين حكومة البشير و اعادة تدويرها وسرقة الأمل السوداني بان يشارك الجميع في اعادة بناء السودان بما يضمن (الحريات) و ( العمق القومي الفعلي) و محاربة (العنصرية) و تفريغ الأحقاد و إطفاء الحروب التي تستعر بكل جنبات الوطن الذي يموت بين رحى العنصرية العميقة للنظام المزمن والممثلة في أجهزة النظام الأمنية المتعددة وسندان المؤتمر الوطني الذي يتهاوى تحت ضربات براغماتية النظام الوصولي الجديد الذي يتشكل الان، والذي سيحطم ما تبقى من السودان بناء على عدم كفائة من يستخدمهم الطامعون لابتلاع بلادنا و استخدامها كعبد عالمي مقابل الإبقاء على النظام بشكله الجديد غير المؤهل للقيادة - و بالاحرى غير ناضج فكريا او من حيث القدرات والشرعية لقيادة وطن بحجم السودان، ولا يمتلك الارادة والمعرفة لتفكيك مشكلات بقدر تعقيد مشكلات السودان - و بعد تأكدنا من عدم التزام رئاسة الجمهورية بتعهدها بتنفيذ المخرجات استنادا على كل ما ذكر، قررت قيادة الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة برئاسة القائد سيد علي أبوامنة الآتي : أولاً : إعلان رفض الجبهة لمقترح المشاركة المقدم من الرئاسة، و الخروج والنأي التام عن هذه المهزلة التي سميت باطلاً بالحوار الوطني بالخرطوم، و الإنضمام للسواد الأعظم من السودانيين في مسيرتهم المستمرة لتحرير البلاد من هذه الطغمة الفاسدة التي تنتهج العنصرية والتمييز العرقي والمحو و الإبادة العرقية أساسا و قانوناً غير معلناَ لحكم البلاد ضد كل من يرفض الخضوع والاذعان والاستسلام. ثانيا : تعلن الجبهة إن الحوار الوطني المزعوم لم يكن مُدارا بحياد، و تم فيه التزوير والخداع والاملاء و تعويق المشاركة الحرة، وبالتالي تم توجيه مخرجاته بواسطة الحكومة في تزوير واضح لارادة الشعب واعطاء الحكومة العنصرية القابضة والنظام العنصري العميق والمزمن شرعية زائفة، بغرض اعادة تدوير النظام ذاته، بالتالي نؤكد انه (ليس حواراً وطنيا ) و إنه (لن يحل اي مشكلة وطنية)، انما هو (تحالف للتيار الاسلامي الإخواني) بشقيه ( الشعبي والوطني) و هو أمر خططت الحركة الاسلامية السودانية لجمع صفها عبره لتخدع العالم مرة أخرى كما فعلت في بداية الإنقلاب على الديمقراطية والشرعية، و هو ما سيفاقم القضايا و يزيد الفتن والفرقة و سيشعل المزيد من الحروب في بقية الاطراف المحبطة بعد أن علّقت آمالها بالسلام - تلك الآمال التي اهدرها النظام الدموي المزمن و اجهزته الامنية والسياسية العنصرية. ثالثا : نعلن إن رؤية الجبهة الشعبية التي قدمناها للجنة الحوار والتي قامت على محاور الحكم الستة وشملت النظام الفيدرالي القائم على الاقاليم الحاكمة لنفسها والمشارِكة في حكم المستوى الفيدرالي بما يوازي قدراتها، والمجلس الرئاسي المنتخب من كل الاقاليم، و حكام الاقاليم المنتخبين، والهيئة التشريعية التي تتضمن مجلس أهلي للادارة الأهلية،* ومجلس أقاليم قومي، بجانب البرلمان القومي، و مجالس إقليمية بالاقاليم، و اجراءات للمحاسبة، و أن تُخصِص الأقاليم نسبة محددة من اموالها للمركز لمقابلة المسؤوليات الفيدرالية المعروفة فقط - نؤكد بانه لم يتم تضمينها أو وضعها ضمن التوصيات والمخرجات النهائية - حسب ما أظهر لنا في النسخ التي عُرضت علينا ثم سحبت، و كذلك تم تغييب الكثير من الرؤى والتنكُّر لأهم التوصيات وأكثرها ارتباطا بالتغيير الحقيقي و تفكيك القضايا الأساسية و الأهم في البلاد وهي ما تعلق بالحريات وقانون الأمن. رابعاً : تؤكد الجبهة إن الحكومة التي تم إعلانها مؤخراً بواسطة نائب رئيس الجمهورية ما هي إلا قناع على ذات الوجه الإرهابي القديم لحكومة الرجل الواحد التي أريد تمويه ملامحها بإفتعال حوار مزيف وبالتالي خداع العالم، و نحن إذ نؤكد ذلك فاننا نتبرأ من مشاركتنا في ذلك الحوار ونتبرأ مما عرف ب الوثيقة الوطنية و نعلن رفض قيادة الجبهة والاعتذار عن قبول ماقدم لها من مقترح للمشاركة و نعلن عودة الجبهة لموقفها الاصيل في النضال لأجل القضايا التي أسست لأجلها بعد إنكشاف خدعة حوار جهاز أمن البشير. خامساً :تؤكد قيادة الجبهة الشعبية لجماهيرها في إقليم البجا و للشعب السوداني كافة و للقوى الوطنية السودانية ممثلة في نداء السودان بكل فصائله وللوسيط الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة واعضاء الترويكا بأن ماتم في قاعة الصداقة بالخرطوم لم يكن حوارا سودانيا حقيقياً، و كان يفتقر لكل مقومات الحوار الوطني المعروفة، وقد شهدنا ذلك من خلال انضمامنا له سعياَ للسلام، فتأكد لنا من داخله بانه كان محض مهرجان صوري لخداع العالم و المجتمع الدولي و الوسيط الافريقي و القوى السياسية السودانية، و نناشد الجميع للدفع باتجاه تأسيس منبر شامل لحوار حقيقي تديره جهة محايدة و تشرف عليه المؤسسات الأممية و يقوم على المعايير المعروفة والمتبعة و لا يخضع لارادة الأجهزة الأمنية للدولة ، و إلّا ! فان السودان سوف تتآكله الحروب ويصبح مستنقعا عالمياً لتصدير الارهاب والموت واللا إستقرار. أخيراً : تؤكد الجبهة الشعبية استمرارها في درب النضال - بكل الوسائل - متمسكة بحق الإقليم في الحكم الذاتي، و ذلك بالعمل مع الجميع لتغيير نظام الخرطوم نظام التمييز العنصري بكل الوسائل الممكنة، و تعلن تمسكها برؤيتها المذكورة اعلاه، و بحق أبناء كل الأقاليم السودانية المعروفة الأخرى في (ادارة أقاليمهم كاملة) مع (المشاركة في حكم المركز) بما يكافئ إسهام الإقليم الشامل بشريا وإقتصاديا و حضاريا ..الخ، و إننا لا نعتبر ذلك منحة يتصدق بها القصر الجمهوري على أصحاب البلد، انما حق أصيل لا ولن تقوم للسودان قائمة بدون اعتماده اساساً للحكم الفيدرالي الواضح، و تحذر الجبهة بانه اذا ما تمكن النظام من اقناع العالم بهذا الحوار و أعاد انتاج نفسه بوجه جديد ، فسيكون ذلك بداية النهاية لما عُرف بالسودان بشكله الحالي، وستكون الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة أول من سيطالب بحق تقرير المصير لاقليم البجا و الاستقلال التام عن هذا الكيان الهيموجيني العنصري المختل، حيث لا يمكن للعالم ان يرغمنا كشعوب متعددة للبقاء غصبا تحت نير نظام عنصري و دموي متجبر. و ستقوم أيضاً قيادة الجبهة الشعبية بتنوير شامل لقيادة نداء السودان ممثلة في السيد الإمام الصادق المهدي و قيادة الجبهة الثورية السودانية ممثلة في د.جبريل إبراهيم والوسيط الأفريقي والمبعوثين الأمريكي والأوربي وجميع المراقبين الأممين والدوليين حول حوار البشير الأكذوبة و المخاطر المحدقة التي ستسفر عن هذه الألاعيب التي يقدر ثمنها بوطن كامل وإستقرار إقليمي شامل. سنحرر بإذن الله أرضنا من العنصرية والارهاب مهما كلف ذلك من زمن و من جهد و أرواح ثورة حتى النصر و التحية لشهداء البجا الأحرار ولكل شهداء الوطن