يتم الإعلان عن زيارة لقائد القوات الأمريكية بافريقيا للسودان،من أجل مباحثات مع قادة عسكريين هنا،وفي نفس الوقت تحمل الأنباء خبراً عن فك الحظر عن اموال حكومية كانت مجمدة بأمر الولاياتالمتحدة.. ويهوي سعر الجنيه للحضيض مقابل الدولار والعملات الأجنبية،فينتشر خبر زيارة المغرب والودائع الدولارية المنهمرة من السعودية والقرارات القادمة لبنك السودان التي ستخفض سعر الدولار .. واستنتج عزيزي القارئ ما بين سطور الأخبار أعلاه،لتعرف كيف تعمل الآلة الإعلامية الأمنية والطفيلية من أجل تسويق الأجندة الإمبريالية في بلادنا،وهي أجندة العمالة والإرتزاق . واعرف عدوك يا أيها السوداني الشهم،المناضل وهو نظام الإنقاذ ومن دار في فلكه،وهم يريدون تحويل السودان لقاعدة أمريكية في افريقيا لضرب مقاومة الشعوب .. وهم يودون مسح تاريخ السودان الذي ناضل وقاتل وساند حركات التحرر الإفريقية في الكونغو وانجولا وجنوب افريقيا،وزيمباوي وموزمبيق،وغيرهم من دول افريقيا. وهم يودون مسح صفحة النضال مع الفلسطينيين،حين يعلنون عزمهم على إقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل . وهم يلغون مصطلح السيادة الوطنية من القاموس حين يوافقون على ان توضع السياسة الاقتصادية في واشنطون،وأن تباع الأراضي للأجانب،وأن يسلم ميناء بورتسودان لجهة أجنبية،وأن يشارك السودان في حرب اليمن،وأن تصبح الفشقة قطعة أرض اثيوبية،وأن تخرج حلايب من حضن الوطن..وكل ما جرى قبض ثمنه مقدماً،مثلما انفصل الجنوب بقرار امريكي لقاء حوافز سياسية ومالية كما انكشف ذلك مؤخراً. وليس غريباً عليهم هذا التاريخ المخزي،فقد شاركوا في نظام المخلوع نميري الذي نقل اليهود الفلاشا لاسرائيل،وباعوا من قبل إخوانهم في الجبهة الوطنية حين خذلوهم أول مرة في انقلاب 1976،وهربوا من المعركة،ثم صالحوا النميري في 1977،ثم انقلبوا على النظام المنتخب ديمقراطياً في 1989،ثم انقلبوا على أي اتفاقية وقعوها مع أي طرف سياسي،بما في ذلك نيفاشا،زد على ذلك فقد باعوا(كارلوس)لفرنسا وهو الذي استجار بهم يوماً ما،وكادوا أن يبيعوا بن لادن لولا أنه هرب في الوقت المناسب. وعبر تاريخ السودان الحديث الملئ بالديكتاتوريات،كان النضال يحتدم من أجل إسقاطها واسترداد الديمقراطية،الآن هذا النضال يستهدف فيما يستهدف بقاء السودان(أو ما تبقي منه)دولة ذات سيادة.فالاراضي الشاسعة التي بيعت للأجانب صارت محميات أجنبية،والمؤسسات التي صفيت ومنحت للأجانب صارت من أملاكهم،والديون الأجنبية التي تثقل كاهل الإقتصاد ستسدد مقابل أراضي أو موارد أخرى تمنح للدائنين،والسدنة المحليين والأجانب في سباق مع الزمن لتصفية السودان من أي موارد وثروات..بما فيها الثروة الحيوانية والتي صدروا إناثها للقضاء عليها. من يقف متفرجاً إزاء هذه الكوارث التي تحيق ببلادنا فهو خائن،ومن شارك مع النظام فهو أصلاً خائن،ومن يخذل الشعب في انتفاضته القادمة فهو خائن،ومن يغازل النظام من أجل الحوار والمشاركة فهو خائن. وحرفة الخونة هي الهروب حين يحتدم الوطيس،هيا إلي المعارك .. [email protected]