اتهم سكان قرية في شرق الصين شرطة مكافحة الشغب بالإفراط في استخدام القوة، أمس، لإخماد احتجاج استمر 3 أيام ضد مصنع للألواح الشمسية في شرق الصين، اتهموه بإلقاء نفايات سامة. وقال محتج ل«رويترز» اكتفى بذكر اسمه عائلته في منطقة صناعية على مشارف مدينة هاينينغ، فيما أغلقت شرطة مكافحة الشغب المكان «أسكتونا».. وتابع: «ضُرب البعض خلال الاحتجاجات.. من يتحدثون إلى الصحافيين الآن يجري اعتقالهم.. أين العدل؟». وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، أمس، إن الاحتجاج بدأ يوم الخميس، عندما اقتحم ما يصل إلى 500 شخص مجمعا تابعا لشركة «جينكو سولار هولدينج» المدرجة في نيويورك. وقلب المحتجون سيارات رأسا على عقب قبل أن تفرقهم الشرطة، لكنهم واصلوا الاعتصام خارج المصنع حتى وصل رجال شرطة مكافحة الشغب بخوذاتهم ودروعهم وعصيهم في ساعة متأخرة من مساء أمس. وذكرت الوكالة أن النفايات السامة الناتجة عن المصنع الذي يصنع ألواحا وخلايا ورقائق شمسية تسببت في نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في نهر مجاور، وأمرت السلطات بالفعل الشركة بتعليق العمليات. وأظهرت صور نشرها موقع صحيفة «ناشيونال بيزنس ديلي» المحتجين وهم يحملون لافتات كتب عليها شعار «أعيدوا أرواحنا إلينا.. ابتعدوا عن (جينكو)». ونقلت «شينخوا» عن مسؤول بيئي قوله إن «جينكو» لم تتمكن من السيطرة على المشكلة، كما أن وسائل التخلص من النفايات في المصنع تخفق في اختبارات التلوث منذ أبريل (نيسان). ومن جهة أخرى، كان هيرواكي كويدي قبل حدوث زلزال مارس (آذار)، باحثا يابانيا مغمورا وغالبا ما كان موقفه الثابت ضد الطاقة النووية مثار سخرية الخبراء الآخرين. إلا أنه ومنذ حدوث أسوأ زلزال وما تلاه من موجات المد العاتية (تسونامي) تشهدها البلاد، مما أدى إلى وقوع حادث نووي كبير لا تزال آثاره قائمة حتى الآن، احتشد الرأي العام خلفه، مما حول كويدي إلى المؤلف الأكثر مبيعا وواحد من أكثر المتحدثين الذين يجري السعي إليهم في البلاد. فقد تلقت الثقة العامة في الحكومة ووسائل الإعلام الرئيسية ضربة، وخاصة منذ تحول الضرر الذي لحق بمحطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية (250 كلم شمال شرقي طوكيو) أكثر خطورة مما أعلن عنه في بداية الكارثة. وقد ازدادت صفوف الحركة المناهضة للطاقة النووية منذ الحادث، مع تفضيل 70 في المائة من الجمهور التخلص من توليد الكهرباء من الطاقة النووية، وفقا لاستطلاع رأي أجرته وكالة أنباء «كيودو». غير أن كويدي قال إن لديه مشاعر مختلطة بشأن شهرته الجديدة. وقال أمام نحو ألف شخص في ندوة خلال أبريل عن منشآت الكهرباء النووية: «أنا أيضا أتحمل مسؤولية عدم تمكني من الحيلولة دون وقوع الحادث، حيث إنني أحد العاملين في مجال الطاقة النووية». ونشأ الأستاذ المساعد في معهد أبحاث المفاعلات في جامعة كيوتو خلال فترة النمو الاقتصادي الكبير في أواخر الستينات. وقرر وهو طالب في إحدى المدارس الثانوية أن يكرس حياته لتطوير الطاقة النووية. ولكن بمجرد بدء أبحاثه الجامعية في مدينة سينداي، بدأ يفقد ثقته في الطاقة النووية. وكانت أكبر مدينة في شمال شرقي البلاد في حاجة إلى المزيد من الكهرباء، ومن ثم قامت شركة بالمنطقة ببناء منشأة نووية. وعلى الرغم من ضمانات السلامة، قررت السلطات بناء المفاعل على مسافة 60 كلم خارج المدينة في بلدة أوناجاوا، وهو ما جعله يتعجب عن السبب وفقا لقوله. وقال كويدي: «وبالعودة للماضي، كانت الإجابة في غاية البساطة. فأي منشأة للطاقة النووية تحمل مخاطر لا يمكن أن تتحملها مدينة كبيرة». وشارك في مسيرة خرجت في أكتوبر (تشرين أول) عام 1970 للاعتراض على إقامة المنشأة، وأخذ يعمل ضد الطاقة الذرية منذ ذلك الوقت وقدم مساعدات في دعاوى قانونية ضد الطاقة النووية، وتحدث إلى جماعات المواطنين. ومع أحداث مارس، التي زعزعت ثقة الشعب في الصناعة النووية اليابانية التي توفر 30 في المائة من كهرباء البلاد، تزايد التأييد لصالح كويدي. وقال كينيتشي أسانو، وهو أستاذ بجامعة دوشيشا في كيوتو: «إن الشعب الياباني تفاجأ بعلمه أن كويدي كخبير قد عارض الطاقة النووية منذ 40 عاما. والشعب الآن يكن له احتراما كبيرا». وقال أسانو: «في حين أن كويدي عالم، فإنه قدم وجهة نظر اجتماعية»، حسب تقرير وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). أما تاكاشي هيروسي فهو شخص آخر صاحب مهمة مماثلة، ولكن بأسلوب مختلف. وقد حذر المهندس، وهو أيضا مؤلف تعد كتبه المناهضة للطاقة النووية من أكثر الكتب مبيعا، طويلا من أن المنشآت النووية ليست آمنة في بلد معرض للزلازل، ويقع في ملتقى أربع مناطق زلزالية.