تجميد العام الدراسي كاملا أجراء ضروري وخطوة سليمة لابد منها بواسطة الحكومة الجديدة لاشك أن التعليم في السودان منذ مجئ الإنقاذ عانى الكثير ومر بمراحل ومطبات و قرارات أدت إلى تخلفه تماما عن ما يحدث في العالم التعليم العام والتعليم العالي توالدت فيه أزمات حقيقية في ظل نظام كيزان عمر البشير وحتى هذه اللحظة ولقد ورثت الثورة السودانية تركة فاشلة من القوانين واللوائح والقرارات التي تحكم السلم التعليمي حتي اليوم ومن أجل المعالجة السليمة أنا هنا كوالد تلاميذ وأحد ولاة أمر تلاميذ سودانيين اطرح على الحكومة الانتقالية المتكونة حديثا بموجب الوثيقة الدستورية أن تعمل على إصدار قرار جرئ وقوى بتجميد الدراسة في جميع أنحاء السودان حتى تتمكن وزارة التربية والجهات التعليمية الجديدة من معالجة وإزالة كل أسباب القصور والمشاكل التي تعلّقت وارتبطت بتعليق الدراسة اصلا نظام البشير كان يعمل على تعطيل الدراسة في كل مرحلة و مع كل ازمة لسبب واحد فقط وهو احتواء المظاهرات والاحتجاجات الطلابية التي كانت تقوم ضده وحتى قيام ثورة ديسمبر المجيدة وظلت المدارس والمعاهد والجامعات تعاني هذا المصير وكانت المدارس والمعاهد والجامعات تجمّد أو تعلّق بسبب الكيزان حتى لا يتزعزع حكمهم ولأن المسؤولين عن العملية التعليمية بالسودان لا يتورعون عن إبراز كامل ولائهم للسلطة الحاكمة بل ويتنافسون في ذلك سواءا كانوا في وزارة حكومية أو مؤسسة تعليمية على حساب الطالب أو التلميذ وأسرته ومستقبله الآن و بعد انتصار الثورة المجيدة نرجو من الهيئات التي تدير العمليةالتعليمية الأخذ في الاعتبار نبض الشارع واسر الطلبة والتلاميذ في تجميد كامل العام الدراسي حتى تتم معالجة جميع المشاكل التعليمية التي لا يمكن حصرها هنا الآن ولكن على سبيل المثال نذكر الاسباب الموضوعية والمنطقية التي يجب أن تتم مراعاتها اليوم وهي أسباب أنا أعتقد أنها كافية لإغلاق جميع المدارس في السودان وتجميدها كاملا لهذا العام حتى وإن أدى ذلك إلى تغيير التقويم الدراسي المدرسي والجامعي ومنها ما يلي :_ 1/ هناك مشاكل في كامل المنهج التعليمي التي لا تتم معالجتها إلا بصورة تدريجية و من خلال ورش عمل كبيرة وسمنارات تقوم بها الوزارات والهيئات التعليمية والمعلمين والجهات المختصة 2/ عدم توفر الكتاب المدرسي وألادوات التعليمية في المدارس والجامعات وتوفير هذه الأدوات يحتاج إلى جهد كبير واستقرار كامل في الإدارة التعليمية وزارات وهيئات وجامعات مدارس وغيرها 3/ لا شك أن الأزمة في الوقود وأزمات الخبز ذات أثر مباشر بالنسبة للطالب والمعلم فإذا لم تتمكن الجهات الاقتصادية من الدخول إلى لب هذه الأزمات وحلها حلا جذريا فسوف لن يكون هناك استقرارا في العملية التعليمية إذ لا تنفع المعالجات الوقتية والمسكنات في حل مشكلة الترحيل والخبز للطالب 4/ هناك مشاكل كبيرة بسبب سياسة نظام الإنقاذ منذ 1990م في عملية نسف السكن والاعاشة بالنسبة للطلاب وارتباط هذه العملية بما يسمى بصندوق دعم الطلاب والذي أصبح من ضمن مؤسسات نظام الكيزان الفاسدة لذلك يجب إيجاد حلول موضوعية لها ولأن ذلك يحتاج إلى زمن وتخطيط وترتيب فإن تجميد كامل العام الدراسي سيمنح فرصة كبيرة للإدارة الجديدة لإيجاد حلول مثلي تساهم في استقرار العملية التعليمية حتى يتم حل مشاكلها تدريجيا بالصورة التي تتماشى مع المرحلة 5/ البيئة التعليمية المدارس والفصول و قاعات الدراسة وبسبب الإهمال المزمن طيلة الثلاثين سنة كيزان مع ظروف الخريف والأمطار والسيول التي تضررت منها مناطق كثيرة أصبحت بيئة غير ملائمة تماما ولا تصلح لفتح المدارس أو الجامعات في هذا الوقت 6/ الخلل العام في جميع مؤسسات الدولة الوريثة من الكيزان خلق مشاكل في الكهربا والمياه فعدم استقرار الكهربا ومشاكلها سبب رئيسي في انقطاع المياه من معظم المحال التعليمية وهذا سبب كافي للتجميد عدم وجود مياه لكل تلك الأسباب ولغيرها ومن أجل إعداد جيل قابل للتطور والنمو والمنهجة يجب تجميد العام الدراسي في جميع أنحاء السودان وسوف نساهم بمد يد العون بكل ما هو ممكن من أجل تصحيح مسار العملية التعليمية التي عاس بها الكيزان فسادا وأنا هنا إذ اوجه هذا النداء إلى الجهات التي تختص بإدارة التعليم في ظل الحكومة المدنية اناشد تجمع المعلمين السودانيين بتجمع المهنيين دعم هذا المقترح الذي سوف يسهم في عمل بداية سليمة للوزارة الجديدة مع خالص تقديري عبد الواحد احمد ابراهيم