في هذا المقال اليوم، رصد ثلاثة احداث سودانية هامة دخلت التاريخ من اوسع ابوابه ومازالت متقدة في اذهان الملايين، هذه الاحداث التي بصدد الكتابة عنها وقعت في يوم 30/ اكتوبر (1964) و(2014)،وهنا استعرض كل حدث علي حدة. اولآ: تنحني الفريق/ ابراهيم عبود عن الحكم، وحل المجلس العسكري: (أ)- "كليف تومسون" الامريكي الجنسية كان مدرساً للقانون في جامعة الخرطوم، ساعة انطلاق شرارة ثورة أكتوبر من عام 1964، وكتب مذكراته عن هذه الثور بالتفاصيل الدقيقة وبسرد جميل،(ان الفريق ابراهيم عبود كان مشغولاً كل الانشغال بهيبة الجيش. لم يكن تردّده – وقد رأى الشعب يصرّ على رحيل نظامه- إلا بسبب حرصه على سلامة المؤسسة التي جاءت به إلي سدّة حكم البلاد لسنوات ست. كبار الضباط من حوله مارسوا ضغوطاً عليه، وقد شهدوا بأعينهم غليان الشارع بأكثر ممّا هو متاح لرئيس البلاد. نقلوا إليه الصورة ، ووقف ساعده الأيمن يميل إلى إنهاء الحكم العسكري . لم يكن اللواء حسن بشير نصر ممن يوالون الباطل، بعد ظهور الحق أبلجا، فوقف مع رئيسه الفريق عبود، لكنه استعان بضباط الرتب الوسيطة الأقرب لنبض الجيش وللشارع، فأنصت وأدرك أن الحكمة هي في اتباع طريقٍ، يتيح للرئيس الفريق عبّود خروجاً مشرّفا . لم يختر أن يواجه الرئيس مواجهة صريحة أو يستقيل، بل اكتفى بالتزام بيته، وكأنّه يعفي نفسَه من مهامهِ طواعية . ذلك كان من موجبات الرُّتبة التي يحمل علاماتها على كتفه، فهو لواء ويحترم رئيسه المباشر الفريق عبود). (ب)- واصل الكتابة وكتب، (اشتعلت الثورة فبدأت موجات التضامن من طلاب المعهد التقني ومن طلاب معهد المعلمين مع طلاب الجامعة ثم تضامن معهم طلاب المدارس الثانوية، وتضامن معهم ممثلو النقابات في السكة الحديد والمحامين و الأطباء و المهندسين. واشتعلت الثورة من يوم 24 أكتوبر ، فنزل مواطنون غير مسيسون وانضموا للمظاهرات. استمر الحراك يتصاعد والحكومة عاجزة عن القيام بخطوة لوقف المظاهرات، فخرج بيان لمجموعة من ضباط الجيش سموا أنفسهم بالضباط الأحرار ليحيي الشعب السوداني على القيام بهذه الثورة، وكان هذا البيان بتاريخ 28 أكتوبر1964 بيانا مفصليا، فحاول إبراهيم عبود إنقاذ نفسه بالدعوة لحوار وطني وتشكيل حكومة انتقالية يكون هو جزءا منها كرأس للدولة. وفي يوم 30/ أكتوبر 1964 بعد 9 أيام من اندلاع الثورة تم اختيار سرالختم الخليفة كرئيس للوزراء، وكان يعمل في وزارة التربية والتعليم كمساعد للوزير. (ج)- تنحني الفريق/ ابراهيم عبود في يوم 30/ اكتوبر، ودخل هذا اليوم تاريخ العالم باعتباره يوم انتصار شعب السودان علي ديكتاتورية حكمت البلاد بالحديد والنار، ودخلت ثورة 21/اكتوبر التاريخ باعتبارها اول ثورة شعبية في المنطقة العربية والافريقية. (د)- الجماهير تحاصر القصر و عبود يتنحي عن الحكم الرابط (فيديو): (ه)- ثورة 1964 السودانية: أول ثورة عربية ضد نظام عسكري رابط الفيديو: https://www.ida2at.com/october-revolution-in-sudan-the-first-popular-revolution/ ثانيآ: الجماهير بالملايين في الشوارع تحتفل بنهاية حكم عبود وحل المجلس العسكري- (أ)- في تمام الساعة السادسة مساء 30/ اكتوبر اذاع عبود بيان التنحي بنفسه بعد حصوله على ضمانات تحفظ هيبة الجيش وتماسكه، سلم الرجل السلطة بكاملها لمجلسٍ للسيادة، تشكّل من أعضاء خمسة ، وذهب عبود إلى بيته في هدوء. كان الرجل وكل رجاله معه،مستعداً للمحاسبة الجنائية ولكنها ولاسباب كثيرة لم تتم محاسبة ضباط المجلس العسكري المنحل. (ج)- ما ان سمعت الجماهير التي كانت تحاصر القصر بيان التنحي، حتي سرت موجة من الاغتباط والفرحة الشديدة بينهم، وسارع كل مواطن كان بالمنزل مهرولآ بالخروج الي الشوارع لينضم الي المظاهرات التي تجمعت امام بوابة القصر الجمهوري وساحة الشهداء (الحديقة التي تقع جنوب القصر) ، وظلوا ساهرين حتي صباح اليوم التالي، كان يوم مشهود تنسم فيه الناس نسائم الحرية بعد كبت وحرمان وقهر طوال ست اعوام. ثالثآ: (أ)- الجيش السوداني مسؤول عن عمليات إغتصاب في دارفور (قالت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الإنسان في تقرير نشر الأربعاء، أن جنودا سودانيين اغتصبوا أكثر من 200 إمراة وفتاة في تشرين الاول/اكتوبر 2014 في بلدة تابت شمال اقليم دارفور السوداني،ويلقي التقرير الوارد في 48 صفحة شكوكا حول نفي الخرطوم المتكرر لوقوع عمليات الإغتصاب تلك. وبحسب التقرير، فإن 221 امرأة وفتاة تعرضن للإغتصاب خلال "هجوم منظم" على ثلاث دفعات استمر نحو 36 ساعة إعتبارا من الثلاثين من تشرين الاول/اكتوبر، حيث انتقل الجنود من بيت إلى بيت، وبلغ عمر بعض الضحايا 15 عاما. وقال التقرير أن الجنود تنقلوا من منزل إلى آخر ونهبوا الممتلكات وضربوا السكان، واعتقلوا الرجال وإقتادوهم إلى مشارف البلدة، فيما كان يتم اغتصاب النساء والفتيات داخل المنازل. وخلال التحقيق الذي أجرته المنظمة على مدى شهرين، قامت بتوثيق 27 حادثة اغتصاب. وحصلت على معلومات موثوق بها عن 194 حالة أخرى من الهجمات على بلدة تابت. وقال التقرير أن تلك الهجمات ربما كانت انتقاما لخطف جندي أو لمعاقبة السكان على دعمهم للجماعات المسلحة المتمردة خلال السنوات الأخيرة. وأكد منشقان من الجيش السوداني للمحققين في المنظمة أن رؤساءهما أمروهما "بإغتصاب النساء"، لأنهن يدعمن المتمردين رغم عدم وجود مقاتلين قرب تابت وقت الهجوم.). (ب)- منظمات حقوقية: اغتصاب جماعي ل 200 امرأة وبنت بدارفور والخرطوم ترد الرابط: https://arabic.cnn.com/rights-group-report-sudanese-soldiers-raped-more-200-women-and-girls (ج)- السودان يعيق تحقق قوات الأمم المتحدة من صحة جرائم اغتصاب الرابط: https://www.alraimedia.com/Home/Details?id=d8665ca0-cadc-43a9-b664-3046cd9ce2ca (د)- قائد الجيش في تابت يعترف بإنتهاكات الجنود ويعتذر لاهالي المنطقة – تابت / "راديو دبنقا" – – 11-05-2014 – الرابط: https://sudaneseonline.com/board/470/msg/1415149107.html (اقر قائد حامية تابت النقيب اسماعيل حامد ارتكاب قواته ليل الجمعة الماضية اغتصاب جماعى ضد سكان قرية تابت 65 كيلو متر جنوب غرب الفاشر ، الى جانب ضرب واهانة واذلال سكان القرية ، وكشف احد مشائخ القرية لراديو دبنقا ان قائد حامية تابت النقيب اسماعيل حامد جاء صباح امس الاثنين مع قوة تستقل عربتين عليها دوشكا برفقته ملازم اول ، جاء واقر امام جمع من سكان القرية بارتكاب قواته خطأ ضد سكان القرية ، وان الجندى المفقود قد وجد بمنطقة طويلة ، وانه يقدم اعتذارا عما حدث ، وقال الشيخ بان قائد الحامية النقيب اسماعيل حامد طلب من الاهالى تسجيل اسماء المغتصبات والجرحى والمصابين وذلك من اجل ارسالهم للعلاج فى مستشفى الفاشر العسكرى ، وقال الشيخ بان الاهالى رفضوا اعتذار قائد الحامية وطالبوا باجراء تحقيق مستقل وتقديم المتورطين فى الاحداث للعدالة ، واكد الشيخ عدم وصول اية جهة حكومية او اليوناميد للوقوف على احوال المغتصبات والجرحى والمصابين ، مشيرا الى نزوح عدد من الاسر امس الاثنين الى معسكر زمزم ، وان هناك اسر اخرى بدات فى حزم حقائبها وجمع ممتلكاتها توطئة للرحيل غدا او بعد غد ، وكان افراد حامية تابت العسكرية قد قاموا مساء الجمعة باغتصاب جماعى بقرية (تابت) ، طالت اكثر من (200 ) امراة من بينهن ( 8 ) تلميذت بمرحلة الاساس ، و( 72) قاصرة ،و( 105 ) فتاة غير متزوجة.). بكري الصائغ [email protected]