تصل عقوبة ممارسة المثلية الجنسية في السودان إلى حد الإعدام، ولكن هذه العقوبة لم تُنفذ في شخص، غير أنها تتخذ كتهديد لمنعها. وظل المثليين يتعرضون للاحتقار باعتبارهم فئة ترغب في ضلال المجتمع، وربما أسهم ذلك في عدم وجود مُدافع شرس عنها، باعتبارها حق إنساني أصيل. وقد أثارت مجموعة "الرينبو السوداني" على موقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك، تُطالب باحترام حقوق المثليين من الجنسين، كثير من الجدل. الخرطوم – الراكوبة
تقول مؤسسة المجموعة، سارة سعيد، التي تقيم في بريطانيا إنها أسست المجموعة في نهايات شهر أكتوبر الماضي، إيماناً منها بأن المبادئ لا تتجزأ، ولطالما الحرية مبدأ، فالحرية حق للجميع وليست هبة أو منحة من أي شخص أو جهة ما.
وتضيف في حديثها ل "الراكوبة"، بناء على ذلك، فالمجموعة تتبنى وتدعم قضايا مجتمع "الميم"، سواء كان دعم قانوني أو معنوي. وأشارت إلى أنهم يهدفون لدمج مجتمع "الميم"، وفتح الباب لهم للمشاركة في صناعة القرار في أروقة الدولة و رفع الوعي بقضاياهم.
وحثت المجتمع على ضرورة تقبل المثليين، دون نظرة عدهم وصمة، بجانب إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن ذاتهم بدون أي أعباء وتبعات. وقالت أنهم سيعملون على تمليك المثليين أدوات المعرفة الكاملة والوعي بأنفسهم وميولهم وحمايتهم من التنمر أو التحرش أو أي نوع من أنواع التمييز ضدهم.
وأضافت أنهم بصدد الإعلان عن لجنة قانونية طبية إعلامية، تعمل على الوقوف مع المثليين حال تعرضهم لأي تمييز، وكشفت عن أن المجموعة التي كونتها جزء من منظمة في طور التكوين " international Sudanese rainbow Association"، مُسجلة لدي المؤسسة الدولية للمثليين والمثليات ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسياً وثنائي الجنس.
حساسية المجتمع:
تدرك سارة إن المجتمع السوداني متزمت تجاه القضايا الجنسية، خارج إطار الزواج وفق مفهوم الدين الإسلامي، على الرغم من أن الثورة غيّرت مفاهيم أغلبية السودانيين نحو كثير من القضايا، ربما المثلية الجنسية لا تكون ضمن تلك القضايا. لكن سارة تملك رأي آخر: البلاد تشهد حالة من التغيير في كل أشكال الحياة السياسية والاجتماعية والقانونية، وتُوجد نقله نوعية في الأفكار والواعي بالحقوق، وتضيف، هناك مبادئ و المبادئ لا تتجزأ فمن باب أولى نستصحب حقوق المجتمعات المضطهدة التي عانت من رفض اجتماعي وظلم وتهميش متعمد كمجتمع الميم.
وعن المنشورات التي تدور داخل المجموعة، تقول سارة عنها، أنها تشمل حالات كثيرة، من ضمنها مشاعر مبعثرة: ترقب، خوف حذر، وكذلك أمل وفرح. واعتبرت المشاعر المختلفة والمتنافرة طبيعية لكون المجموعة تناقش قضايا حساسة وغير مطروقة بشكل علمي. ورغم ذلك تصّر على المضي قدماً، قائلة: "صعب التنبؤ بما سيحدث فيما بعد".
وتأمل سارة تغيير نظر الكثير حول المثلية الجنسية، وذلك عبر رفع الوعي بأمرها من خلال تمليكهم المعرفة الكافية بمجتمع الميم، إضافة لعزمها طرح مشروع قوانين جديدة تحمي وتحترف بحقوق المثليين.
أهداف سامية:
وتملك سارة طموح أكبر، تقول عن ذلك، إن إحدى أهداف المجموعة تنفيذ المبادئ الأساسية، التي أقرتها مفوضية الأممالمتحدة للحقوق الإنسان، ومكافحة التمييز القائم على الميول الجنسية والهوية الجنسية المتمثلة في حماية الأفراد من العنف القائم على معاداة المثليين وكراهية مغايري الهوية الجنسية.
وأضافت في المقابلة التي أجرتها "الراكوبة" معها، أيضًا نهدف إلى منع التعذيب والمعاملة القاسية واللإنسانية أو المُحطة للكرامة، إضافة لإبطال القوانين التي تجرم المثلية الجنسية، فضلاً عن حظر التمييز على أساس الميول الجنسية و الهوية الجنسية، وكذلك حماية حرية الرأي والاشتراك في الجمعيات والتجمعات السلمية لجميع المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية.
وقالت إن المجموعة تناصر قضايا الجندر و الفيمنست والقضايا المتعلقة بتغير المناخ، وقضايا حماية الأطفال والطفولة لاسيما الأطفال المدانين بقضايا تصل عقوبتها للإعدام.