ظهرت النزاعات مع بروز الأطماع الخارجية في الشرق عموماً ونخشى تحول المنطقة مستقبلاً لمنطقة صراع إقليمي. مسار الشرق تجاوزنا مجدداً وتم تهميشينا حتى في ظل ثورة ديسمبر المجيدة والتي علقنا عليها آمالنا في رد الحقوق والمظالم. نشتري برميل الماء بمبلغ ال 400 جنية و لم يصل هذا السعر اي بقعة من بقاع السودان. نناشد الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي " بالتدخل لحل قضايانا ومعالجتها ضمن تبنيه قضايا الشرق.. طفت إلي السطح قضايا شرق السودان بعد ثورة ديسمبر المجيدة وشكلت واقعاً مريراً على التعايش والاستقرار ففي البحر الأحمر اندلعت الصراعات بين المكونات القبلية وراح ضحاياها العديد من الأبرياء وأحرقت الأحياء وانتقلت إلي كسلا وواجه المواطنين ذات الأزمات بيد أن المكونات السكانية والقبلية ازدادت شراسة في أرائيها وتعاطيها مع السياسات العامة لا سيما رفض أحد الولاة وهكذا استمر التوتر بالشرق ما جعل حكومة الفترة الانتقالية والمجلس العسكري يتدخل لإيقاف ما يجري من نزاعات اعتبرها البعض تدخل أجنبي لا يخلو من أيادي أجنبية وربما جاءت تداعيات مؤتمر البجة أكثر حساسية حيث طالب مقررهم بتحقيق المصير اذا ما أستمر وضعهم كما هو علية . ولاية القضارف ومكوناتها القبلية ليس بمعزل عما يدور في الشرق فهي واجهت ظلماً تاريخياً و قال القيادي عبد الرحمن جالس ممثل قبائل كنانة أن صندوق إعمار الشرق لا نعلم عنه شيئا ولا ندري اين ذهبت مخصصاته وتجاوزنا تماما بجبروت رجال الإنقاذ وها نحن نواجه ذات التهميش حيث تعمد مسار الشرق تجاوزنا وتهميشينا مجدداً حتى في ظل ثورة ديسمبر المجيدة والتي علقنا عليها آمالنا في رد الحقوق والمظالم ، نشتري برميل مياه الشرب في الصيف ب400جنية ولا كهرباء ولا صحة ولا تعليم ،في خضم ذلك أطلقنا مبادرة القضارف لنجدة إخواننا في كسلا لرتق النسيج الاجتماعي . وحتى نقف على مجريات الاحداث بولاية القضارف القيادي عبد الرحمن جالس في حديث الشفافية والوضوح الي ما ورد من حديث . حاوره : حبيب فضل المولى *كيف تنظرون لمطالبكم في ظل حكومة الفترة الانتقالية وثورة ديسمبر المجيدة ألا تعتقدون انكم تضعون الصعوبات والمتاريس أمام حكومة انتقالية تتنكب الطريق للوقوف على رجليها وتواجه تحديات ؟ نحن في ولاية القضارف ومحلية ريفي وسط القضارف لا نريد لمطالبنا الخدمية والعادلة أن تتحول لمعارضة وحركات مسلحة ونشاط ضد حكومة الثورة المجيدة والفترة الانتقالية ولكن ظللنا طوال الحقبة الماضية نعاني من هضم الحقوق والتنمية وابسط مقومات الحياه والخدمات لم يكن هناك اي دور للحكومات السابقة وقبل الانقاذ فمجتمعنا لا زال يعاني التهميش والأميه و كافة ضروريات الخدمات الحياتية التعليم والمياه والطرق والصحة والكهرباء حتى أراضينا التي ورثناها تم اغتصابها من قبل النافذين في قرية نور الهدى محلية المفازة والقرية واحد سد نهر عطبرة وستيت حيث تم تهجير أهلنا هناك ولم يتم تعويضهم بل جات مؤسسات حكومية استولت على أراضيهم الزراعية ، لم ندفع بتظلماتنا إلا لثقتنا أن حكومة الثورة سوف ترد لنا هذه الحقوق ولا يعقل أن نظل الحلقة الأكثر تهميشاً طوال الحقب والحكومات السابقة كما أن صندوق اعمار الشرق لا نعلم عنه شيئا ولا ندري اين ذهبت مخصصاته فيما نرى الخدمات تمر أمامنا ضمن فساد المحسوبيات ما سنفصله لك لاحقاً. *هل ينطبق ما يجرى لقبائل البجة عليكم أم هناك تطورات دفعتكم للمطالبة بحقوقكم في هذا التوقيت بالذات كيف تشرح لنا ؟ أستبشرنا بالثورة خيراً وكنا وما زلنا معها قلبا وغالبا وتوقعنا أن ترفع المظالم عن أهلنا ولكن يبدو أننا سنواجه ما وآجهناه خلال الحقبة الماضية ورغم أننا نتطلع لتحقيق بعض من الخدمات الاساسية والضرورية في الفترة الانتقالية كجزء من رد الحقوق الضائعة والمستحقة واجهنا تجاوز كبير من مسار الشرق ضمن عملية السلام الموقع أخيراً وكمكون قبلي لم توجه لنا الدعوة في تقديم الرؤي وتظلمات المنطقة ولم نستصحب في حركة المسار التي تخدم التنمية والخدمات وهو ما يجلنا نتساءل ماهي الرؤية والدور الذي يتوقع أن يقدمه المسار لطالما ينتهج نهج الحكومات السابقة في الاقصاء ، كذلك لم تجد المنطقة أي اهتمام من صندوق أعمار الشرق الذي نعتبره آلية كان لها أن تعمم الخدمات وتوفر التنمية للجميع دون محاباة أننا نطالب الاخوة في رئاسة مسار الشرق بوضع مكونا القبلي بشرق السودان في طائلة الخدمة والمشروعات المستهدفة بالمنطقة *برأيك لماذا تحول الشرق الى منطقة نزاع قبلي وتلاحقت أزماته السياسية قبلي وتلاحقت أزماته السياسية والمجتمعية في فترة وجيزة كادت أن تهدد التعايش والاستقرار؟ النزاع القبلي في شرق السودان هو نزاع ليس له مبرر وليس هناك ما يدفع أبناء الشرق للاقتتال والإحتراب وان كان الموضوع موضوع والي ينتمي لأحد القبائل واعترضت عليه الأخرى هذا يعتبر نزاع سلطوي طمعا في الحكم والنزاع بين البني عامر وقبائل الهد ندوه واضح وقائم على تملك السلطة فرفض الوالي من قبل الهدندوة يؤكد ما ذهبت اليه ونحن كمكون قبلي في القضارف قدمنا مبادرة شعبية لرتق النسيج الاجتماعي بين أهلنا في ولاية كسلا وطرحنا مقترحات من بينها ان يكون الوالي في هذه الولايات عسكري او من أي مكون آخر لأن الشرق قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت والقبائل تتنافس بطرق شرسة وتدخل في نزاعات وحروب والاوضاع السياسية الراهنة غير مطمئنة في المنطقة لأن أطماع الدول الأجنبية كبيرة ولا تخلو الأزمات الماضية والتي لا تزال أثارها باقية في نفوس القبائل من أيادي استخباراتية اجنبية ولأن منطقة الشرق متعددة الثروات سواء كان في أهمية ميناء بالبحر الاحمر او الأراضي الزراعية والمنتجات أوفي المعادن كالذهب وغيره من ثروات البحر الأحمر أو الموقع الاستراتيجي لذلك نناشد الإخوة في مكونات الشرق بجة وبني عامر وغيرهم من قبائل النوبه أن يحتكموا لصوت العقل ويفوتوا الفرصة على أعداء الوطن ويقبل كل منهم بالآخر ، *من واقع ما مضى هل تتوقع تأثير نزاعات الشرق على بقية مناطق السودان الأخرى وإمكانية نقلها لخلق زعزعة واضطرابات؟ طبيعي جداً ومتوقع لحد كبير فالذي جري في بورتسودان واجهته المكونات القبلية والمواطنين في كسلا ويمكن القول أن نفس الجهات التي تسعي لزرع الفتنة تريد لها أن تنتقل لتعم كافة مدن الشرق من ثم بقية ولايات السودان الأخرى وفي اعتقادي اذا قامت حرب في الشرق سيولع كل السودان وهو بوابة السودان الرسمية والرئيسة فمنه تعبر كل الموارد القادمة والصادرة بخيرها وشرها وأستطيع أن اقول أن هناك أيادي خفية تحرك هذا النزاع القبلي ولا يخلو من مخابرات خارجية لان المنطقة تكاد تكون مفتوحة ، والتعايش السلمي في الشرق منذ الأذل والجميع يعيش سلام وتعايش وظهرت النزاعات مع بروز الأطماع الخارجية في الشرق عموماً وما يغلق حقيقة تحول المنطقة مستقبلاً لمنطقة صراع إقليمي وهو ما يتطلب دور حكومي ورسمي حاسم . *تتحدث عن مظالم تاريخية واقعة في منطقتكم ترى ماهي أبرز هذه المظالم وكيف وقعت وماذا فعل صندوق إعمار الشرق تحديداً؟ نحن في المنطقة المعنية وولاية القضارف واجهنا أكبر ظلم وتحدي من كل الحكومات المتعاقبة فمثلاً قضية الكهرباء لا توجد لدى أهلنا كهرباء رغم أن مشروع أعمار الشرق تكفل بإيصال الكهرباء لكل المناطق والقرى وللعلم بأنها وصلت أدنى وأقصى القرى في الشرق ولكن حصل ما لم أن يصدقه أحد حيث قام أحد النافذين في النظام السابق بتوصيل الكهرباء وجرها من الخط العام لأهله لأكثر من 300 كيلو متر في حين أن أهلنا وقرانا في منطقة كنانه في محلية ريفي وسط القضارف لا تبعد سوى 9 إلى كيلو متر وفي محلية كساب قرية أم ثواني التي أسسها أهلنا منذ أكثر من 50 عاما وتجمعت عليهم بعض المكونات هل تعلم اخي بأن ناس يقطنون في قرية واحد في حيين تم توصيل الكهرباء إلى حي واخر لم يتم توصيل الكهرباء إليه هل توجد قبلية أكثر من ذلك وهذا نموذج واحد لحالة الظلم الواقعة على الأهل والمنطقة وفي قرية العمارة قلع النحل التي تبعد عن عن حاضرة المحلية 3 كيلو قاموا بتوصيل الكهرباء الي مسافة 200كيلو متر في بادرة وظاهرة تؤكد القبلية والجهوية المتعمدة التي استخدمت في شرقنا الحبيب ولاية القضارف بشكل خاص، لذلك نحن نطالب المجلس السيادي بقيادة الفريق البرهان ومجلس السيادي ممثل في قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي ورئيس مجلس الوزراء دكتور حمدوك نطالبهم برد المظالم والحقوق لأهلنا في الشرق فما تحملناه كثيرا وما عانيناه خلال الحقبة الماضية كفيل بمنحنا حرية الخدمات والكهرباء بشكل خاص ، *هناك أزمة مياه حادة في القضارف وريفها هل تجاوزتم هذه الأزمة أم أنها لاتزال تلقي بظلالها على الإنسان والحيوان؟ أزمة المياه لا تقل عن قضية الكهرباء ولا زالنا وإلي الآن نشرب في الحفائر وهي مياه مجمعة من الأمطار والخيران وتنتهي في أكتوبر وديسمبر ونعود الي العطش مرة أخري وقد لا تصدقون أننا في هذه القري مع انعدام الجازولين نشتري برميل الماء بمبلغ ال 400جنية في فصل الصيف بل في بعض الأحيان لا يتوفر ولا بألف جنيه وبعض مواشينا تموت ظمانا من عدم وجود ماء وهو رقم فلكي لن يصل الي هذا السعر في اي بقعة من بقاع السودان مع أزمة الوقود والجازولين ،لذلك المنطقة في حاجة للمياه ووضع تدابير ومعالجات لإيقاف المعاناة الحادة وكيف لأهلنا في هذه الفترة والتاريخ أن يظلوا باقيين في ازماتهم ويشربون مع الحيوان الآن الحفائر لا يوجد بها صيانة وبسبب الفيضان السدود انهارت ونطالب بخط مياه ود العقيلي وهي اقرب منطقة وتبعد فقط 9كيلو ، *ماذا عن ملف الصحة وقضايا التعليم ؟ تفتقر المنطقة للتعليم وأقل قرية من القري عملنا مسح تربوي وجدنا أكثر من 200طفل في احد القري في سن التمدرس محقين للتعليم ولا يدرسون ،، من جانب جهود شعبنا قمنا ببناء فصول في هذه القرى ولكن لعدم وجود بيئة مريحة للمعلم لم يقبل الأساتذة العمل فيها مما شكل أعباء على التعليم تم إنشاء مدارس ولا يوجد معلم حقيقة، نطالب الحكومة بإنشاء مدارس متكاملة بداخلياتها وإيجاد وظائف تدريس لأبناء المنطقة من الخريجين والشهادة السودانية لأنهم يستطيعون تكبد المشاق وتحمل البيئة المدرسة الموجودة ،، أما في القطاع الصحي لا يوجد لدينا مستشفيي ريفي فقط مركز صحي واحد قامت ببناءة منظمة إيطالية ،لا يوجد كادر صحي على مستوى المنطقة ، وهناك حالات مفاجأة في فصل والخريف كالولادة ولدغ الثعابين لا تستطيع إسعاف أي شخص لذلك لابد من وجود مراكز صحية بها كوادر صحية لخدمة المواطن الذي لا يسلم من الأمراض وبات يدفع الثمن في اقل المخاطر الصحية ، المدارس نطالب بتبعيتها لليونيسيف. *بما أن المنطقة منطقة إنتاج زراعي وحيواني كيف تسير مشروعات الطرق فيها وهل حقق صندوق الشرق ما يدعم قطاع الطرق؟. لا توجد طرق رابطة بالطريق القومي الرابط مدني القضارف رغم أن المنطقة منطقة إنتاج وهي الرافد الرئيس لسوق محصولات ولاية القضارف وسوق مواشي القضارف ويتمتعون بثروة حيوانية مهولة وأراضي زراعية خصبه مهولة وهي منطقة القدمبليه وابوجناح وأم ترمبل تعتبر أول منطقه زراعية للزراعة الاليه في ولاية القضارف ، ويدفعون للدولة كافة الضرائب والعوائد ولا مقابل نظير ما يقدمون ويحمل أهلنا إيصالات منذ العام 1960 للقطعان ولا زلنا كما نحن لا خدمات ولا طرق ولا تنمية حقيقة، *كنت أحد قيادات الفترة الماضية ما سر خروجك مغاضباً خارج البلاد وكيف إختلفت من مع المؤتمر الوطني ولم جئت عقب ثورة ديسمبر المجيدة؟ اختلفت من مع المؤتمر الوطني 2010 وغادرت القضارف لخارج السودان ومكثت عشرة سنوات وجئت عقب الثورة المجيدة لتوفر أجواء مغايرة ، سبب الخلاف مع المؤتمر الوطني هو الاشتغال بالقبلية والمحسوبية البائنة مما أفقدنا التنمية والخدمات و ما جعلنا نترك العمل فيه والايمان به كفكرة سياسية وللأسف تجد من هو مؤتمر وطني وفي موقع سلطة يقوم بخدمة جهة بعينها ويوصل الكهرباء والماء ويترك الآخرين لأنهم ليس من أهله هذا السلوك جعلنا نكفر بمنهجيتة ونترك البلد ، أما الآن هناك تمازج وتعاون ونحن الآن من داخل القضارف نقود مبادرة شعبية لرتق النسيج الاجتماعي بولايات الشرق بقيادة الأخ البرلماني السابق المستقل مبارك النور وآخرين.