أربك تطور الصراع على الشريط الحدودي بين السودان وإثيوبيا قيادة البلدين، وأبدت تخوفا من "تعكير "صفو علاقة البلدين التي لم تشهد توتر لأكثر من خمسة وعشرون عاماً،وتحركت قيادة البلدين في اتجاهات عديدة، بتفعيل برتوكولات التعاون التجاري ،فضلا عن تفعيل عمل اللجنة السياسية العليا من البلدين المعنية بترسيم الحدود، حيث زار وفد اثيوبي رفيع يقوده نائب رئيس الوزراء، فيما لم يقلل الجانبان من اطلاق الاتهامات في اتجاهات عديدة، ففي الوقت الذي إتهم فيه السودان الحكومة الاثيوبية بالاعتداء على أراضيه سارعت الأخيرة بإخراج بيان دافعت فيه عن اتهام السودان لها،ولفتت الحكومة الاثيوبية إلى أن الهجوم الذي حدث على منطقة "جبل الطيور" بالفشقة قامت به قوات "الشفته " والذي أسفر عن خسائر في الأرواح والمعدات من جانب الجيش السوداني، الأمر الذي دفع الجيش السوداني لخوض معارك مع مليشيات وقوات إثيوبية وتمكن بموجبها من إلحاق هزائم بالمعتدين واستردادأراضي كانت تسيطر عليها اثيوبيا منذ أكثر من عقدين. جبهة عداء ويرى مراقبون أن الحكومة الإثيوبيةوفي ظل الصراع الداخلي الذي تشهده لا تريد ان تخلق جبهة عداء مع السودان ،وأشاروا إلى أنها في الوقت الراهن بحاجة ماسةلجعل العلاقة مع السودان على درجة عالية من المتانة نسبة للمصالح المشتركة بين الحكومتين،واكدوا أن العلاقة القوية التي تربط رئيس الوزراء السوداني بنظيره الإثيوبي ستلعب الدور الأكبر في عدم تصاعد تلك الخلافات،ووفق مراقبون فإن جهات خارجية تسعىإلى عدم استقرار العلاقة بين البلدين. وعلى الرغم من إعلان السودان عن إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود مع إثيوبيا لاستعادة الأراضي التي استولت عليها، إلا ان وزير الاعلام السوداني الناطق الرسمي للحكومة فيصل محمد صالح – اكد استعداد بلاده لإجراء حوار مع الحكومة الاثيوبية بشأن التعديات،وعاب مراقبون حديث الناطق الرسمي واعتبروه بمثابة هزيمة مبكرة للجيش السوداني الذي تمكن من استعادة اراضي عديدة،ونبهوا إلى أن هذا التصريح يؤكد عدم التوافق في الخطاب السياسي داخل الحكومة،وشدد متابعون على ضبط الخطاب فيما يلي أمر الخطاب في مثل هذه القضايا، غير أن وزارة الثقافة والإعلام نفت تصريحات نسبت لوزير الإعلام فيصل محمد صالح، حول قضية الحدود السودانية مع دولة إثيوبيا والمعارك التي تدور هناك.وقالت الوزارة في تنويه "نشرت بعض الوكالات والقنوات التلفزيونية تصريحات لوزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة عن قضية الحدود السودانية مع دولة إثيوبيا والمعارك التي دارت هناك". وأوضحت الوزارة "أن وزير الثقافة والإعلام لم يتحدث لأي وكالة أو قناة خلال اليومين الماضيين، وأن هذه التصريحات كانت جزءا من مقابلة أجرتها قناة الشرق التي تبث من دبي مساء الثلاثاء الماضي، وهي نفس المقابلة التي تم ابتسار بعض ما جاء فيها قبل يومين". فشل اللجنة بالمقابل قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمدإن حكومته عازمة على الحد من الخلافات وإيقاف الاشتباكات على المناطق الحدودية مع السودان،وشدد على ضرورة جعل هذه المناطق مساحات للتعاون والتآزر الاجتماعي والاقتصادي،وأكد أبي أحمد في خطاب وجهه للشعب السوداني ان مثل هذه الأحداث لا ترقى لأن تؤثر على العيش المشترك لشعبينا عبر تاريخهما الممتد، وطموحاتهما في تحقيق التنمية والرخاء، ولفت الى أن حكومته تتابع عن كثب ما تقوم به بعض الجهات التي تريد أن تشوه علاقات حسن الجوار الحميمة والفريدة من نوعها بين السودان وإثيوبيا، وتابع: "إذ تتحرك هذه الجهات دون هوادة في بث الشكوك والفرقة بين حكومتي بلدينا"، وكانت اللجنة السياسية العليا حول قضايا الحدود بين البلدين، والتي استمرت اجتماعاتها ليومين بالخرطومقد فشلت في التوصل لنتائج بشأن ترسيم الحدود، واتفق الطرفان على رفع تقارير بشأن قضايا الحدود لقيادة البلدين، وأكدت اللجنة في بيانها عقد اجتماع لاحق بأديس أبابا. تبادل المنافع في الوقت الذي يشتد فيه الصراع على الشريط الحدودي تمضي اتفاقيات التعاون بين الجانبين السوداني والاثيوبي، حيث وقعت بوزارة البنى التحتية والنقل اتفاقيات مع الجانب الأثيوبي أمس الاول ،ووقع عن الجانب السوداني وزير البنى التحتية هاشم بن عوف، وعن الجانب الاثيوبي وقعت وزيرة النقل ديقماويت موقس،وأكد بن عوف على متانة العلاقة بين البلدين،منوها الى انها مبنية على الأطر التاريخية، ووفقا لما نشر في "وكالة السودان للأنباء"، قال بن عوف :"إن الشراكة ما بين المؤسسات فى البلدين ستدعم الزخم التجاري والاقتصادية". لافتاً إلى أن تبادل المنافع سيكون حاضرا،واضاف" هذه الزيارة جاءت بمبادرة من وزيرة النقل الإثيوبية، وأن المحادثات استمرت لايام ناقشت كيفية التعاون التام فى المعابر بالتركيز علي تأمين الحدود بين البلدين، فيما أكدت وزيرة النقل الإثيوبية ديقماويت موقس، على متانة العلاقة بين البلدين، ووصفت المحادثات بالناجحة. المواكب