هلع بين السكان.. وتعليق الدراسة بعد تسرب غاز ال«آي بوكس» رجلان من الدفاع المدني بزيهما الخاص في موقع الحدث.. ويبدو الغاز متسربا من المبنى خلفهما (تصير: صادق الأحمد) الدمام: عبيد السهيمي دعا جهاز الدفاع المدني في المنطقة الشرقية سكان 7 أحياء في مدينة الدمام لإخلاء منازلهم لمدة تصل إلى 48 ساعة، وذلك إثر تسرب مادة كيميائية يطلق عليها اسم «آي بوكس» التي تتكون من خليط من غازات الهيدروجين والنيتروجين والكربون، من أحد المصانع في الصناعية الأولى بمدينة الدمام. وقال العقيد منصور الدوسري المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية، إن الدفاع المدني ينصح المواطنين الساكنين في أحياء «عبد الله فؤاد وبترومين والناصرية والصفا ومدينة العمال والحرس الوطني»، بإخلاء منازلهم خلال ال48 ساعة المقبلة توخيا للسلامة، مع تأكيداته على أن الوضع تحت السيطرة. وشدد الدوسري أن عملية الإخلاء اختيارية لسكان هذه الأحياء وليست إجبارية، وقال في حديثه ل«الشرق الأوسط» إن الدفاع المدني يتكفل بدفع إيجار الشقق للسكان غير المستطيعين لتوفير سكن بديل، وأضاف «الدفاع المدني ينصح بالخروج من هذه الأحياء ولا يطالب المواطنين بالخروج من منازلهم، ولكن في حال أراد أحد السكان إخلاء منزله ولا يستطيع دفع إيجار السكن البديل، يمكنه أن يتوجه لإحدى الشقق المفروشة ويتصل بالدفاع المدني لتوفير إيجار السكن له». وأبلغ العقدي الدوسري «الشرق الأوسط» أن الدفاع المدني لم يغلق الخزان الذي حدث منه التسرب، وقال «إن الطريقة الوحيدة للتعامل مع التسرب هو تفريغ الخزان من جميع المادة التي يحتويها، لذلك وضع الدفاع المدني فترة خطورة ل48 ساعة، حتى تتخلص المنطقة من الغاز». كما نصح الدوسري السكان الذين لا يرغبون في إخلاء منازلهم بالمكوث داخل المنازل، وعدم التجول في الشوارع أو الجلوس خارج المنازل، والتوجه إلى أقرب مستشفى في حال ظهور أعراض ضيق التنفس أو الغثيان، أو تهيج الأغشية المخاطية. وكان الدفاع المدني أخلى جميع العاملين، وأعلن المدينة الصناعية منطقة مغلقة بعد تلقيه بلاغا مساء أول من أمس بوجود تسرب كيميائي، وطبق جهاز الدفاع المدني خطة مواجهة الكوارث الكيميائية، حيث استنفر الجهاز جميع فرقه للعمل ضمن بنود الخطة. وأشار الدفاع المدني إلى تسجيل نحو 13 إصابة جميعها تلقت الإسعافات اللازمة وغادرت المستشفيات، في حين بين العقيد الدوسري أن غرفة العمليات في الدفاع المدني تلقت نحو 2000 استفسار بعد الإعلان عن حالة تسرب الغاز. كما وجه تحذيرا صباح أول من أمس إلى وزارة التربية والتعليم بالمنطقة بتعليق الدراسة في الأحياء التي تقع في دائرة نصف قطرها 2كلم من موقع التسرب. بدوره أكد الدكتور عبد الرحمن المديرس مدير عام التربية والتعليم في المنطقة الشرقية أن إدارة التربية والتعليم أبلغت مديري ومديرات المدارس في 7 أحياء بالمنطقة الشرقية تعليق الدراسة ليوم الأربعاء حفاظا على صحة الطلاب والطالبات، وامتدح المديرس الدور الذي قام به مديرو المدارس (البنين والبنات)، حيث أكد أن فترة تلقي بلاغ تسرب الغاز كانت في الساعة الرابعة فجرا إلا أن تواصل الإدارة مع إدارات المدارس أثمر عن تطبيق الخطة بحماية الطلاب والطالبات من أي مخاطر قد يتعرضون لها، حيث تم تعليق الدراسة في جميع مدارس الأحياء السبعة. وتابع المديرس أن لدى مديري المدارس (البنين والبنات)، كافة الصلاحيات التي تخولهم لاتخاذ الإجراءات لكي يحافظوا على سلامة الطلاب والطالبات. في حين أكدت الدكتورة مها المزروع مدير المركز الإقليمي للسموم التابع لصحة المنطقة الشرقية، أن مستوى التلوث بمادة ال«آي بوكس» في الأحياء السبعة لا يرقى إلى مستوى الخطورة، واستشهدت على كلامها بأن عدد الإصابات التي توجهت إلى المستشفيات وتم تسجيلها من سكان الأحياء التي تلوثت بالغاز أقل من المعدل الطبيعي. وكانت صحة المنطقة الشرقية وبحسب سامي السليمان مدير العلاقات العامة والإعلام قد سجلت 6 حالات فقط تم تقدير الإسعافات لها وغادرت المستشفيات، وقال السليمان «تم تسجيل 6 حالات 4 في مستشفى الولادة والأطفال وحالتان في المستشفى المركزي، جميعها تلقت الإسعافات اللازمة وغادرت المستشفيات» وشدد السليمان على أن صحة المنطقة الشرقية تتابع أحداث التسرب وتدعم أقسام الطوارئ بالكوادر لتقديم جميع الخدمات الصحية لأي مصاب ولمواجهة أي تطور. وبالعودة إلى الدكتورة مها المزروع التي أكدت أن مادة ال«آي بوكس»، لا تشكل خطورة بالغة على الناس الطبيعيين، فأقصى ما يمكن أن يحدث للمصاب هو الشعور بضيق التنفس والغثيان وتهيج الأغشية المخاطية واحمرار العينين، في حين يزداد مستوى الخطورة على مرضى الربو والحساسية، ونصحت المزروع المصابين بأمراض الربو والحساسية من سكان الأحياء التي وجه لها التحذير بمغادرتها إلى أن يستقر الوضع ويؤكد الدفاع المدني سلامة المنطقة. وبينت المزروع أن مادة ال«آي بوكس» تستخدم في صنع الدهانات وتمثل خطورتها في تحويلها من مادة جامدة إلى مادة سائلة حيث تنتشر في الجو وتسبب اختناقا لمن يستنشقها، كما تسبب تهيج الأغشية المخاطية واحمرارا في العينين.
