نحو سودان أخضر .. مستقر ومزدهر 13 –15 د. عيسى محمد عبد اللطيف مستشار العناية بالبيئة واستدامة التنمية (13) مشروع استراتيجي لتغيير الفكر السياسي والإداري في السودان السودان في حاجة ماسّة لتغيير الفكر السياسي والإداري تجاه احتياجات المجتمع الحقيقية من أمن وصحة وتعليم وتنمية، إضافةً إلى أولويات التخطيط وأولويات تخصيص التمويل الحكومي. وهذا ينطبق على كل المجالات تقريباً وأهمها التخطيط العمراني وتخطيط المشاريع الزراعية والصناعية والسياحية بحيث تراعى فيها الاستدامة التي تعني الكفاءة الإقتصادية والعدالة الإجتماعية وشمولها والمحافظة على رأس المال الطبيعي الذي يعتمد عليه الإنتاج. المحور الأول: الصحة في البداية نود التركيز على منظومة الصحة لأنها الشغل الشاغل لكل أهل السودان ولأنها في حالة أزمة عميقة، إذ تستنزف الأمراض أغلب طاقة الإنسان السوداني ووقته وماله، وهي من أكبر مسببات القلق والتوتر والإحساس بالقهر والضعف وقلة الحيلة للأسرة السودانية. أساس الفكرة هي أنك لو أنشأت في كل حي وكل قرية مستشفى بكامل عتادها البشري والمادي، لن تستطيع أن تحقق الصحة للمجتمع ما لم تكن *صحة البيئة* في حالة جيدة لأنها هي ركيزة الصحة البدنية والنفسية والعقلية. وكلنا نعرف أن الغالبية العظمى من المرضى الذين يتردّدون يومياً على المستشفيات في السودان مصابون بالنزلات الشُعبية والمعوية والملاريا والتيفويد والسل والديدان بانواعها وغيرها من الأمراض المُعدية المنقولة من انسان لإنسان إما مباشرة أو عن طريق الآفات. وهذه علاجها ليس في كثرة المستشفيات والأطباء وإنما في تحقيق الإصحاح البيئي الذي يمنع تكاثر وانتقال الجراثيم. حتى الأمراض المزمنة والمستعصية مثل السرطان والفشل الكلوي والكبدي والربو والسكري وخلافها لها علاقة وثيقة بصحة البيئة لأن تلوث الهواء والماء والغذاء يلعب دوراً كبيراً في انتشارها .. أما من الناحية النفسية فإن مضايقات الذباب نهاراً والبعوض ليلاً والخوف من الحشرات والفئران وسوء المنظر العام وكثرة المرض في الأسرة والصرف على العلاج ، كلها عوامل ضغط نفسي لا يستهان بها وتؤثر أيضاً على الأداء العقلي في التفكير والإبداع. وعليه فإن صحة البيئة هي الأولوية في النهوض بمنظومة الصحة، وإصلاحها هو المسار الأساسي لإلغاء الجزء الأكبر من فاتورة الدواء والمحاليل والأجهزة الطبية الغالية. إن الأطباء وكادر التمريض في السودان لا يستطيعون التركيز أصلاً لتجويد عملهم لأنهم مضطرّون للتعامل، بدون امكانيات وفي بيئة في غاية السوء، مع أمواج هادرة من البشر الذين أنهكهم المرض، ومع أهليهم الجاهزون للتحرش بالكوادر الطبية في أي لحظة رغم أن الأمر ليس بيدهم. وحتى في بناء وتجهيز المستشفيات نجد الأولويات مقلوبة، إذ تجد الإهتمام الأكبر بعدد الأخصائيين وأجهزة الفحص الغالية والأدوية مع تهميش كادر النظافة والتمريض والفنيين وغياب ضابط الصحة واهمال النفايات والصرف الصحي. وعليه يقوم الأخصائي بعملية قلب أو كلى أو زائدة بصورة مثالية، ولكن المريض يلتقط عدوى داخل المستشفى فيموت أو تسوء حالته لسوء النظافة أو سوء التمريض أو الصرف الصحي المنتهي الصلاحية .. و الطبيب هو من يُلام على موته لأن العامة لا يعرفون غيره ولا يدركون هذه العوامل الأخرى التي تتعلق بالإدارة والسياسات أكثر مما هي متعلقة بالطب. ما هو المطلوب إذن من كل مواطن مستنير يقتنع بهذا الطرح ؟ أولاً: توصيل هذا المقال الى وزير الصحة الجديد قبل استلامه إن استطعت إلى ذلك سبيلا ثانياً: دراسة صيغة وطريقة طرح مشروع صحة البيئة وتعديله وتحسينه ليكون أكثر إقناعاً للمسؤولين والمجتمع عامة. وهنا أقترح أن يستمع كل واحد منا الى الفيديو المرفق ويرسله لأكبر عدد ممكن من القروبات والمعارف طالباً ملاحظاتهم ، ومن ثم مناقشة المحتوى وطريقة الطرح. بعد ذلك يمكن تقديم الموضوع في شكل ندوة والخروج بمسودة مشروع Project Document تقدم للحكومة وجهات التمويل. هذا أدناه رابط الفيديو الأساسي بعنوان "المخرج المستدام من مأزق صحة البيئة في السودان" للتكرم بالتركيز بغرض المساهمة في تحسين المنتج النهائي ووثيقة المشروع. الخروج المستدام من مأزق صحة البيئة https://www.facebook.com/eisa.alatif/videos/10157182867878247 ولمن يواجه صعوبة في الفيس، هو موجود أيضاً على منصّة Sudan NextGen https://sudannextgen.com/aiovg_videos/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D9%88%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D9%8A/ ثالثاً: توصيل الصيغة النهائية المتفق عليها لأكبر عدد ممكن من أصحاب الشأن، خاصةً وزارة الصحة (للتخطيط ووضع التشريعات والهياكل التنظيمية والمعايير التي تحكم الرقابة وجودة العمل) .. والمالية (لتوفير التمويل) والحكم المحلي والولايات (للتنفيذ). كذلك توصيله للتنظيمات الجماهيرية لتطالب بخدمات صحة البيئة في كل محلية وكل قرية وحي. رابعاً: المتابعة وتقديم الرأي والمشورة في كل المراحل .. فنحن نتحدث عن شئ كبير ويشمل كل التخصصات تقريباً، إذ أن صحة البيئة تحتاج لجهاز متكامل لتوفير مياه الشرب الصحية ورقابة الأغذية وجودة الهواء وإدارة النفايات والصرف الصحي. بمعنى آخر تحتاج منظومة متكاملة في كل محلية بمقومات البلدية المعروفة عالمياً. ومن يحتاج لخلفية لإستيعاب أهمية البيئة والتوازن البيئي والتلوث البيئي لربطها بصحة البيئة، لدينا ثلاثة فيديوهات: الحياة والتوازن والأمن البيئي https://www.facebook.com/eisa.alatif/videos/10157815574958247 الصحة والسلامة في البيئة الداخلية Indoor Environment https://www.facebook.com/eisa.alatif/videos/10157843998013247 تلوث البيئة https://sudannextgen.com/aiovg_videos/environmental-pollution/
ولنا عودة للمحاور الأخرى من المشروع الاستراتيجي لتغيير الفكر السياسي والإداري نسأل الله تعالى أن يخرج بلدنا الطيب من عنق الزجاجة ومن العاهات السياسية والإقتصادية والإجتماعية إلى بر الأمن والأمان والإستقرار والرخاء في سودان أخضر.