كنا جلوسا نتسامر فقال صديقنا : حرم (السودان ده ما فيهو رجال) . وكالعادة ثار الجالسون غضبا على الرجل وبالطريقة السودانيه المخلوطة بالعصبية و (أفو ) و(على الطلاق) و (حرم ناكلك حي) (ويا زول ما تغلط) فقد أردف قائلا والله لقد صدق المستشار المصري مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك حين قال عن مصر (البلد دي مفيهاش رجاله ) وطبعا ثار الشعب المصري حينها غضبا وثاروا على الرجل. واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار تسجيل الفيديو المنسوب إلى مرتضى منصور، رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك المصري. وفي ذلك الفيديو يسمع صوت مرتضى منصور يسب الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي المصري، ومحمود عبدالمنعم "كهربا"، لاعب النادي الأهلي كما "يسيء" فيه للشعب المصري قائلا: "البلد دي مفهاش راجل". فهل كان مرتضى منصور المعروف عنه ب (طولة لسانه ) يقصد الإساءة لمصر ام انه يقصد اشخاصا ؟ وهل يقصد صديقنا الاساءة للسودان ام يقصد اشخاصا ؟ وظني انه لا يقصد الوطن بقدر قصده للأشخاص الفاشلين وفقط كان يريد إيقاظ المارد الذي طال نومه وقد فشل في بناء دولة تذخر جنباتها بكل الموارد والخيرات. نعم يقصد ذلك. فمنذ نعومة اظفارنا ونحن نسمع عن موارد مهولة واراضي خصبة ونيل هو اطول انهار الدنيا. ونسمع عن فشل الحكومات. والمصيبة اننا الآن نستجدي لقمة العيش بواخرا وقمحا ووقودا وإعانات وصدقات ومنح . ولا أمل في تغير يذكر والشعب يفجر الثورات تباعا ويصفق لها ويغني للفاسدين من الرجال الذي تناوبوا حكم السودان دون وطنية. فالحكومات ظلت تتشكل وسط الترحيب بالدكتور فلان والخبير علان وللاسف ينتهي بهم المطاف للفشل الذريع . وكل ما كان يحدث هو احتواء و تذاكي و(فلاحة) في اجهاض الثورات وتخدير للشعب وتحجيم لدوره الثوري في التغيير دون مشاركة حقيقية في السلطة. لتبقى تلك الثروات المهولة عرضة للنهب والسلب من لدن ملايين اللصوص الذي ملؤوا البلاد طولا وعرضا . وكأني بطرفة بن العبد وهو يصفنا قائلا : كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ * والماء فوق ظهورها محمول و حقا وحتي الآن فنحن مغيبون عن هذه الثروات والموارد المهولة التي نراها رأي العين بين ايدينا ذهبا وثروة حيوانية ومحاصيل وثروات معدنيه واراض خصبة . فما زلنا وحتي يومنا هذا ونحن نصدر ماشيتنا حية بأناثها ونصدر كل محاصيلنا خاما. وهذا دليل جهل بقيمة ما نملك من ثروات وهبها الله لنا. و للاسف الشديد هم وحدهم بعض بنو جلدتنا الذين يتلاعبون بمواردنا وثرواتنا. وليت حديثه يحرك فينا حب الوطن والانتماء لبناء هذا الوطن الغالي.