عوض عدلان خلال ايام مفاصلة (القصر والمنشية) الشهيرة في ايام العهد البائد تم اعتقال الاستاذ حسين خوجلي علي اعتبار انه كان يتبع لجماعة المنشية (جماعة الترابي) المغضوب عليهم في تلك الفترة وقد منع عن الكتابة بعد اطلاق سراحه وتم ايقاف صحيفة الوان و الحياة والناس المملوكة له ولم يعترض احد.. كان شخصي الضعيف هو الصحفي الوحيدة الذي تقدم لاجراء حوار معه رغم رفضه المتكرر خوفاً من محاسبته من الجهات الامنية ولكن تحت اٍلحاحي والتطمينات التي قدمتها له تم ذلك الحوار والذي نشر في صفحات صحيفة (حكايات) ونال الاشادة منه هو شخصياً بخطاب رقيق الي ادارة الجريدة.. لم يكن ذلك الحوار ٍاجتماعياً كما يتبادر الي الاذهان بل كان (سياسياً في قالب اٍجتماعي) وقد اعاد الروح للاستاذ حسين خوجلي وطرح من خلاله (نوايا) كانت الجهات الامنية تجهلها فاعادت علي ضوء ذلك قراءة التعامل معه وبالتالي اعادة بعد فترة فك حظر صدور تلك الصحف بل وتم التصديق له بانشاء اذاعة المساء وقناة ام درمان الفضائية بتمويل مفتوح من بنك فيصل الاسلامي في صفقة اجهل تفاصيلها ليتحول بعد ذلك الي جماعة (القصر) اعيد سرد هذه التفاصيل لانني اٍصبت بالإحباط بعد ذلك لانني كنت اعتبر ذلك الرجل (مقاتل) في الحق والصدق والجمال في ذلك الوقت وليس اًرزقي يعتبر الإعلام تجارة يصعد من خلاله الي قمة الثراء ويبيع في كل لحظة مواقفه وبرفض ان يقول (الحق) في وجه حاكم ظالم وبيوت اشباح مفتوحة وسرقة علنية لاموال الشعب.. نحن ضد اعتقال الصحفيين الاحرار ولكننا ايضا في ذات الوقت ضد الصحفيين الارزقية الذين يتاجرون بالكلمة والمواقف ونطالب بإطلاق سراح كافة الصحفيين المعتقلين ونسأل الله ان يهديهم الي تبين الحقيقية والصدق في قول الحق… ونأمل ان ينبري استاذنا حسين خوجلي في اواخر ايام حياته الي كتابة مذكراته صادقاً القول فهي عبرة للأجيال القادمة من الصحفيين بدلاً عن انقياده وراء هذه المجموعات التي ستقوده الي ختام حياته بمداد اسود فالتاريخ لا يرحم..