كالعادة وبدون سابق مقدمات، رفع اصحاب المركبات العامة يوم أمس تعرفة الموصلات بمدينة جوبا الي رقم جديد في ظرف اقل من سنة منذ فرضهم للزيادات السابقة مع بدايات ظهور وباء كورنا، وفي كل مرة تكون الزيادة بنصف القيمةالسابقة، اي بنسبة تعادل 50% من قيمتها ولا احد يكترث، وقد سبقت شركات الاتصالات العاملة في البلاد "اصحاب المركبات" في فرض زيادات مبالغ فيها على المواطن مقابل خدماتها دون سابق اخطار ايضا، مع التاكيد ان هذه الزيادات التي فرضتها شركات الاتصالات مؤخرا كانت هي الاسوأ مقارنة بزيادات الاخرى، على سبيل المثال يمكن ان يستهلك المرء في مكالمة هاتفية مدتها ساعة واحدة رصيد يعادل قيمته مرتب شهر كامل لموظف حكومي في الدرجة التاسعة، اما خدمة الانترنت فالأمر اسوأ بكثير يصل حد الكارثة. الزيادات الفلكية هذه الايام طالت كل شيء تقريبا لتشمل، الدواء، الرغيف، البصل، ربطة الخضرة والجرجير، كوز الجنجارو، كيلو اللحم، ملوه ويكة، وكل أنواع الخضروات والفواكه وحتى برميل مياه البحر من تناكر الاحباش تضاعف قيمته كل هذه الفوضى تحدث في بلدٍ يعج بالمسؤولين يسدون عين الشمس لكثرتهم وتعدد المناصب التي يتربعون على عروشها دونما انتاج او تقديم خدمة .. لا يوجد واحد منهم ينبس ببنت شفه فيما يحدث للمواطن من جشع وجور التجار والشركات الاجنبية العاملة في البلاد، كل شيء يحدث دون اسباب منطقية لحدوثه، مثلا (الدولار) الذي يتخذه التجار شماعة يعلقون عليها افاعيلهم الجشعة، قد استقر في حدود ال"60″ جنيه للدولار الواحد منذ بداية هذه السنة الجديدة ولم يطرأ عليه ارتفاع يذكر في السوق الأسود، اذن فما هي مبررات الغلاء الجديد الذي يضرب البلاد..؟. اعتقد أننا لو سألنا تلاميذ السنه الاولى أو رياض الاطفال عمن بوسعه ايقاف هذه الفوضى سيشيرون بالاصابع الي الحكومة والقائمين على أمرها ولكن كيف نتوقع ان تأتي الحلول من هؤلاء وقد فشلوا حتى في ادارة محطة صغيرة لتوليد الكهرباء التي تمد مدينة جوبا بالطاقة الكهربائية!!؟ ان اسوأ ما فعلته حكومة حزب الحركة الشعبية واجنحتها المختلفة هو انها لن تفسد لنفسها فقط.. بل افسدت معها الانسان الجنوبي ايضا ونزعت عنه اهم قيمة كان يملكها وهي (الإنسانية) التي دونها يصبح الانسان كائنا مفترسا ينهش لحم اخيه حياً، ولكم ان تستقصوا اصحاب المركبات الذين فرضوا زياداتهم الجائرة عن معاناة المواطن فيما يقومون به، ستجدون منهم (أجوبة آلية) لا تصدر الا من كائنات منزوعة الضمير، لا يهمها شيء غير المصلحة الذاتية حتى ولو أودت هذه المصلحة بالوطن والمواطن موضع الهلاك، خلاصة القول هو: اذا كانت معاناتنا من صنع وانتاج ايدي ابناء جلدتنا، فكيف لا تفترسنا الكائنات العابرة للحدود كما فعلت وتفعل الشركات الاجنبية العاملة في البلاد..!؟ ألقاكم. سايمون دينق [email protected], جوبا صحيفة الموقف