سايمون دينق (مبروك) كلمة لا يكلف نطقها سوى ثانية واحدة فقط ومع ذلك تأبى النفس أن تلفظها هذه الايام حتى ولو توافرت الدواعي التي ترغم الانسان على واجب المجاملة التي يقتضيها الظرف، على الاقل البرلمان الذي رفع رئيس الجمهورية النقاب عنه مساء الاثنين الماضي بمرسوم رئاسي حوت قائمته اسماء اشخاص اعرفهم معرفة شخصية وتجمعني ببعضهم صداقات "قديمة ومتينة" .. وهذا استثناء لم يحدث من قبل، كل البرلمانيين السابقين لم يربطني بهم شيء وأعتقد أنه لا علاقة لهم بالشعب الجنوبي سوى التواجد المشترك في رقعة جغرافية واحدة اسمها (جنوب السودان). من باب اللباقة الأخلاقية كان يتوجب على المرء ان يتقدم بالتهاني الحارة لأصدقائه المقربين من (البرلمانيين الجدد) وهم بلا شك كفاءات لا غبار عليها وينتمون إلى (الطبقة الكادحة) بما يعنى أنهم أكثر الناس ألماما بمواجع الغلابة آلامهم ومآسيهم وآمالهم وتطلعاتهم ،ولكن ثمة تساؤلات جوهرية طرحت نفسها بشدة وشغلت خلدي وانا أطالع (القائمة المترهلة) للبرلمان الجديد الذي ناهز عدد عضويته "550" عضوا. * كيف ستحل عملية إضافة (اعضاء جدد) معضلات البرلمان المتراكمة التي لا تحصى ولا تعد!!!؟. * هل ستسلط الاضواء على القوانين والتشريعات التي فوق الأرفف والتي غطاها الغبار وأصبحت في طي النسيان وهي في طريقها إلى متاحف التاريخ؟. * هل يملك هذا البرلمان انياب حادة يستطيع ان يخضع بها الجهاز التنفيذي لقراراته ام سيبقى الحال كما في السابق حيث يأتمر البرلمان بأمر الجهاز التنفيذي؟ * هل ستختفي مظاهر التخبط والعشوائية التي لازمت عمل البرلمان القديم الذي يختم جلساته احيانا بسن قوانين غير ملزمة لاي جهة مثل قانون حظر استيراد سيارة ال"V8″ التي ارتفعت وتيرة استيرادها الي ضعف بمجرد حظر البرلمان لها!!؟.. * ما الذي ينتظره المواطن الجنوبي من برلمان مكتظ ومترهل بهذا الشكل وهو في الاساس مجرد برلمان انتقالي جاء عبر محاصصات يعرف الجميع اسبابها وبكل تاكيد ستنتج عنه تشريعات وقوانين لا يملك الجهاز التنفيذي ابسط ادوات تنفيذها ولو مجرد إرادة…! نأمل ان يثبت البرلمان الجديد عكس التوقعات في دورته المرتقبة.. وحتى ذلك الحين ساحتفظ انا بحق التهنئة لاصدقائي البرلمانيين. ألقاكم