عَقليَّات أركان النقاش و بيانات التنظيمات و الجمعيات و اللوائح و حركات الإنسلاخ و التمرد و الغابة ليست مؤهلات لحكم الدولة! فالدولة شأن و الجمعيات و الأحزاب و القوى و الحركات و "خلافه" شيء آخر. قيادتك لمجموعة أو أتباع أو أعضاء أو حتى "عصابة" لا تعني حتمية قدرتك و من هم معك على قيادة الدولة؛ كتبنا عن هذا. إلى سودان ما بعد الثورة الغارق في فوضى البحث عن "قادة" و يا سبحان الله في حكمه و تصاريفه عندما نتأمل في الأحداث لنستنتج منها عبرة و موعظة و حكمة. "نميري" و "البشير" ضابطين من قوات الشعب المسلحة كلاهما دُفع به – في غفلة منهما و من الزمان شاء القدر لهما – أن يستلم السلطة جاهزة – على طبق من ذهب -و كلاهما لم يك له أي دور في التخطيط أو حتى الفهم لحُكمِه السودان! ل "يتعفرَت" الإثنان على الذين جاؤوا بهما فيثبتوا معنى أن يتفوق التلميذ على – أو "علها" يعض الكلب يد- أستاذه! و أيّ "تلمَذة" هنا؟ سنوات من حكم الطغاة أرهقت و استهلكت العباد و البلاد تحتها! و سقط نظاميهما و "الجابوهم" معهما. قواسم إذا مشتركة بينهما في دلالتها تفسير على ما كان و ظل يُعانيه السودان و شعبه و أرضه. التفسير الذي نحتاجه حتى نفك في سوداننا "لعنة السلطة" و نجد إجابة عن سؤال أن "من يحكمنا؟". السودان زاخر بأهل العلم و الفكر و الرأي نعم و كالألعاب الرياضية ما بين الفردية و الجماعية هو متميز في الشغل "الفردي" كحال العرب و الأفارقة تحديداً! أما "اللعب" الجماعي و الجماعة -لا الإخوان- تكاد تكون فينا شبه معدومة! عندما انتصرت الثورة و سقط عمر انكشف ضعف القوى التي شاركت فيها تحديداً و ظهر جلياً اختلاف الفكر و القناعات و الغايات و حتى الأساليب بينها! فثورة الشعب هي التي جمعتهم و أجبرتهم على الإنسجام و التعاون و إن -مؤقتاً- فيما بينهم و بنجاحها أسقط الجميع عنهم عباءته و قشوره و أصدافه و عادوا إلى "عادتهم" تلكم الأولى! إذا هل "حدث" يوماً و استطاع أن يحكم حزب "واحد" أو حراك و حركة ما السودان "وحده"؟! و هل في الظن يُمكن لأي شخص في السودان "مواطن" أن يصعد كواحد بلا سند و دعم و "جيش" إلى السلطة؟! هل صدقاً نحن صدقنا أن السيد "حمدوك" لوحده قادر على أن يحكمنا؟! و هل فينا من قدرة أو حتى تبقى "حيل" على أن نصدق أن مجالس ما بعد الثورة – عسكرية و مدنية و انتقالية و سيادية و ثورية و شراكة -الحاكمة لنا هي فعلاً من يحكمنا؟! هل إنعدم في السودان- حقاً – أل "قادة"؟