ففي الوقت الذي جثم فيه هذا الوباء اللعين على قلوبنا. واصبح الموت يخطف ارواح الأحبة . دعونا نطلق دعوة صريحة لتبني رؤية صحية خدمية في بلادنا. وذلك وفق مخطط تعبوي شعبي ورسمي. نستخلص العِبَر من هذه المحنة التي عصفت بنا. ونتحسس الطريق الذي يجب ان نسلكه لنصل ااي بر الامان. فهذا الوباء اللعين قد جاء متزامنا وثورة ديسمبر الشعبية. و نال من اقتصادنا المنهار الكثير وان كنا وحتي الآن غير مبالين بتداعياته الخطيرة . فقد تجدنا وحتي الآن نمارس حياتنا عادية ودون محاذير صحية ولا حظر ولا احترازات ولا تباعد ودون اتباع لتعليمات منظمة الصحة العالمية . فمازالت وحتي الآن حفلات الزواج تقام كما في السابق. ومازالت التجمعات في الاسواق لا تغفلها العيون. وما زال الازدحام في المواصلات . وهناك تدني مريع في الخدمات الصحية. وتدني في نسب التطعيم ضد الفايروس. وكأن سلطات البلاد غير آبهة بخطورة الوضع الصحي . فكم تعجبت وما حدث في مطار الخرطوم ذات يوم وركاب طائرة قادمة من الهند وهم يقتحمون البلاد دون حجر او اي اجراءات صحية. وهذا يتطلب منا اقامة مؤتمر صحي عاجل للوقوف علي حقيقة الاوضاع الصحية في البلاد. وصدقوني فلقد تحول هذا الفيروس إلى وباء يصعب السيطرة عليه. فلقد بدأت تحوراته ترعب العالم كله. فكم اقلقني تصريح لوزير فرنسي وهو يقول : "نحن مهددون بانهيار صحي حقيقي، والانهيار هو سقوط مدوٍ"، مضيفا: "منظورنا للصحة يجعلنا غير قادرين على رفع التحديات التي تواجهنا اليوم، ولعل أولها ظهور أوبئة جديدة". ولعل مبعث قلقي هو انه قد صدر من وزير دولة في مقام فرنسا فماذا نحن فاعلون في السودان. وماذا سيقول لنا وزير صحتنا المسكين . فنحن اخوتي في امس الحاجة لمرجعية صحية حقيقية لمواجهة هذا الوباء . فالعالم كله قلق من ان هذا الفايروس قد بدأ يدمر اقتصاديات العالم. وخوفي ان يتكرر المشهد أزمة اقتصادية شبيهة بتلك التي حدثت سنة 1929. فلقد عم الكساد في تلك السنة بعد انهيار سوق الأسهم الأمريكية في 29 أكتوبر 1929. و زاد الطين بلة اندلاع الحرب العالمية الثانية والتي خلفت قرابة ال 70 مليون قتيل، وخوفي ان يفعل الوباء بالاقتصاد الحالي ما فعلته تلك الازمة. وهذا ما حذرت منه "كريستينا جيورجييفا"، مديرة صندوق النقد الدولي حين قالت : "لا يمكن مقارنة الأزمة الحالية بأزمة الرهون العقارية لسنة 2008، كما يجب الرجوع إلى الأزمة الاقتصادية العالمية سنة 1929 من أجل المقارنة حتى يتضح حجم الأزمة التي تواجهها الاقتصادات العالمية، فمعدل النمو سيكون سلبيا وسيستفحل الأمر إن استمر الوباء". وهذا ما يفسر صراعنا الكبير من أجل البقاء.انتهي حديثها. فأن كان هذا هو القلق الذي يسود العالم. فماذا نحن فاعلون في السودان اذا طال امد هذا الوباء . الوباء اخوتي خطير ويحصد الارواح ويدمر الاقتصاد.