في مانشيت بجريدة الوطن الصادِرة هذا الصباح: زوجٌ يذبَحُ زوجتَه في الشارع العام. وفي التفاصيل أنَّ زوجاً، وبينما كانت طليقتُه تسيرُ في الشارع العام عائدة من عملها إلى منزلها، فاجأَها بطعنات بسكين ثُمَّ ذبَحَها كما تُذْبَح الشاة. الكلام ده في مدينة الأُبَيِّض. وفي Headline آخَر في جريدة أُخْرَى أنَّ آمِنة حاكِمة نهر النيل أمرت بحظر التجوُّل بمدينة الدامر لساعات حدَّدتْها. والسبب إنو جماعة من القرعان والفلاتة اشتبكوا مع جماعة من النوبة، والحصيلة كانت عدد من القتلى من ديل، ومن ديل، وماشة في زيادة. سلامٌ على الطيِّب مصطفى في الخالِدين، أتارِيهو كان زرقاء يمامتنا، يرى شجراً يسير. الشدر ده، والقطع الطيب مصطفى عُمْرو كُلُّو يحذِّر مِنُّو، نحنَ ما رأيْناهُو، ولا قِدِرْنا نراهو، إلا في ضُحَى الغد، حينَ طارت السكرة وجاءَت الفكرة. ولما رأيْناهُو اتضح إنو الطيب ولو إنو كان سابقنا في الرؤية، لكن شوفو كان أحوص شوية. هو كان يركِّز على الجنوبيين وبتصوِّر ويصوِّر إنهم كائنات بدائية غير قابلة للتمدُّن والتحضُّر، وتعيق تطوُّر الآخَرِين، وتأسيساً على كده ذبح الثور الأسود يوم انفصال الجنوب نظام كرامة كده، ومكافاة للبلا بالبليلة. في رأيي الأكيد، إنو التحضُّر هُوَ سُلُوك، في الحساب النهائي وفي التحليل الأخير. وأنا كُنْت شغال في النيابة سنين عدداً، ووجودي في الأساس وإلى يوم الناسِ هذا، في الأوساط القانونية والدوائر العدلية. ف ما شُفْتَ ولا حصل شاهدْتَ جنوبي أو جنوبية ثبتت عليهو جريمة بتاعت قتل أو سرقة أو أيِّ جريمة مُخِلَّة بالشرف أو الأمانة أو النظام والسلامة العامَّة. وما شَهِدْتُ إلا بما عَلِمْتُ. إنَّ ما اعتقدُه مطلوباً وصحيحاً، هُوَ أنَّ ذات نشاب الطيِّب مصطفى يجب أن ينغرز في المكان الصحيح، في قلب القضية، تجاه أَكَلَة العصيدة. المناسبات، أو المرَّات الما لذيذة، الأكلْتَ فيها العصيدة، وعلى مدى 45 سنة، وسبعة أشهر، وستَّة أيَّام، وثمانية ساعات، هِيَ جملة ما مكَثْتُ على أرضِ الناس آكُلُ الطعام وأمشي في الأسواق. المرَّات دي ممكن أعِدَّها على أصابع اليد الواحِدة. يعني, ما بتحصِّل ليها أو تفوت خمس مرَّات. وكل مرَّة من المرَّات دي محتفظ ليها بذكرى واضِحة من عدم ارتياح، ونفور يُشْبِه الغَثَيان والاشمئزاز. وعموماً، وفي ظَنِّي، وبصفة عامَّة، لو يصدُقُ ظَنِّي، إنو أكْل العصيدة بيتَّصِل بسببٍ ما وثيق، ويرتبط برابِطة ما قَوِيَّة، بالهزال العام في الجُمْجُمَّة، ومن ثَمَّ رداءة عصيرها، وضعف قابلياتها وإمكانياتها ومُمْكِناتها في التجريد العقلي، والإدراك السديد، فالفهم السليم، على النحو الذي نجرَ لهُ النور حمد، وبسداد مصطلح: ( العقل الرعوي). ولو حصل إنو عالِم من العُلَماء، أو باحِث متخصص في الأُمُور أخضع الافتراض ده لِهَدْأة الدرْس ووَكْدِه، فحصاً واستبياناً وفلفلةً وتمحيصاً، واستخلص، فَلَرُبَّما وَجَدَه صحيحاً. أو رُبَّما كمان وجَدَ اللهَ عِنْدَه فَوَفَّاهُ حِسابَه، وفي الحالة دي، فأنا بَرِئٌ منه، ولا شُفْتُو لا شافْنِي، إنِّي أخافُ اللهَ رَبَّ العالَمِين. "شُكْرِي" [email protected]