* في بحر الأسبوع الماضي قرأتُ أن السودان يتذيل العالم في الإنترنت.. فقد حملت الأنباء أن تقريراً صدر عن موقع (سبيد تيست) إحتلت فيه بلادنا المركز (133) من حيث بطء الإنترنت عبر الهاتف المحمول؛ وتقدمنا على الصومال كالعادة ودولتين أخرتين..! * بلا شك؛ مركزنا الطبيعي هو (الذيل) في أي تقرير أو إحصائية تتعلق بالأرقام القياسية في (الفساد التخلف العشوائية الإنحطاط.. الخ).. والمُستنكر الغريب عندنا في موضوع الإنترنت هو غلاء الخدمة رغم البطء ورداءة شركات الإتصال عامة.. فهذه الشركات تعمل بذاكرة العصابات وبطاقتها القصوى في الجشع وتكديس الأموال (نظير رداءتها واستهبالها) كأن بينها وبين المواطن (عداء شخصي)!.. فلو كانت هنالك إحصائية حول إرتفاع تكاليف الإنترنت في دول العالم لما وسعنا سوى الترتيب الأسوأ من بطء الخدمة بكثير. * الحكومة السودانية وعلى رأسها العسكر لا تولي أمر سرعة الإنترنت عناية؛ ولعله أحد أعدائها.. فمن مصلحتها أن يتوقف الإنترنت من الأساس؛ ففي ذلك راحة لرؤوسها الإجرامية التي يقلقها تداول فظائعهم والتذكير بها عبر المواقع.. وقد سبق لهؤلاء إيقاف خدمة الإنترنت لمدة شهر كامل (بعد قتلهم للشعب).. وأقذر الحكومات لم تفعل في الإنترنت مثلما فعلوا.. ثم.. لأنهم (عسكر) ظنوا أن الحجب يداري الإبادة التي ارتكبوها يوم فض الإعتصام وما تلاه من أيام. * مع ذلك.. تبقى معضلة الشبكة العنكبوتية هينة بالنظر إلى ما هو أسوأ منها في البطء؛ فعلى سبيل المثال: 1 بطء رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في حسم أي ملف داخلي.. ما أكثر الملفات.. وأمامنا ملف لجنته (المكروهة) المكونة للتحقيق في مجزرة اعتصام القيادة العامة. 2 بطء العدالة عموماً.. وهذا مرتبط بالمذكور (بوشيجة ما). 3 بطء عمل المحاكم؛ الخاصة بمفسدي وقتلة النظام البائد (والحالي أيضاً). أعوذ بالله المواكب