خشية وقلق وتوتر كثير من الأسر السودانية التي لديها طلاب في المدارس من اقتراب موعد العام الدراسي الجديد أصبح بمثابة بعبع مخيف بالنسبة لها ومصدر قلق نسبة للزيادة الكبيرة والمضاعفة في الرسوم الدراسية خاصة الأسر التي لديها طلاب في المدارس الخاصة التي قفزت رسومها عاليا بلا رقيب وهي تتفاوت مابين مدرسة وأخرى. استثمار وتجارة أصبح التعليم بمثابة استثمار وتجارة رابحة لدى الأغلبية ممن اقتحموا هذا المجال بقصد الربح السريع من خلال الرسوم الدراسية التي تم فرضها على أولياء الامور وهو ما أكده ل (الراكوبة) المهندس فضل المولي:(لدي ثلاثة أبناء في مراحل مختلفة مابين الأساس والثانوي يدرسون في مدارس خاصة في كل عام تكون هناك زيادة مضاعفة وغير منطقية في الرسوم الدراسية هذا الأمر أرهقني ماديا لذا أضطررت الي تحويلهم لمدارس حكومية لتخفيف الضغط المادي حتي وأن كان الاهتمام قليلا ولكن ليس باليد حيلة). يأس وحزن من جانبهم عبر عدد من أولياء الامور الذين لديهم طلاب يتلفون تعليمهم في المدارس الخاصة عن مدى شعورهم باليأس والحزن ممايحدث للتعليم الذي أصبح عبارة تجارة رابحة بقولهم :(أننا نشعر باليأس من وضع الحكومة الحالية ممثلة في وزارة تعليمها لأنها لاتحرك ساكن في ضبط المدارس الخاصة من ناحية الرسوم، كما نشعر بالحزن والقلق ونحن نعاني من الغلاء اليومي الذي طال كل شئ ومع اقتراب فتح المدارس تحديدا ستتضاعف معاناتنا من طلبات ابناءنا في المدارس مثل توفير (رسوم الدراسة والترحيل ، حق الفطور، الزي ،الكتب،….الخ). استنزاف مادي فيما علق أحد أولياء الأمور ل(الراكوبة):( لاتعليم في وضع أليم.. لابد للاهالي أن يرفعوا هذا الشعار لوقف الهرج والمرج وموجة الغلاء التي يعيشها المواطن الآن،والله العظيم هناك أسرة لاتستطيع تسديد رسوم طالب واحد ونحن جميعنا مسؤولين أمام الله. مضيفا (يجب الانتباه إذا كان لديك مال ولم تراعي لغيرك المحتاج والمعدم ستصل مرحلته يوما ما لذا لابد من الاتحاد بالوقوف في وجه تلك الفوضي ورفض مايحدث من إستنزاف مادي للمواطن. غلاء المعيشة فيما تمني البعض الآخر بأن لاتفتح المدارس أبوابها الآن حسب ما أعلن عنه وأن تمتد فترة الإجازة فترة أطول نسبة لغلاء المعيشة وارتفاع الرسوم الدراسية والخريف الذي دمر ويهدد كثير من المدارس. موضحين بأنهم لايملكون المال الذي سيتكفلون به بسداد الرسوم الدراسية لقلة حيلتهم وجشع أصحاب المدارس الخاصة. ظروف طاحنة فيما أكد بائع الخضروات (م،ك) بأن الحيلة غلبته وأصبح لا يستطيع أن يكتفل بمصاريف أبناءه الدارسية وعددهم خمسة فاضطر لإخراج الثلاثة من المدرسة ومواصلة الاثنين لدراستهم ،موضحا بأنه يعمل رزق اليوم باليوم ولايستطيع توفير المال الكافي لإكمال تعليمهم في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة وإذا صعب الأمر عليه سيضطر أيضا لإخراج أبناءه الاثنين من المدرسة للعمل معه في السوق لزيادة مصدر الدخل للمعيشة – حسب قوله – مطالبا في الوقت ذاته وزارة التربية والتعليم بحسم فوضي رسوم المدارس واتاحة الفرص لغير القادرين ماديا بأن يواصلوا تعليمهم ، متابعا (اذا لم تتمكن الحكومة ذلك فلن يستطيع الكثيرون من مواصلة التعليم في هذا الوضع الأليم).