ما زال الموقف شائكاً بين السودان وإثيوبيا حول قضايا مختلفة ولكن تظل قضية سد النهضة هي العنصر الأساسي لأزمة البلدين إذ لا زالت إثيوبيا على موقفها وهو ملء السد بغض النظر عن أن تلك المواقف متفق بشأنها أم لا. وقدأعلنت تركيا أنها ستتوسط لرأب الصدع بين السودان وإثيوبيا في محاولة لإنهاء التوتر بين السودان وإثيوبيا وإعادة الأمن للإقليم، بيد أن البعض وفي ظل التوتر الذي يسود المنطقة يتساءل عن مدى نجاح هذه الجهود في إعادة الأمن والاستقرار، وعن درجة تجاوب الأطراف مع المبادرة في وقت قدمت فيه بعض الدول مبادرات أخرى مثل المنبر الذي أقامته واشنطن للدول الثلاث بجانب المؤتمر الذي انعقد بأوغندا لهذه الأزمة تحديدا. وقد أجهضت بعضها رغم النجاحات المحرزة لبعض منها. ولكن تعثر بعضها الآخر. صراع الأقطاب: ويقول د. السر محمد علي المحلل السياسي، إن ظهور مثل هذه المبادرات في هذا الوقت تحديداً دليل عافية وجانباً مشرقاً في العلاقات الدولية.. وقال السر ل(اليوم التالي) إن ظهور تركيا تحديداً يعتبر محفزاً لإثيوبيا التي باتت غير مقتنعة بدرجات الثقة التي تربطها مع السودان. وقال إن تركيا نشطت مؤخرا بصورة جادة في حلحلة الإشكاليات في دول الإقليم. وأشار إلى الأدوار التي تقوم بها تركيا في المنطقة الآن تؤكد أنها تمضي في إطار تهدئة الأوضاع رغم أن الأحداث التي تدور الآن من صراعات أشبه بالقطبية تجعل بالضرورة هناك أعداء لهذه الدولة في إطار ما يعرف بصراعات المحاور.
نقطة عبور: لكن المحلل السياسي والخبير عبد الرحمن بدرالدين يقول لموقع تسامح نيوز إن المبادرة التركية تجد الطريق ممهداً من واقع القضايا الشائكة التي تتطلب المعرفة بالبلدين، وينصح عبد الرحمن هنا الحكومة بعدم التهافت وراء المبادرات لأن ذلك يقلل من استقلالية السودان حيث يصبح منتظراً لتلقي المبادرات، وهو لا يعلم أنها تحمل أهدافاً خاصة. يذكر أن تركيا وخلال الصراع العسكري الأخير في القوقاز قامت بتسليح الجيش الأذربيجاني بأحدث الأسلحة والآن ، في الأراضي التي تم الحصول عليها أثناء النزاع هناك علمان معلقان أذربيجانوتركيا. ويرى عبد الرحمن أن ذلك يشير إلى ازدواجية المعايير وأن تركيا تريد من خلال مبادرتها تحقيق بعض المكاسب الخاصة بها وأن الامر ليس حباً في السودان أو إثيوبيا، وينبه إلى أن أنقرة ومن أجل تحقيق أهدافها الخاصة قدمت من قبل مساعدات ضمنية لمؤيدي تنظيم داعش الإرهابي عندما أصبحت الحدود التركية نقطة عبور للمسلحين. أما في الأحداث الأخيرة في أفغانستان فقد كان "الضامنون" الأمنيون يحرسون المطار في كابول، حيث لا يزال الناس يموتون، وفي الجانب الآخر فإن المدافعين الأتراك لا يحمون الأفغان البسطاء ، بل يحمون المواطنين الأمريكيين لنجدتهم. ويقول عبد الرحمن الآن ومن عجب أن تحولت أنظار البلد الذي يدير المنطقة إلى السودان والآن سافر المسؤولون بالفعل إلى أنقرة ومنحت أراضي السودان لتركيا لاستخدامها "شركاؤنا" اليوم يقولون إنهم يريدون أن يدعموا الأمن في السودان وإثيوبيا، ولكنني لا أظن أنها أخبار مطمئنة. موقف مقبول: مشكلة سد النهضة واحدة من المصاعب الكبيرة التي تواجه الإقليم لجهة أن منطقة القرن الإفريقي تشهد تجاذبات عنيفة وتدخلات من قبل بعض الدول الكبرى التي لها أطماع كبيرة هنا لجهة أن المنطقة لا تزال زاخرة بالعديد من الثروات التي تتضمنها أراضي الإقليم. هذا ما يؤكده مصطفى حسين أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية. وقال حسين ل(اليوم التالي) إن هذه المبادرة من شأنها أن تحرك رمال العلاقات الدولية بين هذه الدول قال إن تركيا مقبولة لكل الدول لوجودها القديم في القارة الأفريقية وأن لها علاقات وطيدة مع السودان بيد أن تدهور علاقاتها مع مصر يمكن أن يكون واحدة من المطبات التي قد تتجاوزها مبادرتها بكل سهولة لجهة أن مصر ليست طرفاً في هذه المبادرة بالرغم من علاقتها بأزمة سد النهضة. اليوم التالي