الجنرال ثاني اباشا النيجيري يعد من اكثر الجنرالات في افريقيا ذؤ صيت وشهرة كبيرة لما اتسمت فترة حكمة من قسوة وفساد كبير بجانب التنكيل بمعارضية من السياسيين المدنيين المتطلعين للتحول الديمقراطي لنيجيريا في ذاك الوقت. هذا الجنرال (ثاني اباشا) حكم نيجيريا منذ عام 1993 وحتى وفاته في عام 1998، حيث كان يتراس الفترة الانتقالية لنيجريا والتي تهدف للمضي باالبلاد نحو التحول الديمقراطي. لكن في نفس الوقت في دواخل هذا الجنرال الذي اصابته سكرات السلطة كان يضمر رغبة في مواصلة حكم البلاد عن طريق خلع بزلتة العسكرية ولبس جلبابته المدنية للترشح في انتخابات يتم حياكتها بدقة بواسطة خمسة احزاب مدنية كلها تجمع على ابراز مرشح وحيد يتفق علية وهو (الجنرال ثاني اباشا). هذة العملية اطلق عليها في ذاك الوقت (الديموقراطية الوليدة من الداخل) ، الا ان المعارضة المدنية وقفت بشدة ضد طموح ورغبة الجنرال الخبيثة هذه حيث استطاعت وبكل نجاح كسب التعاطف الدولي معاها وفرضت حصار وعقوبات مشددة على حكومة الجنرال ثاني اباشا. عبر مؤامرة مدبرة من الخارج وبواسطة قوة خارجية نجحت في اغتيال الجنرال ثاني اباشا عام 1998 وبعدها اتجهت البلاد صوب الديمقراطية حتى اليوم . لا يخفى على احد اليوم في داخل وخارج البلاد مستوى الخلاف اللذي نشب ما بين المدنيين والعسكريين في الحكومة الانتقالية لدرجة وصلت الى دخول البلاد في شلل تام في جميع المرافق في الدولة. العسكر من طرف والذين هم يمثلهم الجنرال برهان يظنون انهم حراس للديمقراطية وانهم اجدر من غيرهم في تسيير البلاد نحو التحول الديمقراطي ، بينما المدنيين لا يثقون في العسكر وهم على قناعة بان العسكر يريدون الانفراد بالسلطة وحكم البلاد . من الواضح والجلي بان الجنرال برهان اصيب بسكرات السلطة ويرى بانه هو الوحيد الجدير بادارة شان السودان بعد حكم البشير . فقط الذي ينقصة هنا هو تقليم مخالب قليل من المعارضين السياسيين والعسكر هنا وهنالك وبعدها سيكون الجو خالي له لوضع برنامج يهدف لتعبيد الطريق ليصبح حاكما على بلاد الرافدين ، ولما لا ؟ ، وقد حاول من قبل جنرال مثله حيث كان على قاب قوسين او ادنى من النجاح ليصبح رئيسا منتخب لنيجيريا عام 1998. ليس هنالك في التاريخ السياسي القديم او الحديث ان حدث اي توافق ناجح ما بين العسكر والمدنيين في اي ضرب من الضروب فكلاهما فلسفته في الحياة وطريقة تفكيرهما تختلفان عن الاخر ناهيك عن التحصيل الاكاديمي ، حيث هنالك توجد فجوة شاسعة ما بين المدني الاكاديمي المتعلم والعسكري الذي سلك طريق الجندية. لكن نحن في السودان بلاد العجائب والمفارقات سيما السياسية منها. نعم ، ما اشبة الليلة بالبارحة ! ، ما اشبه جنرال السودان اليوم بذالكم الجنرال النيجيري ! قطعا عقارب الساعة عادة للوراء كثيرا لكن على هذا الجنرال السوداني الحزر الشديد ، فهؤلاء المدنيين من ورائهم انياب خارجية مسمة لا تتردد في الدفاع عن مصالحها المشتركة ، لا نقل هذا ونحن نساند هذا الطرف ضد ذاك كلا! ، فكليهما اسوأ من الاخر ، ما ننشده هنا ثورة شبابية تصحيحية تهدف لخلع كل هذة المكونات التي قفزت الى السلطة من فوق اجساد الشهداء من الثوار الشباب . وانها ثورة حتى النصر …! [email protected]