مداهمة جديدة نفذتها القوة الأمنية المشتركة، أمس (الأربعاء)، لخلية إرهابية بحي جبرة جنوبيالخرطوم. حيث طوقت القوات حوالى الساعة الحادية عشرة المنطقة الواقعة من تقاطع محطة البيبسي شرقاً، حتى كلية البصريات جامعة النيلين غرباً، ومع انتشار كثيف لأفراد الأجهزة النظامية وسياراتها. وبعد مداهمة للمبنى المعني، لم تجد القوات أي عنصر من عناصر الخلية المقصودة والمقيمين في البناية، بحسب شهود عيان، الذين أكدوا كذلك أن القوة قامت بتفتيش دقيق لكل الشقق في المبنى، مستخدمة الكلاب البوليسية، ولم تعثر على أسلحة أو أشخاص. إلى ذلك، أخلت القوات البناية وقامت بفك الحصار من المنطقة، مع اقتياد صاحب المبنى للتحقيق. يقع المبنى بحي جبرة مربع (18)، جنوب المعهد الكوري مباشرة، ويتكون من ثلاثة طوابق، مبني على طراز حديث. وكشفت مصادر ل(الحداثة)، أن أشخاصاً يتبعون لدولة مجاورة (مصر)، كانوا يسكنون في ثلاث شقق مفروشة في البناية، موزعون على كافة الطوابق، وتراوحت فترات سكنهم من عام ونصف إلى عام. وأشارت المصادر إلى أن أفراد الخلية غادروا البناية بعد الأحداث الأخيرة، التي شهدتها المنطقة يوم الثلاثاء قبل الماضي، وأفاد أحد الأشخاص الذين يسكنون بالجوار، أنهم أحسوا بحركة انتقال سريعة مساءً قبل أيام، لكن لم يعيروها الاهتمام اللازم. مصادر أخرى، قالت ل(الحداثة)، إن هناك ثلاثة أسر من أفراد الخلية تسكن في البناية، أسرتان لديهما علاقات مع بعضهما ونسب، وأخرى تدعي عدم وجود ارتباط أو صلة قربة مع الآخرين، علماً بأنها الأقدم من حيث الإقامة والسكن في المبنى. وأضافت المصادر أن الأسرة التي تسكن في الطابق الأول، تتكون من خمسة أفراد (أم وأبنائها ابن وثلاث أخوات)، وتربطها علاقة نسب بالشخص الذي يسكن في الطابق الثاني، ويعمل سائق ركشة. ويذكر أيضاً أن إحدى بنات السيدة التي تسكن في الطابق الأول، جمعتهم علاقة نسب بمالك البناية، حيث تزوج ابنه إحدى بناتها ولم يكمل مراسم زواجه. المعلومات التي تحصلت عليها (الحداثة) أيضاً، أن هذه الأسرة كانت تسكن في حي الأزهري جنوبالخرطوم، قبل أن تنتقل إلى جبرة، على خلفية النسب من ابن صاحب البناية. أما فيما يتعلق بالشخص الآخر الذي يسكن في الطابق الثالث، فهو بحسب (المصادر) كان يقيم في بادئ الأمر وحده، قبل حضور زوجته من مصر، وادعى أنه يعمل أستاذاً للدراسات الإسلامية عن طريق (الاون لاين). وتشير المعلومات التي تحصلت عليها الصحيفة من داخل الشقة التي كان يسكنها، إلى أنه لديه ارتباطات بالنشاط الدعوي والجماعات الإسلامية، وتبين ذلك من خلال عدد كبير من الكتب والمستندات ذات الصلة. ويشار أيضاً إلى أن المعلومات أكدت أنه لديه (4) أطفال توأمان وكذلك كشفت المستندات أن زوجته كانت تعاني من أمراض من خلال أوراق الفحوصات وصور الأشعة المتناثرة في الشقة. شهود العيان أكدوا عدم تداخل الأسر الثلاث اجتماعياً مع سكان البناية أو الجيران، بعضهم قال إن أطفالهم كانوا يتخوفون من رد السلام، ويتجنبون المصافحة تماماً، وأيضاً لم يلحظ لهم أي حركة كثيرة أو نشاط مدرسي بالنسبة للأطفال. وتشير الإفادات التي تحصلت عليها (الحداثة)، من مصادر مطلعة، إلى أن أسراً بخلية شقق جبرة مربع (18)، كانت ميسورة الحال ولم يتخلفوا عن سداد الأجرة الشهرية طيلة فترة وجودهم، فضلاً عن أن الملامح العامة داخل الشقق توضح درجة من الرفاهية ورغد العيش، التي كانت تُحظى بها تلك الأسر، ويتكشف ذلك من خلال ما حوته ثلاجة الأسرة وما ضمته أرففها من كميات كبيرة من اللحوم والفراخ، بالإضافة للمواد التموينية الكبيرة داخل المنازل. وقد يشير ذلك أيضاً إلى أن تلك الأسر تقوم بشراء تموينها لفترات طويلة. بحسب الروايات، كانت إحدى السيدات التي تتبع للخلية تدعي أنهم من الأسر الغنية في منطقة العبور بمحافظة القليوبية بمصر، وأن زوجها معتقل ظلماً في السجون المصرية. ويعولها أشقاؤها الذين يعملون ويملكون ورشاً صناعية ضخمة. ملامح التطرف والحذر تمثلت بحسب المصادر بالإضافة للمستندات التي تحصلنا عليها في ارتداء النساء والصبايا لأنواع وأشكال للنقاب مختلف عما هو سائد في المجتمع السوداني، من حيث اتساعها وتضييق فتحات العيون وإخفاء كافة تفاصيل الجسم. وحسب عدد من السيدات اللواتي يسكن بالقرب ويترددن على الأسر المنتمية للخلية الإرهابية في مناسبات اجتماعية قليلة ومتباعدة، أكدن أنهن يتم استقبالهن في مضيفة بمدخل الشقة، تفصلها (ستارة) عن بقية أرجاء المكان. مغادرة الخلية الإرهابية للمبنى قبل مداهمة القوة الأمنية المشتركة، دارت حولها أيضاً حكايات عديدة، مثلاً، قال مقربون إن ربة المنزل بشقة الطابق الأول أخبرت بعض الجيران نيتها الرحول إلى أمدرمان، لمجاورة بنتها التي تسكن هناك، لكن الملاحظ والثابت أن الرحيل الفعلي تم بدون إخطار أو وداع لأحد، وبحركة مريبة ليلاً. رواية أخرى تحصلت عليها (الحداثة)، أن صاحب الشقة في الطابق الأخير اتصل على مالك البناية وأخبره أنه سيغيب لبعض الوقت، متعللاً باضطراب الأحوال. وتزامن كل ذلك عقب مداهمة الخلية الأولى بجبرة مربع (14) قبل أسبوعين. البناية التي تمت مداهمتها، أمس، كانت قد شهدت عملية محاصرة وتفتيش من القوات المشتركة، بالتزامن مع الأحداث الأخيرة بمربع (15) بنفس الحي، وقد شملت مداهمة الأمس كل الشقق في المبنى حتى التي يسكنها سودانيون. وإلى ذلك، اشتكى أحد سكان الشقق المجاورة من فقدانه لمبلغ مالي مقدر ب(30) ألف جنيه، عقب انتهاء التفتيش. ويشار إلى أنه في أثناء الوقائع الأخيرة التي شهدتها المنطقة الاثنين الماضي بمربع (15)، كانت هناك معلومات بإلقاء القبض على شخصين مسلحين قادمين من نفس المربع الذي حدثت فيه المداهمة أمس، وكانا ينويان فك الحصار عن الخلية التي كانت محاصرة، وتم قتل عناصرها الأربعة الذين ينتمون لنفس الجنسية أثناء المواجهة الأخيرة. ويرجح بعض سكان الحي أنه قد تكون هناك علاقة بالشخصين المقبوضين ومداهمة البناية، أمس، بمربع (18). ويذكر أن حي جبرة جنوبيالخرطوم، شهد أحداثاً دامية خلال الأسبوعين الماضيين، بعد مطاردة ومداهمة الأجهزة الأمنية لخلايا إرهابية بحسب بيان لجهاز المخابرات العامة وأسفرت عن مقتل (4) من عناصر الخلايا وقبض آخرين، كما أعلنت السلطات استشهاد (6) أفراد من الأجهزة النظامية وإصابة أعداد أخرى. الحداثة