لماذا يعجز العالم الإسلامي أجمع عن تطبيق شريعة الفقهاء؟ والغريب عندما يتم تطبيقها تتحول الدولة الى: نموذج إيراني. نموذج سعودي. نموذج داعشي. نموذج طالباني. نموذج بوكو حرام. نموذج الكيزان في السودان. بينما نجد الدول الإسلامية الناجحة اقتصاديا، والتي يتغنى بها (الاسلامويين) ويستثمرون فيها أموالهم ويعلمون فيها أولادهم هي دول (علمانية) حتى النخاع.. نموذج ماليزيا نموذج تركيا نموذج اندونيسيا نموذج دول الخليج! الخلاصة: شريعة الله هي العدل والحرية والكرامة الانسانية، لذلك قال السلف (أينما وُجد العدل فثم شرع الله)! أما ما يُسمى الحدود فهي تسمية خاطئة والصحيح انها عقوبات وليست قوانين، والجدير بالتأمل أن الحبيب المصطفى عليه الصلاة وأفضل التسليم قد رُوي عنه قوله من اخرج الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلوا سبيله، فإنَّ الإمام إن يُخطئْ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة»! نفهم من ذلك أن الإسلام جاء باطر ضابطة ومفاهيم مرجعية وأصول كبرى وترك للناس وضع التشريعات التي تنظم زمانهم، لان التشريعات تنبع من واقع الناس لتنظم ما هو قائم (قانون الانترنت ياتي بعد اختراع الانترنت وليس العكس)! وبالتالي كل قوانين ما يسمى (الشريعة) هي قوانين وضعية من وحي فهم الفقهاء للدين، ولكنها ليست الدين في ذاته وجوهره! وما جاء من عقوبات كقطع اليد انما هي موجهات عامة لا يمكن تطبيقها الا من خلال تشريعات بشرية، ومن يقول بغير ذلك فهو غير مدرك لشروط الفقهاء التي تنظم إيقاع العقوبات، والتي تختلف باختلاف المدارس الفقهية اي باختلاف فهوم الناس. مهمة التشريع اليوم لم تعد حكراً على فقهاء الاحكام الدينية، وانما أصبحت منوطة بمؤسسات ضخمة وبيوتات خبرة عالمية ولا تتم اجازتها إلا عبر سلسة طويلة من الاجراءات قبل عرضها على البرلمانات، ولا تترك فقط للنواب، لأن النواب هم من عامة الشعب وليسوا أهل اختصاص! [email protected]