رفعت قوى الحرية والتغيير" قحت"، إبان هياجها العبثي الأول ، شعار تسقط بس . وعلى إثر ذلك دغدغت مشاعر الصبية والفتيات ، ووعدتهم بجنة الديمقراطية والرفاهية والحرية المطلقة إن هم خرجوا للمشاركة في إسقاط نظام الإنقاذ . قدمت قحت كل ما هو مغري لهؤلاء الشباب فخرجوا زرافات ووحدانا ميممين صوب اعتصام القيادة العامة ، حيث توفرت كل أنواع المغريات والموبقات أيضا ، بما في ذلك الأكل والشرب ، وأشياء أخرى يمنعني الحياء من ذكرها ! وكل ذلك عبر قنوات استخباراتية لها أهداف سخرت لها جميع المغلفين النافعين وغير النافعين من قوى اليسار والبعث وعملاء المؤتمر السوداني الذي باعوا ذممهم ورهنوا مستقبل البلاد لجهات ساعد السودانيون في نشأتها وتطورها ، ولكنها باعت نفسها للشيطان وبني صهيون ، وطفقت تسخّر كل ما تملك لمحاربة الإسلام والمسلمين ، للأسف الشديد . هذا الشعار "تسقط بس" يعني بكل بساطة أن قحت لم تكن تملك برنامجاً مدروسا لحكم السودان بل كان يدفعها الغل والتشفي والحقد ، وتحركها المخابرات الدولية والإقليمية ، من أجل محو الإسلام من ذاكرة الشعب السوداني كهدف خفي طويل المدى ، والسيطرة على القرار الوطني ووضع دمى تابعة لتلك الأجهزة على سدة الحكم ؛ بحيث تمكنها من السيطرة على موارد السودان الاقتصادية والطبيعية ، وتتحكم في قراره السياسي وعلاقاته الخارجية . وما وجود فولكر بيرتس ، رئيس البعثة الأممية في السودان، وحديثه عن إطلاق عملية سياسية بين الأطراف السودانية من أجل الاتفاق على مخرج من الأزمة السياسية الحالية ، إلا محاولة يائسة لفرض واقع سياسي معين في بلادنا ، ولذلك يهرول نحوه المهزومون من قادة قحت لعلهم يجدون عنده ما يستر عوراتهم السياسية بعد أن فشلوا تماماً في تحقيق الاستقرار والأمن حتى في شوارع الخرطوم ناهيك عن أصقاع السودان النائية . ومن أجل تحقيق رغبات أعداء الإسلام وافقت حكومة قحت برئاسة كبيرهم حمدوك على اتفاقية سيداو وهي أسوأ وثيقة تصدرها الأممالمتحدة لهدم بناء الأسرة والمجتمع المسلم على وجه الخصوص . وليتهم اكتفوا بذلك فقد طالت أيديهم القوانين وجاءوا بعبد الباري ومستشارته الصهيونية لدك معاقل القضاء السوداني وسن قوانين لا تتصل بقيم هذا الشعب ؛ حتى يحولوه إلى مسخ مشوه أو إلى شعب منبت عن جذوره وقيمه ، ولكن الله سلم . ولو أن الأمر اقتصر على معاش الناس وما لحق به من ضنك وضيق في العيش لكانت المسألة سهلة ، لكن قحت استعجلت أمرها ، أو أنها دفعت لذلك ، فسعت لتغيير المناهج وبث سمومها وعفنها عبر "القراي"؛ حتى تفسد عقول النشء السوداني وتوجهه نحو أفكار ومعتقدات لا تبشر بخير ، وحاولوا استهداف الجيش السودان والقوات النظامية الأخرى ، وباءوا بالفشل في مساعيهم الخبيثة التي لا تخدم إلا مخططات إسرائيل. من جانب آخر رفعت قحت شعار حرية ، سلام وعدالة ، ولكنها حاربته بممارساتها الرعناء وتصرفات بهلواناتها الذين نصبوا من أنفسهم قضاة دون مسوغ مشروع ؛ فقطعوا أرزاق الناس وشردوهم من وظائفهم ، وصادروا أموالهم وممتلكاتهم من دون وجه حق أو سند قانوني ، عن طريق لجنة وجدي صالح وخالد سلك وصلاح مناع التي هي أفظع لجنة عرفها الشعب السوداني وأدت إلى فضح قحت وكشف عوارها وعورتها ، حيث سقط عنها النصيف وبان وجهها الكالح ، الذي لم يترك صفة من القبح إلا أخذ منها بنصيب وافر . وها هي لجنة المراجعة تتبع آثار اللصوص في كافة مكامنهم من أجل استرجاع أموال الشعب المنهوبة ، وكل ذلك عن طريق القانون والنظام ، وليس الكيد السياسي كما كانت تفعل تلك اللجنة سيئة السمعة . إن الشعب السوداني يمكن أن يصبر على الغلاء وشظف العيش ولكنه يأبى دوماً أن تمس قيمه وعقيدته وأخلاقه ، فها هو، بعد أن افتضح أمر قحت ومن يقف وراءها ، يهب للالتفاف حول جيشه ، حامي حمى الوطن وترابه، عبر مسيرات هادرة ليس للعملاء والخونة فيها مكان وليس لها أجندة سوى المبادئ الوطنية التي من شأنها الحفاظ على سلامة المجتمع السوداني وحمايته من الاستلاب الفكري على يد حملة الجوازات الأجنبية ، ومرتادي فنادق أوربا وحاناتها ليل نهار ، ومن أصحاب التوجهات العلمانية المهزومة . قحت الآن أصبحت كما يقول المثل السوداني "ضر في حر" أو كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى ، فقد فشلت في كافة جوانب الحكم وخاب أملها وزهد فيها من جاءوا بقادتها من كل حدب وصوب ، إذ اصطدموا بقيم الشعب السوداني الأبي الذي بدأ يتصدى لهم ويطاردهم باللعنة والسباب والابتهال إلى الله أن يرد كيدهم في نحرهم ويأخذ بحق المظلومين والمفصولين من الخدمة المدنية الذين تشردت أسرهم وذاقوا الأمرين بما كسبت قحت وارتكبت من مخالفات فظيعة وجور وتعدي على حقوق الناس وحرمتها ، ولكن الله كان لهم بالمرصاد ، فانقلب السحر على الساحر ؛ حتى أودع بعض قادة قحت السجون وهم أذل من إبليس يوم عرفه. خلاصة القول إن الشعارات لا تكفي لتحقيق العدالة والحرية والسلام فهذه قيم راسخة تحتاج لتضحيات جسام ورجالاً عدولاً يتحرون الصدق والأمانة والإخلاص والوطنية ، ولكن قحت تفتقر لكل هذه المؤهلات. [email protected]