لا تصالح على الدم حتى بدم لا تصالح و لو قيل رأس برأس أكل الرؤوس سواء؟ أقلب الغريب كقلب اخيك؟ أعيناه عينا أخيك؟ و هل تتساوى يد سيفها كان لك بيد سيفها اثكلك؟ الثاني عشر من يوليو 2022م ، مليونية جديدة تؤكد المؤكد، شارع منتصر بتحديه المستمر لنصف عام، و عصابة حاكمة ليس لديها سوى القمع والمزيد من القمع. ثوار يزرعون الشوارع املا، ويرسمون بالدماء لوحة المستقبل الحر، وعصابة تصر على الحرق للمنازل بقنابل الصوت والتوزيع الممنهج للعنف، لتخلف العديد من الاصابات والجروح، او تقتل ان تسنى لها الأمر، وهي في انتظار الفرج من الآلية الثلاثية التي تحاول التحايل على رفض لجان المقاومة والقوى الثورية للتفاوض مع العصابة الحاكمة، عبر ادارة حوار وتفاوض غير مباشر دون اعلان، متوهمة ان ذلك سوف يمكنها من فرض الحوار والتفاوض كأمر واقع، وكسبيل وحيد للخروج من الانسداد السياسي، يعوم العصابة الحاكمة بدلا من اسقاطها. والواضح هو ان الحوار والتفاوض الذي ظل ينادي به زعيم العصابة ونائبه وترفضه قوى الثورة المتمسكة بلاءاتها الثلاثة، أمر مقبول لقوى التسوية، كما هو مقبول لداعمي الانقلاب والمشاركين فيه من جبهة ثورية وبعض احزاب المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير. والبعض منهم يتوسل تبرير هذه المقبولية، بمحاولة فصل التفاوض كتكتيك عن الاستراتيجية المتمثلة في حصيلة التفاوض، التي تعني تنازلا متبادلا عن الاهداف وتسوية لا يمكن ان تحقق اهداف الثورة. وهذا الفصل المتعسف هو الانتهازية السياسية بعينها، حيث ان التكتيك الذي هو جزء من الخط السياسي، لا يجوز فصله عن الاستراتيجية المتمثلة في اهداف الثورة. فاذا كان التفاوض لا يحقق اهداف الثورة، يصبح التفاوض تنازلا واضحا عن هذه الأهداف. فالتفاوض يصح عندما يكون وسيلة لتحقيق اهداف الثورة ، في تلازم حتمي ما بين التكتيكي والاستراتيجي، ولا يصح حين يكون وسيلة لتسوية تقود لشراكة حتمية بين قوى الثورة والقوى المضادة للثورة، تؤدي الى احتواء وتصفية الثورة. وهناك من قوى الثورة نفسها، من يشكك في التعويل على لجان المقاومة وفي قيادتها للمقاومة والفعل الثوري، وينادي بوحدة القوى المناهضة للانقلاب كيفما اتفق! وينسى في خضم سعيه ذلك، ان لا احد يقول بأن لجان المقاومة لوحدها سوف تحسم المعركة!! فالمطروح هو تحالف قاعدي بين قوى الثورة الجذرية، مكون من لجان المقاومة وتجمع المهنيين ولجان تسيير النقابات وقوى المجتمع المدني والتنظيمات النوعية كأسر الشهداء والمتضررين من السدود والمفصولين من الخدمة العسكرية والمدنية والنازحين، يشكل مركزه التنسيقي ليقود التغيير و يستلم السلطة. والاحزاب السياسية ذات التحالفات الفوقية، لها أن تنجز تحالفاتها، وهي مرحب بها في حال رغبتها في دعم قوى الثورة المذكورة ومساندة تحالفها. إذ لا أحد يخونها او يخون من يختلف معه لمجرد الاختلاف، لكن هناك من هو شريك في الانقلاب ومؤسساته كالجبهة الثورية، ومن يعمل علنا على دعم الانقلاب كقيادة حزب الامة (برمة ناصر الرئيس تحديداً)، فهل هؤلاء ثوار ؟؟ . بعض النقد للجان يلامس بعض اشكال القصور، لكنه لا يميز بين ضرورة الوحدة وماهية هذه الوحدة الضرورية. فالسؤال دائماً هو وحدة على أي اسس وأي برنامج وأي مشروع وباي تكتيكات وآليات لازمة لتحقيق إستراتيجية التغيير، دون فصل متعسف بين الاستراتيجية والتكتيك يقود الى انتهازية سياسية تهزم الثورة وتعيد انتاج الازمة وتعمقها. بالحتم توقيع ميثاق تاسيس سلطة الشعب من قبل لجان المقاومة خطوة متقدمة، بغض النظر عن وجود ملاحظات عليه من عدمها، لكن ما يزال هناك الكثير من العمل الواجب انجازه، في ظل اللاءات الثلاثة المترابطة والتي لا يجوز فصلها عن بعضها بتعسف. فلا تفاوض وثيقة الصلة بلا شراكة ولا شرعية، تماماً كما كانت حرية وثيقة الصلة بسلام وعدالة. هذا الترابط من يسعى لفك ترابطه يسعى لفت عضد الثورة، ولتسوية وشراكة تهزم الثورة وتعوم التمكين، والتجربة تثبت ذلك. ومن يجرب المجرب ندمان!!! . و قوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!! . [email protected]